هل الشرعيون من أسباب انتشار ظاهرة الإلحاد والردة في الأمة؟(4)

حوار مع عدد من الشرعيين (4).

كتب أحد الأساتذة الشرعيين هذه الكلمة :

قال مُحدِّثي: هناك ظاهرة ردة وإلحاد في الدول الإسلامية.

قلت له: نحن الشرعيين سببها الرئيس، لو كنا قدوة وتخلّقنا كما أمرنا الله، وبلّغنا الدِّين بثقافة هذا الزمان بعد أن ندرك واقع الناس وظرف الأمة.. لما حصل ما حصل.

وقد نشرنا في الحلقات الثلاث السابقة بعض التعقيبات، ونتابع نشر تتمة التعقيبات:

قال الأخ الأستاذ معاذ أبو صالح : 

أوافقه في جزء كبير لكن أقول:

إن ضياع القدوة المخضرمة الشرعية والتي مهمتها تثبيت الناس والتموضع بجانبهم في أزماتهم المعيشية والعسكرية والعلمية والاجتماعية هذا الوقوف سيجعلهم يثبِّتون الناس أمام الفتن الكبيرة التي لا تسطيع ثقافتهم ولا تجربتهم على تجاوزها فلم يعد لهم سوى الالتجاء إلى ربهم ومخلصهم في الوقت الذي انشغل الشرعيون بهمومهم الخاصة عنهم.

ولما لم يجدوا سرعة إجابة من ربهم ولم يكن عندهم من فلسفة العقيدة ما يعلل تأخر الغوث الإلهي لهم زادهم بعدًا عن الدين فجاءت الأفكار الإلحادية التي تنشط في هذه الأجواء بمغرياتها وتحررها لتملأ فراغا عندهم وتجيبهم عن أسئلة حائرة لديهم.

 وقالت الأخت عابدة العظم:

في الحقيقة -والمؤسف- أن الإلحاد أصبح منتشرًا أكثر مما نتخيل ونتوقع بكثير. 

لدرجة أنه أقيم في جدة (قبل حوالي سنة أو أكثر) وعلى الملأ؛ ندوة في بيت د. فاطمة نصيف للمناظرة، والعجيب أنه جاء من يجاهر بأنه ملحد ويناقش ... 

ولم يخف أن يقام عليه الحد (وهو بالسعودية!)

ونستطيع أن نقسم الإلحاد لسببين أساسيين:

?- عاطفي: وهو ما نراه من ردة بسبب ما يحدث في سوريا وعدم إجابة الدعاء وموت الأحبة....وهذا عارض وسهل ويمكن تلافيه.

?- إلحاد علمي: وهذا ليس إنكارا لوجود الله (وإن سمي إلحادا) بل هو شك بالنبوة، بطريقة وصول القرآن إلينا، بقضايا المرأة وضربها ..... بإعجاز القرآن البلاغي أو العلمي.

بعض المشايخ أبدوا استعدادهم للمناظرة والرد، وحين جلس الشاك بين أيديهم يسأل ليصل للحقيقة: كفروه وسخروا منه، ولم تكن ردودهم علمية ولا منطقية، بل كانوا يُسألون عن قضية فيراوغون ويتحدثون عن أخرى

أو يكررون أقوالا قديمة

الأمر الذي ضعف المشايخ، وقوى فكر الملحد .

وفاقم هذه الظاهرة وجعلها تيارًا ، وكل يوم هم في ازدياد. 

وكم تأتيني رسائل بهذا الخصوص وأعتقد ينبغي علينا الاهتمام.

وأجاب الأخ الدكتور نزار الشيخ : 

العنوان غير مناسب أبدً. 

لا يوجد شرعي هو السبب المباشر للإلحاد إلا النادر.

فلا يصح مثل هذا العنوان . وسبب المشكلة تخلف الشرعي عن واجبه فهذا من أهم الأسباب.

لندرس أولا: ما سبب تركه لواجبه حتى لا نضع كل اللوم عليه؟

فلان من طلبة العلم من أين يجد الدعم لكي يقوم بواجبه ؟

هم يركضون وراء الدرهم لتحصيل لقمة العيش.

تبدأ المشكلة من الناحية الاقتصادية وتوظيفها بشكل صحيح. 

فالشرعيون الذين لهم القدرة على إصلاح الناس هم كثر لكن ليس لديه الوقت للقيام بعمله.

وتجار السنة إلا ما رحم ربي منشغل بإدارة أمواله وغير سائل على دينه 

متى سيتيقظ هؤلاء ?!!

وأجاب الأخ الدكتور خالد عبد الله : 

بداية لا ينكر أن أي ظاهرة سلبية يتحمل قسطا من أسبابها كل شرائح المجتمع ويطلب من الجميع العمل على معالجتها. 

لكن مما يؤسف إليه بشدة الانتقال بين مراجيح جلد الذات والأكثر من جلد الأضعف. 

فترى في كتابات بعض من يتوقع منهم المنافحة عن الأمة وعلمائها تنوع في جلد الذات فمرة يكون جلد الذات للأمة عامة ومرة لعلمائها وهكذا دواليك. 

أود السؤال: ماذا يمتلك الشرعيون حتى يكونوا سببًا رئيسًا في الردة ؟!

هل بيدهم سلطة ؟ أم بيدهم مال ؟ أم بيدهم حشود من الجماهير؟!

من يتطلع للمشاركة في السلطة يجلد تحت باب الإسلام السياسي

ومن يتطلع لإقامة جمعية لمساعدة الفقراء أو تجمع للعلماء يجلد تحت باب الإرهاب. 

والواقع يشهد بأن الشرعيين من علماء الأمة في حالة ضعف شديدة فلا سلطة ولا مال ولا حشود وإن وجد شيء من ذلك فإنه لا يخلو من ضعف لكثرة ما يتلقاه من طعنات داخلية .

فالذي يتحمل مسؤولية الردة وغيرها من الظواهر السيئة في المجتمع من يمتلك قرار التغيير وبيده السلطة والمال والتعبئة وغير ذلك من عوامل القوة.

وأجاب الأستاذ محمد حسين الخالد : 

ولا تزر وازرة وزر أخرى .

الأخ الذي يحمِّل الشرعيين ما يسمِّيه ردة ، كأنه يرد على نفسه، فكونه اكتشف السبب في تلك الردة ، ووصف الدواء فهل عمل بما طالب به ا?خرين، ثم غيره أيضا قد اكتشف الدواء ووصفه وحذر من عواقب تركه منذ زمن .

فتحميله جرم الردة فلسفة فارغة وترف ثقافي لا يستحق الرد الطويل .

الحلقة الثالثة هـــنا

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين