سلسلة إتقان البرهان (عرض ونقد) (2) لغة القرآن الكريم وإعجازه

لغة القرآن الكريم:

ذكر الدكتور فضل أن هذا المبحث لم يكن موجوداً في الطبعة الأولى، وأنه اقتبس مادة هذا المبحث من طلبة الدراسات العليا في مرحلة الدكتوراه، وهما محمد رضا الحواري، ومنصور أبو زينة.

وتحدث الدكتور فضل في هذا المبحث عن موضوعات ثلاثة:

1-أنزل القرآن الكريم بلغة قريش وحدها؟

2-المعرب.

3-غريب القرآن الكريم. 

ولن أتعرض للتفصيل في هذا المبحث، لأمور عديدة:

• أن المنهج والأسلوب يختلف عن أسلوب الدكتور فضل في الكتابة، مع أن الدكتور فضل حاول صياغته بأسلوبه، ولكن طريقة العرض للمسائل مختلفة.

• الاستطراد حيث بلغ عدد صفحات هذا المبحث تسعين صفحة.

• طريقة التوثيق في الحاشية مختلفة، حيث يذكر الباحثان اسم المؤلف ثم اسم الكتاب.

• لا يوجد آراء للدكتور فضل في هذا البحث بحاجة إلى مناقشة؛ لأن الآراء الموجودة هي آراء خاصة بمن أعد مادة هذا البحث. 

مثال ذلك: 

يرجح الدكتور فضل في الوجوه والنظائر (1) أن المشترك اللفظي لا وجود له في الآيات القرآنية، ولا بد للكلمة من أن يكون لها معنى واحد محدد، في جميع المواضع التي وردت بها في القرآن، بينما في لغة القرآن (2) يذكر أن المشترك اللفظي ظهر مبكراً عند أهل اللغة على يد ابن سعد (ت:240هـ)، وأنه لا نكاد نجد كتاباً من كتب التفسير واللغة إلا وفيه الإشارة إليه، ثم يورد رأي الطبري بأن هناك كلمات في القرآن تحتمل أكثر من معنى ولا يمكن الترجيح بينها.

إعجاز القرآن (3):

إن الناظر في مؤلفات الدكتور فضل عباس –حفظه الله- في إعجاز القرآن، يُدرِك تمام الإدراك أن الدكتور فضل له باع طويل في هذا الموضوع، ولكن ما السبب الذي دعاه للاختصار في هذا الكتاب؟، والسبب والله أعلم أنه ربما اكتفى بما فصله هناك، ورأى أنه لا داعي للتكرار. 

فتكلم الدكتور فضل عن وجوه الإعجاز، ومراحله، ثم تكلم عن بعض أنواع الإعجاز:

1-الإعجاز البياني: بين الدكتور فضل أنه من أعظم وجوه الإعجاز، فتحدث فيه عن الإعجاز في الكلمة والحرف والجملة، والفاصلة، ثم انتقل للحديث عن أسلوب القرآن الكريم، ذاكراً خصائصه، من القصد في اللفظ، وخطاب العام والخاص، وإمتاع العقل وإقناع العاطفة، والبيان والإجمال. 

2-الإعجاز العلمي: ذكر الدكتور فضل بدايةً أن القرآن كتاب هداية، ثم ذكر آراء العلماء في التفسير العلمي، وبين شروطه وضوابطه، ثم ذكر نماذج من التفسير العلمي المقبول والمردود. 

3-الإعجاز التشريعي: تحدث فيه عن تشريعات القرآن الشاملة لجميع مناحي الحياة، وذكر فيه أمثلة عن عظمة هذا التشريع بالمقارنة مع التشريعات الأخرى.

ومن الجديد الذي ذكره الدكتور فضل في هذا المبحث: أنَّ معجزة عيسى عليه السلام كانت منسجمة مع العصر الذي أرسل فيه؛ والذي قد طغت فيه المادية؛ فكانت معجزته تقويضاً للمادة، وليس صحيحاً ما يذكر أن معجزته كانت في الطب؛ لأن ما أخبرنا به القرآن من معجزاته، لا يدخل في ميدان الطب فقط؛ بل إن إحياء الموتى يعجز عنه الطب.

والذي أراه أن الدكتور فضل -حفظه الله- نظر في معجزات عيسى عليه السلام الخمس. فوجد أن معظمها لا يدخل في ميدان الطب؛ ولذلك رجح هذا القول، والله أعلم.

الهوامش: 

(1)انظر: عباس، (فضل حسن)، إتقان البرهان، (2/241).

(2)انظر: عباس، (فضل حسن)، إتقان البرهان، (1/201).

(3)انظر: عباس، (فضل حسن)، إتقان البرهان، (1/235وما بعدها).

الحلقة السابقة هـــنا

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين