وللأبوة كلمة (3)

الإخوة الكرام: إنكم تسألون طلاب العلم وأنا واحد منهم في أمور معادكم كالصلاة والصيام والحج والزكاة والشركات والحلال والحرام وغير ذلك مما له مساس بالثواب والعقاب يوم القيامة عملاً بقوله تعالى: ( ....فاسألوا أهل الذكر إن كُنتُم لا تعلمون ). فهل تسمحون لي اليوم أن أكون شيخاً لكم هذه المرة في أمور معاشكم 

وأن أكتب لكم وبمنطق الأبوة نصائح لسلامة دنياكم وحتى لا يصيبكم أيُّ عنت أو مشقة 

قلت : وأعيدها إنني مقدر حجم المعاناة التي تعيشونها صباح مساء على مختلف الأصعدة في بلاد الغربة وخصوصاً على الصعيد الإداري ولكن مهما بلغت هذه المعاناة فلا يجوز بتاتاً أن توصلكم إلى أي تصرف خاطئ يزيد من معاناتكم ومعاناة أسركم. 

فمثلاً صعوبة الحصول على وثائقكم كجواز سفر وشهادات ميلاد وغيرها وعقود زواج 

وكل ماله علاقة بالقوانين الإدارية الناظمة لأي بلد تكونون فيه ضيوفاً أقول صعوبة الحصول على وثائقكم تلك. 

لا يجوز أن تدخلكم في متاهات التزوير ودفع الرشاوى في هذا السبيل، وذلك لأن هذا لا يجوز (أولاً ) 

وأما ( ثانياً ) فإني أضيف أن التقنيات الحديثة عند كل الدول صارت وبكبسة زر وبسرعة فائقة تكشف تزوير هذه الوثائق أياً كانت وبعدها يلاحق المزور والراشي منكم ويعاقب أشد العقاب. 

وأما ( ثالثاً ) فإن ديننا يحرم على الإنسان أن يتسبب لنفسه أو لغيره أو لأهله وأولاده بالإهانة والسجن والعنت والترحيل ومزيد من الهجرة والتشرد. 

فيا إخوتي مزيداً من الصبر ومزيداً من التحمل وإياكم سلوك الطرق الملتوية التي تزينها لكم عصابات ومافيات تأخذ فلوسكم ثم تضعكم في السجون. 

هذا وإن الظلمة الذين أخرجوكم من وطنكم سورية وتسببوا لكم في كل هذه المعاناة يودون لو تقعوا في مثل هذه المطبات حتى يشمتوا فيكم ويزيدوا في ضرركم

تكفينا البراميل التي تنزل على أهلينا والكيماوي الذي يخنقهم والنابالم الذي يحرقهم فرج الله عنهم عاجلاً غير آجل. 

فيا إخوتي ثقوا بالله وتيقنوا أنكم ستعودون إلى وطنكم أعزة كراماً بمشيئة الله و اتقوا الله .قال تعالى :( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب )

وأصدقكم أن كل ماكتبته اليوم إنما هو من قبيل الاقتداء بسيدنا رسول صلى الله عليه وسلم الذي قال الله فيه:

( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم )

فرج الله همومكم ويسر أموركم وقضى حوائجكم وزاد في أجوركم وثبت إيمانكم ولا أراني فيكم مكروهاً 

الحلقة الثانية هنا

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين