من بخل بما يستطيع، وحشر أنفه فيما ليس من شأنه.. ماذا يسمّى؟

لا عمل للكاتب في سوق الحدّادين.. ولا للحدّاد في سوق الحذّائين.. ولا للحذاء في سوق النجّارين..!

بلى؛ يستطيع الحذّاء أن ينصح الحدّاد، وأن يعينه إذا احتاج معونة مالية، أو نحوها! ويستطيع أن يوصل ابنه المريض، إلى المشفى، وأن يشتري له الدواء من الصيدلية!

وبإمكان النجّار، أن يساعد جاره الحذّاء، بتقديم المساعدة التي يستطيعها، للحذّاء، أو لأحد أفراد أسرته، دون أن يتدخّل في عمله الفنّي!

لكن الغريب، أن ما يجري بين الناس، اليوم، هو العكس؛ إذ يقدّم بعض الناس نصائح، لأصحاب المهَن أو الحرَف، ويبخلون بما يستطيعون تقديمه، من مساعدات يحتاجها الآخرون!

فنرى الجاهل في الأدب، يتطاول على مهنة الأدب، شعراً أو نثراً، وهو لايعرف كيف يقيم بيتاً من الشعر!

ونرى الجاهل في الفقه الشرعي، ينصب نفسه فقيهاً، في بعض الفضائيات، ويفتي في أمور، لا يعرف شيئاً، من اصول الفتوى فيها!

ونرى الجاهل في الطبّ، ينصب نفسه طبيباً، في بعض المجتمعات، فيصف وصفات طبّية، قد تؤذي المرضى، أو تهلكهم!

ونرى الجاهل في السياسة، عامّة، يتصدّى في بعض وسائل الإعلام، للتحليل السياسي، فيخلط خلطاً عجيباً، دون أن يزعه وازع!

وهكذا.. فإلى متى؟

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين