وللأبوة كلمة -1-

 

أعتقد أنكم لا تظنون أني بهذا المنشور قد نسيت الغوطة ومعاناتها ولا سورية وآلامها واسمحوا لقلمي أن يكتب لكم بمنطق الأبوة لا بمنطق المشيخة فللمشيخة أهلها المعروفون علماً وفضلاً وشهادات وإجازات اسمحوا لي بمخاطبتكم عموماً والشباب خصوصاً بمنطق الذي شارف سنا وخبرة على نهاية عقده الثامن 

إنني مقدّر حجم المعاناة والضغوط المتعددة التي لا حصر لها والتي تتعرضون لها على كل صعيد 

محرومون من وطنكم، محاصرون في دراستكم وفِي فرص العمل والرزق، أسركم تفرق شملها، وغربتكم لا نظير لمآسيها، تطلبون الجامعة فلا تجدونها، وتبتغون الزواج فلا تملكون جزيئاً من نفقاته ومع كل هذه المشاق الجسام إياكم أن يجد اليأس إليكم طريقاً واحذروا أن تعتبروا أن هذا شيء دائم 

فدوام الحال من المحال فشقوا طريقكم عبر صحراء الشدائد ولا بد أنكم واصلون إلى واحات تجدون فيها بغيتكم. 

وبقدر حجم المعانة تكون اللذة في قطف الثمرة 

تسلحوا بالصبر وإياكم واليأس 

إنني أكتب هذه الكلمات ويقينا ً أنها ستبلغكم أينما كُنتُم على ظهر هذه الكرة الأرضية وكل أملي تكونوا في بلاد الغربة والمهجر مثالا يحتذى في الخلق والتمسك بثوابتكم الإيمانية والدينية وإياكم وأن تجلبوا أي متعبة لمن استضافكم على أرضه أو في جامعاته أو في معامله ومؤسساته

قال تعالى: ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان )

خصمكم الوحيد هو الذي صادر حريتكم واختطف حقوقكم وجعلكم تهيمون على وجوهكم في أرجاء المعمورة 

يسر الله أموركم وبلغكم كل مراد دنيا وآخرة 

وللحديث صلة 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين