في ظلال أسماء السور (6) سورة يوسف والإسراء... بنو إسرائيل بين نبوءتين!!

سورة يوسف عليه السلام تتحدث عن تكوين بني إسرائيل كمجموعة لها مهمة ووظيفة، بينما تتحدث سورة الإسراء عن انتهاء ذلك الدور الرسالي لتلك الجماعة البشرية وتسلم راية الإمامة الدينية من قبل محمد صلى الله عليه وسلم، وأمته.

وقد لفت أستاذنا الشيخ بسام جرار، إلى لطيفة عددية تتعلق بسورتي يوسف والإسراء، وهي أن عدد الآيات في كلتا السورتين هو مائة وإحدى عشرة آية، والطريف أن إعلان النشأة والتكوين، وإعلان الإقالة والعزل كليهما، جاءا من خلال النبوءة والوحي الرباني؟

فرؤيا يوسف عليه السلام، كانت تعلن الميلاد، وما ورد في بدايات الإسراء مما قضاه الله تعالى إلى بني إسرائيل في كتابهم، كان ينبئ عن النهاية.

لكن نبوءة الميلاد كانت للقيادة وحدها ممثلة في يوسف وأبيه عليهما السلام، وكان هناك حرص وتوصية ألا تصل النبوءة إلى الباقين... فيكفي في البدايات الأولى أن يكون القادة الطلائعيون الرساليون على معرفة بالأهداف البعيدة إلى حين ظهور استعداد من قبل الأتباع، سيما وأن المطلوب بالنسبة ليوسف ويعقوب ولفترة طويلة هو الصبر والصبر وحده إلى حد كبير.

أما نبوءة العزل والإنهاء، التي تحدثت عنها الإسراء، فقد جاءت إعلاناً عاماً، ومخاطباً به الجمهور الذي ستتورط ذريته في الإفساد، وجاءت النبوءة مدونة وموثقة في كتاب ديني يتلى ويتوارث على مدى قرون، حتى يكون المقصودون على وعي وعلى حذر، ويصبحوا مسؤولين بشكل جماعي وفردي أيضا للنجاة بأنفسهم، وعدم مجاراة المفسدين، بل والالتحاق بركب الأمة الجديدة التي سترث الإمامة الدينية خلف نبيها محمد صلى الله عليه وسلم.

ولئن كانت نبوءة النشأة والتكوين رؤيا رمزية .. فقد كانت نبوءة العزل نصاً صريحاً حاسما واضحاً.

الحلقة السابقة هـــنا

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين