وللأبوة كلمة (2)

أتألم كثيرا لحال إخواني وبني وطني لما ينالهم من الظلم في داخل الوطن على يد أعداء الإنسانية كما أتألم لما ينال إخواني وأبنائي الشباب من المتاعب في بلاد الغربة. 

ولا أبالغ عندما أقول إن حنوي عليهم ورأفتي بهم لا تقل عن حنوي ورأفتي بأولادي وأحفادي. 

ومنشوري هذا وجبة من النصائح أقدمها لهم وقد قال عليه الصلاة والسلام: ( الدين النصيحة) 

ما من شك أنه غلب على كثير من الحكومات المضيفة للسوريين وغيرهم، غلب عليها في هذه الأيام الهاجس الأمني حيث لا مهادنة عندهم في هذا الجانب حتى مع مواطنيهم وبني بلدهم لذلك انتبهوا إلى المنشورات والإشاعات التي تصلكم 

فمنها ما غايته الوقيعة بين المضيف صاحب الأرض وضيفه المهاجر إليه فإياكم أن تساهموا في مثل هذه المنشورات إرسالاً أو كتابة أو نسخاً أو لصقاً أو إعجاباً أو تعليقاً وفِي الحديث الشريف :( كفى بالمرء إثماً —وفي رواية كذباً —أن يحدث بكل ماسمع ).

ومن هذه المنشورات ماهو من قبيل الإشاعات الكاذبة والمغرضة التي لا أساس لها من الصحة والتي توغر صدور الناس بعضهم على البعض الآخر والتي قد تؤدي إلى فتنة تحرق الأخضر واليابس لا قدر الله .

إن ظلمة وطنكم الذين أخرجوكم منه وأبعدوكم عنه وحرموكم خيراته وأعطوها لغيركم لا يقصرون في فعل كل ما من شأنه أن تزدادوا تشرداً ومعاناة وذلك عبر جيشهم الإلكتروني وعملائهم المخصصين لهذه الأغراض الخبيثة. 

وإن أية خطيئة ترتكبونها في هذا المجال يمكن أن توصلكم إلى مالا تحمد عقباه 

فاحذروا ثم احذروا من أيّ تعليق أو أي إعجاب على مايضر بالنتيجة بأمنكم أنتم في بلاد المهجر. 

إنكم الآن تستطيعون مساعدة أهلكم وأرحامكم وذلك عندما يكون لكم مورد وكسب وعمل فإذا وقعتم في ورطة بسبب هذه الأمور عندها تحتاجون أنتم وأهليكم للمساعدة 

وكما قلت في منشوري السابق: إنني مقر بحجم معاناتكم على كل صعيد، لكن هذه المعاناة مهما بلغت لا يسمح معها شرعاً لأحدكم بأيِّ عمل ضار بأمن البلد الذي تعيشون فيه. 

قال الله تعالى: ( من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها ) 

وشكر أصحاب الفضل شكر لله وفِي الحديث الشريف: ( لايشكر الله من لا يشكر الناس) ثم إن خطيئة واحد منكم تحسب على كل أفراد جنسيتكم 

قال تعالى :( واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة )

حفظكم الله من كل سوء ولا أراني فيكم مكروها

وأعادكم إلى وطنكم سالمين آمنين.

الحلقة الأولى هــــنا

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين