الإمارة حلوة الرضاع، مُرّة الفِطام!

الإمارة هي الزعامة، وقد تقاس عليها القيادة، أو تشتقّ منها، كما قد تقاس عليها أو تشتق منها: السيادة، والسلطة، والحكم ن ومشيخة القبيلة.. ونحو ذلك!

وقد ورد على لسان أحد الصالحين: أن آخر مايُنزع من قلوب القديسين أو الأبرار، هو حبّ الزعامة!

فعلام تدل تجارب الحياة؟

نموذج:

حصل أحدهم في سورية، على الشهادة الابتدائية (السَرتفيكا)، وقد كانت في خمسينيات القرن العشرين، شهادة ذات قيمة! فمنهاجها ثقيل، ومَن يحصل عليها يحقّ له، أن يكون معلماً في المدارس الابتدائية الحكومية!

وعمل الشاب معلّما، في أواخر الخمسينيات من القرن، ثم تسلّط حزب البعث على البلاد بانقلاب عسكري، وصار للرفاق الحزبيين صولة وجولة! وكان أحدهم يتأمّر على موظفي الدولة الرسميين، مثل: المحافظ، ومدير المنطقة، ومدير الناحية، وغيرهم!

فطلب الرفيق الحزبي المتزعّم في إحدى المدن، وفيها إدارة المنطقة.. طلب من المعلم حامل الابتدائية، أن يعمل مشرفاً على الأسواق، بعد أن ينتمي إلى حزب البعث! وكان له ذلك! فعُيّن بما يشبه عمل المحتسب، في سوق المدينة! ومُنحت له سلطات واسعة، في الأذى، تحديداً! أمّا النفع فبعيد عنه، فلا احد يعطيه سلطة تنفع الناس!

وأَكل حزب البعث نفسّه، مرّات كثيرة، وذهبت سلطة الرفيق المذكور، وصار من المغضوب عليهم، بعد ثلاث سنوات من حكم البعث!

وبعد نصف قرن، تذكّر الرفيق المناضل، عهده الماضي، فقأل آسفاً، على مايفعله حكّام سورية، الذين خلفوا عهده: يوم كنّا نحن، أين كان هؤلاء الناس!

ولندع خيبة الرفيق المذكور، وننظر في خيبات الكبار، الذين سبقوه وواكبوه وأعقبوه.. فسنرى في صدور القوم، أكداساً من الألم واللوعة،على ماكانوا فيه، وما آلوا إليه، بعد تجريدهم من مناصبهم!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين