حوار مع اللاقرآنيين ( 7 - 8)

هذا بحث نافع كتبه الأستاذ البحاثة بلال فيصل البحر في الرد على القرآنيين، ونشره باسم :" الفَنْقَلةُ مع اللاقرآنيين". والفنقلة – كما هو معلوم - محاورة الخصم بأسلوب فإن قالوا قلنا. وهذه الحلقة السابعة.

قال بعض غلاة اللاقرآنيين: قال الله: (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً).

فيقال لهم: هل السنة من عند غير الله أم من الله؟ 

فإن قالوا: من عند الله، بطل تعلقهم بالآية، وإن قالوا: من عند غير الله، فقد أعظموا على الله ورسوله الفرية، وجهلوا مواقع القران القائل: (وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نزل إليهم).

فإن قالوا: إن في السنة اختلافاً كثيراً، قيل لهم: ما المراد بالاختلاف؟ 

فإن قالوا: اختلاف الفهم، قيل لهم: فهذا واقع في نصوص القرآن، فبطل قولهم بيقين.

وإن قالوا: التناقض والتضاد بين الأحاديث،

قيل لهم: إن أردتم التضاد والتناقض في نفس الأمر فهو كذب وجهل، وقد أجمع العلماء على امتناعه. 

وإن قصدتم التضاد والتناقض الظاهري، فهو واقع، وهو علم اختلاف الحديث الذي فتح الله به على الشافعي، وصنف فيه العلماء الكتب المعروفة في دفع ما ظاهره الإشكال والتناقض، مثل كتاب أبي جعفر الطحاوي وغيره. 

وقد قال الشافعي أو غيره: إن بـهذا العلم يتفاضل العلماء، وقال إمام الأئمة أبو بكر بن خزيمة: (من توهم التعارض بين حديثين صحيحين عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فليأتِ إليَّ حتى أُؤلف له بينهما).!

وروى البيهقي وابن عساكر عن البويطي قال: سمعت الشافعي يقول: قد ألفت هذه الكتب ولم آل منها، ولا بد أن يوجد فيها الخطأ، لأن الله تعالى يقول: (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراً) فما وجدتم في كتبي هذه مما يخالف الكتاب أو السنة فقد رجعت عنه، فتأمل كيف قرن السنة بالقرآن في نسبة العصمة من الاختلاف والخطأ. 

وقال أيضاً: (أبى الله أن يتم إلا كتابه) فهذا في الكتاب المصنف من حديث أو فقه لا في نفس الحديث الصحيح المعصوم بعصمة قائله، وقد نظمه بعض العلماء مقالة الشافعي هذه، فقال:

كم من كتابٍ قد تصفّحتُهْ ... وقلتُ في نفسيَ أصلحتُهْ

حتى إذا طالعتُهُ ثانياً....... وجدتُ تصحيفاً فصحَحّتُهْ

الحلقة السادسة هنا

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين