تطفيف الميزان

لا يغرّنك كل طرح طنّان، من كل دعيٍّ فتّان، ولو تمسّح بالفرقان، وزعم أنه له ميزان!

ضبط المعيارية يسبق الوزن.

الراسخون في العلم يؤمنون بالقرآن كله، ويحتكمون للقرآن كله، ويجعلون محكمه إماما لمتشابهه..

أما أهل الزيغ فيؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، ويؤمنون بمتشابهه ابتغاء تأويل محكمه، وصرفه عن صريحه القاطع ليفتنوا الناس بما يفترونه على الله وينسبونه لكتابه!

تتبَّع أهلَ الزيغ والضلال، وأهل الإلحاد والانحلال، وستجد أنهم يدركون مكانة القرآن في يقين أهل الإيمان، فيلعبون بإعدادات الميزان، ثم يزعمون أنهم يتفيؤون ظلال القرآن، ولا يعتدون حدود الرحمن! فيلبّسون باطلهم بمتشابه من الحقّ عام له تخصيصه، أو مطلق له تقييده، أو منسوخ له ناسخه، أو مجمل له تفصيله، أو فرع له أصله، أو ظني لا يتجاوز قطعيه، أو معلّل مجرد عن علته..

فإن أعياهم جردوه مما جاء في السنة من بيان، واخترعوا له تأويلا فاتنا بغير برهان، ليزعزعوا كل إيمان، بدعوى أنه كلّه حمّال أوجه مشتبه البيان!

وفرقان القرآن صريح أن نردّ الفرع لأم الكتاب، والمتشابه لمحكمه، ونؤمن به كله، كل من عند ربنا، وما يذّكر إلا أولو الألباب.

﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين