هل الشرعيون من أسباب انتشار ظاهرة الإلحاد والردة في الأمة ؟ (2)

كتب أحد الأساتذة الشرعيين هذه الكلمة :

قال مُحدِّثي: هناك ظاهرة ردة وإلحاد في الدول الإسلامية.

قلت له: نحن الشرعيين سببها الرئيس، لو كنا قدوة وتخلّقنا كما أمرنا الله، وبلّغنا الدِّين بثقافة هذا الزمان بعد أن ندرك واقع الناس وظرف الأمة.. لما حصل ما حصل.

وقد نشرنا في الحلقة الأولى بعض التعقيبات، ونتابع نشر تتمة التعقيبات:

أجاب الأخ الدكتور أكرم الندوي: 

هنالك أسباب عديدة لتلك الظاهرة، منها الجهل بهذا الدين، ومنها قوة الغرب السياسية والثقافية والحضارية، ومنها غياب الأسوة كما ذهب إليه هذا القائل.

وكتب الدكتور وصفي عاشور أبو زيد أستاذ مقاصد الشريعة: 

هل العلماء هم السبب في الإلحاد؟

العلماء في الأصل ليسوا سببا في ذلك، لكنَّ لهم وظيفةً في معالجة الظاهرة ببيان منابعها وأسبابها وطبيعتها وخطرها ومظاهرها ورسم الطريق لمعالجتها..

ولكن قد يكون مسلك بعض العلماء في نفاق السلطات المستبدة، وتسويغها لطغيانها وظلمها، وشرعنتها لاستبدادها وقهرها للعباد سببا من أسباب فقدان ثقة الجماهير بالعلماء، وقد ينسحب ذلك على الدين نفسه، فيتطور الأمر لينتهي بالبعض إلى الإلحاد، وبخاصة إذا صادف ذلك عصور التحولات الكبرى والحروب العالمية والمظالم العظيمة والقتل والتهجير، كالعصر الذي نحياه الآن، فيعزز بعضُ العلماء بمسلكهم من شرعنة الظلم والاستبداد فرصَ الإلحاد لدى قطاع من الشباب.

ومع هذا فلا نريد أن نعفي هذا الشباب من المسئولية، فـ (كل نفس بما كسبت رهينة)، و(لا تزر وازرة وزر أخرى)، فكل إنسان خلق الله له العقل الذي يتعرف به إلى الله، ويعرف به حقيقة وجوده في هذه الحياة، ومهمته فيها، ومصيره الذي سيصير إليه، وأنزل الله له الشرع الشريف الذي يبين له طبيعة هذه الحياة، وأنها مبتناة على الابتلاء، وأن الإنسان بين محنة وأخرى فيها حتى يلقى الله.

وهذا نذير للعلماء أن يتقوا الله في أقوالهم ومواقفهم؛ لأن زلة العالِم يزل بها عالَم، وتكون المسئولية أمام الله على قدر مكانة العالم وذيوع صيته وانتشار آرائه في العالم، والكلمة مسئولية وأمانة!

وكتب الأخ الشيخ حسن قاطرجي: 

لنعترف أن بعض من تصدَّى للدعوة والإفتاء كانوا مثال سوء وبلاهة وعمالة (عمرو خالد وخالد الجندي ووسيم يوسف والجفري و.... و...) بالإضافة إلى الكهنوت باسم المشيخة الموجود في كل بلادنا وخاصة المعشِّشين في المؤسسة الدينية الرسمية : لا شك أنهم يعطون صورة مقززة عن التدين تنفّر الناس !!! بالإضافة طبعاً إلى الآلة الإعلامية الضخمة لتشويه الإسلام العظيم وخنق صحوته وتمدّده وإلى الإنتاج الاستخباراتي الشرّير لمجموعات متطرفة متوحشة تتحرك باسم الدين مما كان له دور كبير، وللتخلّف المخيف في بلادنا الذي يصر عليه الغرب الذي يحمي ويغطي الطغاة الموتورين الممعنين في إغراق مجتمعاتنا في التخلف الحضاري !! الموضوع خطير ودقيق ومتشابك.

وكتب الدكتور أحمد عبد العال: 

لا شك أن علماء السوء الذين يتحدثون باسم الدين وقد علم الناس نفاقهم أو انحرافهم وطلبهم للدنيا على حساب الدين أن ذلك أحد أسباب الإلحاد هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن التشدد والتطرف الديني واستباحة دماء الناس الأبرياء باسم الدين سبب آخر للإلحاد. والله المستعان.

وعلق الدكتور سعد الكبيسي: 

القرآن ساحر في توضيحه للحقائق.

ربنا سبحانه قال: { وما كان ربك مهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون}

ولا شك أن المصلحين عندنا كثيرون.

المصلحون المقصودون هم ثلة من مختلف الاختصاصات ممن يتوقف عليهم صلاح الحياة فهم ما بين عالم وسياسي وضابط وطبيب ...

تتحدث علوم التخطيط أنه لا بد من وجود كتلة تقود وتصلح

لكن القرآن أطلقها: { كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله}.

لا يشترط في معيار الإصلاح وجود التمكين بل الإصلاح في زمن الاستضعاف أشد وأصعب كما مدحوا في الأحاديث.

لم يعد العالم الشرعي وحده هو الذي ينصب الولاة ويقيم الثورات ويحرك الجماهير إنما أصبح واحدا من فريق قيادي متعدد.

يأتي الناس فيريدون من العالم ان يكون كيسنحر في السياسة، ورومل في الحرب، وآدم سميث في الاقتصاد.

وهنا تبرز مشكلتان:

1 -عند الناس حين يتصورون أنَّ العالم محيط بكل شيء.

2- عند العلماء حين ارتضوا لعب هذا الدور.

الحلقة الأولى هـــنا

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين