نبي الرحمة (13)

عوامل الصبر والثبات:

عوامل وأسباب أدت بالمسلمين إلى غاية قصوى من الثبات:

١- الإيمان بالله وحده: فصاحب هذا الإيمان لا يبالي بالمتاعب أمام ما يجده من حلاوة إيمانه.

٢-قيادة تهوي إليها الأفئدة: لأنه صلى الله عليه وآله وسلم يتمتع بمكارم الأخلاق، فتنجذب إليه القلوب وتتفانى دونه النفوس، ولا يشكّ فيه أعداؤه فضلًاً عن محبيه، لا تصدر منه كلمة إلا ويستيقنون صدقها، وكان الكفار يهابونه ويخافون إن توعدهم أو دعا عليهم، أما أصحابه فقد حل منهم محل الروح والنفس، فكانوا يحبونه حباً صادقاً، وكان من أثر هذا الحب والتفاني أنهم كانوا ليرضون أن تندق أعناقهم ولا يخدش له ظفر أو يشاك بشوكة.

٣- شعورالصحابة بالمسؤولية: وأن ما يترتب على الفرار من تحملها ضررأكبر مما هم فيه من الاضطهاد.

٤-الإيمان بالآخرة: كان الصحابة على يقين بأنهم يقومون لله، فإما إلى النعيم او إلى الجحيم {يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ}[ المؤمنون:٦٠] ويعرفون أن الدنيا لا تساوي جناح بعوضة في الآخرة، فتهون عليهم المتاعب فلا يكترثون لها.

٥-القرآن: آياته تقيم الحجج بصدق مبادئ الإسلام وتشجع المسلمين على الصبر والتجلد، {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّه قَرِيبٌ} [البقرة:٢١٤]. وكانت الآيات ترد على الكفار، ولا تبقى لهم حيلة، تحذرهم من عواقب إصرارهم على غيهم، مستدلة بالشواهد التاريخية التي تدل على سنة الله في أوليائه وأعدائه.

وكانت الآيات تبشر المسلمين، برحمة ورضوان وجنات، وتصور لهم الكفار يسحبون في النار على وجوههم.

٦-البشارات بالنجاح: كانت الآيات تنزل بالبشارات, تبين ما جرى بين الأنبياء السابقين وبين من كذبهم، وتشتمل على ذكر الأحوال التي تطابق أحوال مسلمي مكة وكفارها، ثم تذكر ما تمخضت عنه من إهلاك الكفرة، وإيراث الصالحين الأرض والديار {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ* وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ}[إبراهيم:١٣-١٤].ونزلت آيات تبشر بغلبة المؤمنين:{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَإِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ* فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَأَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاء صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ}[الصافات:١٧١-١٧٧]. وآيات في من هاجرإلى الحبشة:{وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ}[النحل:٤١]. وحين غلب الفرس الرومان، وفرح الكفار بذلك لأن الفرس مشركون، والمسلمون يحبون غلبة الرومان لأنهم مؤمنون بالله والرسل والكتب واليوم الآخر، بشر الله بغلبة الروم في بضع سنين، وصرح ببشارة نصر الله للمؤمنين:{وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّه} [الروم:٤-٥]. قال خَبَّاب بن الأرتِّ: أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو متوسد برده وهو في ظل الكعبة، وقد لقينا من المشركين شدة، فقلت: ألا تدعو الله، فقعد، وهو محمر وجهه، فقال:(لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد ما دون عظامه من لحم وعصب ما يصرفه ذلك عن دينه، وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله). وكان صلى الله عليه وآله وسلم نفسه يقوم بهذه البشارات، ماكان يبشر بالجنة فحسب، بل يقول:(يأيها الناس، قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا، وتملكوا بها العرب، وتدين لكم العجم، فإذا متم كنتم ملوكًا في الجنة).وهو ما قاله لآخر وفد جاء إلى أبي طالب. لم تكن البشارات مخفية، بل يعلمها الكفرة والمسلمون. كان الأسود بن المطلب وجلساؤه إذا رأوا أصحابه صلى الله عليه وآله وسلم تغامزوا بهم، وقالوا: قد جاءكم ملوك الأرض الذين يرثون كسرى وقيصر، ثم يصفرون ويصفقون.

وأمام هذه البشارات في الدنيا، مع الرجاء بالفوز بالجنة، كان الصحابة يرون أن الاضطهادات ليست إلا:(سحابة صيف عن قليل تقشع).ولم يزل صلى الله عليه وآله وسلم يغذي أرواحهم برغائب الإيمان، ويزكي نفوسهم بتعليم الحكمة والقرآن، ويخرجهم من الظلمات إلى النور، ويأخذهم بالصبر على الأذى، وقهر النفس. فازدادوا رسوخًا في الدين،وعزوفا عن الشهوات، وتقيدًا بالصبر والهدوء والوقار.

المرحلة الثالثة: دعوة الإسلام خارج مكة:

*إلى الطائف: في شوال سنة عشر من النبوة خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الطائف، وهي تبعد عن مكة نحو ستين ميلًاً، سارها ماشياً على قدميه جيئة وذهاباً، ومعه مولاه زيد بن حارثة، وكان كلما مر على قبيلة في الطريق دعاهم إلى الإسلام، فلم تجب إليه واحدة منها. فلما انتهى إلى الطائف قصد ثلاثة إخوة من رؤساء ثقيف أبناء عمرو بن عمير الثقفي، فجلس إليهم ودعاهم إلى الله، فقال أحدهم: هو يَمْرُط ثياب الكعبة -أي يمزقها- إن كان الله أرسلك. وقال الآخر: أما وَجَدَ الله أحدًا غيرك، وقال الثالث: والله لا أكلمك أبداً، إن كنت رسولًاً لأنت أعظم خطراً من أن أرد عليك الكلام، ولئن كنت تكذب على الله ما ينبغي أن أكلمك. فقام عنهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال لهم:(إذ فعلتم ما فعلتم فاكتموا عني).

وأقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الطائف عشرة أيام، لا يدع أحداً إلا جاء وكلمه، فقالوا: اخرج من بلادنا. وأغروا به سفهاءهم، فلما أراد الخروج تبعه سفهاؤهم وعبيدهم يسبونه ويصيحون به، حتى اجتمع عليه الناس، فوقفوا له سِمَاطَيْن -أي صفين- وجعلوا يرمونه بالحجارة، وبكلمات من السفه، ورجموا عراقيبه، حتى اختضب نعلاه بالدماء. وكان زيد بن حارثة يقيه بنفسه حتى شج رأسه، ولم يزل به السفهاء كذلك حتى ألجأوه إلى حائط لعتبة وشيبة ابني ربيعة، فلما التجأ إليه رجعوا عنه، وأتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى حُبْلَة من عنب فجلس تحت ظلها إلى جدار. فلما جلس إليه واطمأن، دعا وقال:(اللهم إليك أشكو ضَعْف قُوَّتِي،وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تَكِلُني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبَك، أو يحل عليّ سَخَطُك، لك العُتْبَى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك).

في الطائف:

التجأ صلى الله عليه وآله وسلم إلى حائط ابني ربيعة فتحركت له رحمهما لما رآه، دعوا غلاماً لهما نصرانياً [عَدَّاس]، وقالا له: خذ قطفاً من هذا العنب، واذهب به إلى هذا الرجل. فلما وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مد يده إليه قائلاً:(بسم الله) ثم أكل. فقال عداس: إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أي البلاد أنت؟ وما دينك؟)قال: أنا نصراني من أهل نِينَوَى. قال صلى الله عليه وآله وسلم:(من قرية الرجل الصالح يونس بن مَتَّى). قال له: وما يدريك ما يونس بن متى؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: (ذاك أخي، كان نبياً وأنا نبي)، فأكب عداس على رأسه صلى الله عليه وآله وسلم ويديه ورجليه يقبلها. فقال ابنا ربيعة أحدهما للآخر: أما غلامك فقد أفسده عليك. فلما جاء عداس قالا له: ويحك ما هذا؟ قال: يا سيدي، ما في الأرض شيء خير من هذا الرجل، لقد أخبرني بأمر لا يعلمه إلا نبي، قالا: ويحك يا عداس، لا يصرفنك عن دينك، فإن دينك خير من دينه.

ورجع صلى الله عليه وآله وسلم [في الطريق إلى مكة] كئيباً محزوناً كسير القلب، فلما بلغ قرن المنازل بعث الله إليه جبريل ومعه ملك الجبال، يستأمره أن يطبق الأخشبين على أهل مكة.

أجابه صلى الله عليه وآله وسلم:(بل أرجو أن يخرج الله عزّ وجلّ من أصلابهم من يعبد الله عزّ وجلّ وحده لا يشرك به شيئاً).

، ثم تقدم في طريق مكة حتى بلغ وادى نخلة، وأقام أياماً. فبعث الله إليه نفرًا من الجن: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الأحقاف: ٢٩-٣١].

{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} [الجن: ١-٢].

كان هذا الحادث نصرًا آخر أمده الله من كنوز غيبه المكنون بجنوده التي لا يعلمها إلا هو، أمام هذه النصرة، أنقشعت سحابة الكآبة والحزن واليأس التي كانت مطبقة عليه منذ أن خرج من الطائف مطرودًا، حتى صمم على العود إلى مكة، وعلى القيام باستئناف عرض الإسلام وإبلاغ رسالة الله بنشاط وجد وحماس.

عائداً إلى مكة:

في الطريق من الطائف إلى مكة، قال له زيد بن حارثة: كيف تدخل عليهم وقد أخرجوك؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم:(يا زيد، إن الله جاعلٌ لما ترى فرجاً ومخرجاً، وإن الله ناصر دينه، ومظهر نبيه).

سار صلى الله عليه وآله وسلم حتى إذا دنا من مكة مكث بحِرَاء، وبعث رجلاً من خزاعة إلى الأخنس بن شَرِيق ليجيره، فقال: أنا حليف، والحليف لا يجير، فبعث إلى سهيل بن عمرو، فقال سهيل: إن بني عامر لا تجير على بني كعب، فبعث إلى المطعم بن عدي، فقال المطعم: نعم، ثم تسلح ودعا بنيه وقومه، فقال: البسوا السلاح، وكونوا عند أركان البيت، فإني قد أجرت محمداً، ثم بعث إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أن ادخل، فدخل صلى الله عليه وآله وسلم ومعه زيد بن حارثة حتى انتهى إلى المسجد الحرام، فقام المطعم بن عدي على راحلته فنادى: يا معشر قريش، إني قد أجرت محمداً فلا يهجه أحد منكم، وانتهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الركن فاستلمه، وطاف بالبيت، وصلى ركعتين، وانصرف إلى بيته، ومطعم بن عدي وولده محدقون به بالسلاح حتى دخل بيته.

وقيل: إن أبا جهل سأل مطعماً: أمجير أنت أم متابع ـ مسلم-؟. قال: بل مجير. قال: قد أجرنا من أجرت.

وقد حفظ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للمطعم هذا الصنيع، فقال في أسارى بدر: (لو كان المطعم بن عدي حياً ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له).

عرض الإسلام على القبائل:

في ذي القعدة سنة عشر من النبوة، عاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى مكة، ليستأنف عرض الإسلام على القبائل والأفراد، ولاقتراب الموسم كان الناس يأتون إلى مكة، فانتهز رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه الفرصة، فأتاهم قبيلة قبيلة يعرض عليهم الإسلام، كما كان يدعوهم منذ السنة الرابعة من النبوة، وبدأ يطلب منهم هذه السنة ـ العاشرة ـ أن يؤووه وينصروه ويمنعوه, حتى يُبَلِّغ ما بعثه الله به.

قال الزهرى: وكان ممن يسمى لنا من القبائل الذين أتاهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ودعاهم وعرض نفسه عليهم: بنو عامر بن صَعْصَعَة، ومُحَارِب بن خَصَفَة، وفزارة، وغسان، ومرة، وحنيفة، وسليم، وعَبْس، وبنو نصر، وبنو البَكَّاء، وكندة، وكلب، والحارث بن كعب، وعُذْرَة، والحضارمة، فلم يستجب منهم أحد, وهذه القبائل لم يكن عرض الإسلام عليها في سنة واحدة أوموسم واحد، بل كان ما بين السنة الرابعة من النبوة إلى آخر موسم قبل الهجرة, ولكن الأكثر كان في السنة العاشرة. وقد ذكر ابن إسحاق كيفية العرض وردودهم، وهاك ملخصاً:

١ـ بنو كلب: أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى بطن منهم يقال لهم: بنو عبد الله، فدعاهم إلى الله وعرض عليهم نفسه، حتى إنه ليقول لهم: (يا بني عبد الله، إن الله قد أحسن اسم أبيكم)، فلم يقبلوا منه.

٢- بنو حنيفة: أتاهم في منازلهم فدعاهم إلى الله، وعرض عليهم نفسه، فلم يكن أحد من العرب أقبح عليه ردًا منهم.

٣ـ وأتى إلى بني عامر بن صعصعة: فدعاهم إلى الله، وعرض عليهم نفسه، فقال بَيْحَرَة بن فِرَاس- رجل منهم-: والله لو إني أخذت هذا الفتى من قريش لأكلتُ به العرب، ثم قال: أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك، ثم أظهرك الله على من خالفك أيكون لنا الأمر من بعدك؟ قال: (الأمر إلى الله، يضعه حيث يشاء)، فقال له: أفَتُهْدَفُ نحورنا للعرب دونك، فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا، لا حاجة لنا بأمرك، فأبوا عليه، ولما رجعت بنو عامر تحدثوا إلى شيخ لهم لم يواف الموسم لكبر سنه، وقالوا له: جاءنا فتى من قريش من بني عبد المطلب يزعم أنه نبي، يدعونا إلى أن نمنعه ونقوم معه، ونخرج به إلى بلادنا، فوضع الشيخ يديه على رأسه ثم قال: يا بني عامر وهل لها من تَلاَف؟ هل لذُنَابَاها من مَطْلَب؟ والذي نفس فلان بيده ما تَقَوَّلَها إسماعيلي قط، وإنها لحق، فأين رأيكم كان عنكم؟.

يتبع........

منقول بتصرف يسير من كتاب السيرة (الرحيق المختوم)

الحلقة السابقة هـــنا

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين