التعريف به :
1- اسمه:
هو يحيى بن شرف بن
مُرِّيِّ بن حسن بن حسين بن محمد جمعة بن حِزام.
نسبته:
(النَّوَوِيُّ) إلى نَوَى، وهي قاعِدة الجولان من أرض حُوران من أعمال دمشق، فهو
الدمشقي أيضًا، خصوصًا وقد أقام الشيخ بدمشق نحوًا من ثمانٍ وعشرين سنة ، فهو
النَّوَوِيُّ مولدًا، والدمشقيّ إقامةً، والشافعي مذهبًا، والحزامي قبيلة .
2- لقبه:
لُقِّب بمحيي الدين
3- كنيته:
أبو زكريَّا، مع
أنَّه من العُلَماء العزَّاب، الذين آثَرُوا العلم على الزواج؛ وإنما كُنِّي لأنَّ
ذلك من السُّنَّة، وهو أن يكنى المسلم ولو لم يتزوَّج، أو لم يولد له، أو حتى لو
كان صغيرًا، وقد قالت السيدة عَائِشَةُ - رضِي الله عنها - للنبيِّ - صلَّى الله
عليه وسلَّم -: يا رسول الله، كلُّ نسائك لها كنية غيري، فقال لها رسول الله -
صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اكتَنِي أنت أم عبدالله))، فكان يُقال لها: أم
عبدالله، حتى ماتت ولم تلد قطُّ، (يعني: ابن الزبير ابن أختها أسماء - رضِي الله
عنهم)؛ أخرَجَه الإمام أحمد في "مسنده"
وفي صحيحي البخاري ومسلم عن أنس - رضِي الله عنه
- قال: كان النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أحسن الناس خُلقًا، وكان لي أخٌ
يُقال له: أبو عمير - قال: أحسبه فطيم - وكان إذا جاء قال: ((يا أبا عُمَير، ما
فعل النُّغَير؟))، نغر كان يلعب به؛ يُداعِبه - صلَّى الله عليه وسلَّم - لمَّا
مات الطائر الذي كان يلعب به.
4- البيئة التي نشَأ
فيها:
نشَأ تحت كنف والده،
وكان مستور الحال؛ فكان يعمل في دكان أبيه مدَّة، وكان الأطفال يُكْرِهونه على
اللعب معهم، وهو يهرب منهم ويبكي ويقرأ القرآن الكريم، فرآه الشيخ ياسين - رحمه
الله تعالى - وكان من صالحي ذلك الزمان، وهو على هذه الحالة، فقال للذي يعلِّمه
القرآن الكريم وأوصاه به وقال له: هذا الصبي يُرجَى أن يكون أعلم أهلِ زمانه
وأزهدهم، وينتفع الناس به، فقال له المعلِّم: مُنَجِّم أنت؟! فقال: لا؛ وإنما
أنطقني الله - تعالى - بذلك، فذكَر ذلك لوالده، فحَرَصَ عليه إلى أنْ ختَم القرآن
الكريم وقد ناهَز الاحتلام.
ثم قَدِمَ به أبوه
إلى دمشق، وكانت آنذاك مَحَطَّ العُلَماء وطلبة العلم، وكان عمره (19) سنة، فسَكَن
المدرسة الروَاحِيَّة، وقد قال الإمام النَّوَوِيُّ نفسه: "وبقيت نحو سنتين
لا أضع جنبي بالأرض، وأتقوَّت بجِرَاية المدرسة".
5- دراسته وهو صغير:
ذكَر الإمام ابن
العطار- وهو التلميذ النجيب للإمام النَّوَوِيِّ - أنَّ شيخه حكَى له عن نفسه أنه
كان يقرأ كل يوم (12) درسًا على مشايخه شرحًا وتصحيحًا.
وقال: وكنت أعلِّق جميع ما يتعلَّق بها من شَرْح
مُشْكِلٍ، ووضوح عبارة، وضبط لغة، وبارك الله - تعالى - لي في وقتي.
ثم إنَّه أراد تعلُّم المنطق فأظلَم قلبه،
فترَكَه - رحمه الله تعالى.
6- حرصه على وقته:
كان الإمام
النَّوَوِيُّ لا يضيع وقتًا لا في ليلٍ ولا في نهار، حتى إنه في ذهابه في الطريق
وإيابه يشتَغِل في تكرار محفوظاته أو مطالعة، ثم أدَّى فريضة الحج مع والده، وكان
عمره لم يتجاوَز اثنين وعشرين عامًا.
7- عبادته:
كان كثيرَ العِبادة
من الصلاة والصوم والذِّكر، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإفادة والتعليم
والتأليف.
8- زهده وورعه وجرأته
في قول الحق :
وصَفَه كلُّ مَن رآه
بأنَّه زاهد في الدنيا، مُقبِل على الآخرة، كثير التحرِّي والانجماح عن الناس،
وكان يصوم الدهر، ولا يجمع بين إدامين، وكان لا يأكل من فاكهة دمشق؛ لأنها كثيرة
الأوقاف لِمَن هو تحت الحَجْر شرعًا، وكان يقبَل من الفقير ويردُّ الغني، ولمَّا
جاء المرسوم السلطاني بوُجُوب الإنفاق على الجند ذهَب الناس إلى الإمام
النَّوَوِيِّ وشَكَوْا إليه، فأرسَل رسالةً إلى السلطان ابتدَأَها ببيان حقِّ
الراعي والرعية، ثم حثَّه على الالتِزام بالشريعة، ونهاه عن هذا الفعل، فغَضِب
السلطان وأمَر المسؤولين أن يعزلوا هذا الشيخ ويمنعوه راتبه، فتلطَّفوا له قائلين
له: إنَّه لا يَتعاطَى راتبًا، وليس له منصب.
9- صفته:
كان أسمرَ، كثَّ
اللحية، رَبْعَةً، مَهِيبًا، قليل الضحك، عديم اللعب، يقول الحق ولا يخشى في الله
- تعالى - لومة لائم، وفي بحثه مع الفُقَهاء تعلوه السكينة.
اقرأ الجزء الثاني من الترجمة
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول