حكم الوقوف العشرة وغيرها المسماة وقوف جبريل (6)

*من الناحية التطبيقية*

كنت قد أفضت في الرسائل السابقة، بأن الوقوف العشرة أو السبعة عشر ونحوها مما نسب إلى النبي وسميت بوقوف جبريل،

لا تصح نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا إلى جبريل،

ولا تصح نسبة إيرادها إلى الإمام عَلَم الدين السخاوي،

كما لا يصح القول بأنها مما نقله الشيوخ وتوارثوه عن شيوخهم، ثم هؤلاء عن شيوخهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم ،

وإنما هي وقوف نُسبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وإلى جبريل، كذبًا، واختُرعت في القرون المتأخرة، ربما في القرن العاشر، ثم انتشرت بعد ذلك إلى عصرنا... 

لكن مع أن نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلى جبريل، لا تصح،

فهي من حيث التطبيقُ

أغلبها وقوف صحيحة،

وقليل منها وقوف غير صحيحة.

وسنبدأ إن شاء الله بذكر حكم كل وقف منها تباعًا،

وقد رجعت في ذلك إلى مصادر متنوعة:

فمن كتب علوم القرآن والقراءات: 

1- جمال القراء وكمال الإقراء، لعلم الديم السخاوي (558ــ643).

2- البرهان في علوم القرآن للبدر الزركشي 

(745ــ 795).

3- النشر في القراءات العشر للشمس بن الجزري (751ــ833).

4- الإتقان في علوم القرآن للسيوطي (849ــ911).

وغيرها.

ومن كتب الوقوف: 

1- إيضاح الوقف والابتداء لأبي بكر بن الأنباري (271ــ328).

قسم الوقوف ثلاثة أقسام: 

تام: يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده، ولا يكون بعده ما يتعلق به. 

حسن: يحسن الوقف عليه، ولا يحسن الابتداء بما بعده. 

قبيح ليس بتام ولا حسن. 

2- القطع والائتناف لأبي جعفر النحاس (ت338).

3- المكتفى في الوقف والابتدا لأبي عمرو الداني (371ــ444).

وقسم الوقوف أربعة أقسام: 

- تام مختار.

- كاف جائز، يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده أيضا، وإن كان ما بعده متعلقا به من جهة المعنى. 

- صالح مفهوم، أو حسن. 

- قبيح متروك.

4- المقصد لتلخيص ما في المرشد في الوقف والابتداء

للشيخ زكريا الأنصاري (825ــ926).

وقسمها ثمانية أقسام

تام، حسن، كاف، صالح،

مفهوم، جائز، بيان، قبيح. 

5- منار الهدى في الوقف والابتدا لأحمد بن عبدالكريم بن محمد بن عبدالكريم الأشموني (توفي نحو 1100، ولم يعثر له على ترجمة!).

وفيه: (قال ابن الأنباري والسخاوي: مراتبه ثلاثة… 

وقال غيرهما: أربعة… 

وقال السجاوندي خمسة… 

وقال غيره ثمانية… 

وجميع ما ذكروه من مراتبه غير منضبط ولا منحصر…) انتهى من منار الهدى.

6- دليل المحتار إلى اختلاف الوقف في مصاحف الأمصار، لياسر المزروعي، وازن فيه بين تسعة مصاحف شهيرة في عصرنا: 

- مصحف الملك فؤاد 1342، تدقيق محمد خلف الحسيني، ورمزه (فؤاد).

- مصحف دار المعارف بمصر، مراجعة الضباع وعامر السيد حسن، ورمزه (السيد عثمان).

- مصحف الشمرلي بخط محمد سعد الحداد، ورمزه (الشمرلي).

- مصحف دولة الكويت بخط محمد سعد الحداد، ورمزه (الكويت).

- مصحف مجمع الملك فهد بخط عثمان طه، وهو الطبعة الأولى التي نشرته أيضا بعض الدور الشامية، ورمزه (فهد1).

- مصحف مجمع الملك فهد بخط عثمان طه، وهو الطبعة الثانية، ويوزع الآن، ورمزه (فهد2).

- مصحف ابن مكتوم بخط جمال بوستان، ورمزه (الإمارات).

- مصحف شبه القارة الهندية، ورمزه (الهند).

- مصحف بلاد المغرب برواية ورش ووقوف الهبطي، ورمزه (المغرب).

والآن نشرع بذكر حكم كل وقف من الوقوف المنسوبة لجبريل، وتبلغ واحدا وعشرين وقفا:

?- ?وَلِكُلٍّ وِجهَةٌ هُوَ مُوَلّيها فَاستَبِقُوا الخَيراتِ أَينَ ما تَكونوا يَأتِ بِكُمُ اللَّهُ جَميعًا إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ? [البقرة: ???]

حكم الوقف عند كلمة {الخيرات}: 

لم يتعرض ابن الأنباري له. 

وعند النحاس والداني: كاف. 

وعند الشيخ زكريا والأشموني: حسن. 

وأما في المصاحف التسعة،

فوضع رمز (ج) في مصحف فؤاد، والسيد عثمان، والشمرلي، وفهد?، وفهد?، والإمارات.

ورمز (ط) في مصحف الهند. 

ورمز (قلى) في مصحف الكويت. 

ورمز (م) في مصحف المغرب.

والراجح (قلى)،

فينبغي للقارئ أن يقف عند قوله: {فاستبقوا الخيرات}،

ثم يستأنف الجملة الشرطية: {أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا}.

والله تعالى أعلم. 

الحلقة السابقة هـــنا

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين