لكلّ مقياسٌ، يقيس به نفسه ومَن حوله!

الحالة الصحّية: بعض الناس يقيس وضعه الصحّي، بأوضاع مَن حوله من الناس، فيقول: وضعي أحسن مِن وضع فلان، المبتلى بأمراض كثيرة.. أو: أنا أخفّ مصيبة من فلان، الذي ابتلي بأمراض صعبة وعلل شتى.. والحمد لله، الذي عافاني ممّا ابتلى به كثيراً من خلقه ! ومنهم مَن ينظر إلى من حوله، فيحمد الله على أن حالة ابنه الصحّية، هي أقلّ خطراً من حالة ابن جاره، أو ابن قريبه فلان.. أو وضعُ زوجته أقلّ سوءاً، من وضع زوجة جاره أو قريبه !

الحالة الاجتماعية و المادّية: بعض الناس يقيس وضعه الاجتماعي والمادّي، إلى أوضاع من حوله، فينظر في حالته المادّية، ويقيسها إلى حالات مَن حوله من: أقارب وجيران وأصدقاء وزملاء.. فيحمد الله، أو يحسّ بالمرارة، إذا كانت حالته أقلّ من حالات بعض الناس، من حيث الدخل المادّي، أو نحو ذلك !

الحالة العلمية: بعض الناس يقيس وضعه العلمي ووضع أسرته، إلى أوضاع مَن حوله، فيرى ابنه فلاناً طبيباً متخصضاً بكذا، وابن قريبه فلان، طبيب متخصص بالمرض الفلاني.. فيحمد الله، أو يضع في ذهنه، أن ابنه فلاناً، يجب أن يختصّ بالداء الفلاني، وأن ابنته فلانة، ليست أقلّ كفاءة من زميلتها فلانة، من حيث القدرة على التخصص بالمرض الفلاني !

وهكذا، يقيس الناس شهرتهم بشهرة مَن حولهم، وعمرهم وأعمار أسرهم، من أولاد وبنات، بأعمار من حولهم ! وبعضهم يضع تواريخ، لعمره وأعمار أسرته، فيقول: ابني فلان ولد في اليوم الفلاني، الذي فاض فيه النهر الفلاني، أو في اليوم الذي تهدّم فيه منزل فلان، بسبب الأمطار الغزيرة ! وبعضهم يضع تاريخاً سياسياً، لولادة بعض أبنائه، فيقول، مثلاً: ابني فلان وُلد يوم مات الرئيس فلان، لاردّه الله.. أو يوم استلم الرئيس فلان، أطال الله عمره !

وقد ورد عن طوَيس، المضروب به المثل في الشؤم، أنه قال: وُلدت يوم مات الخليفة فلان.. وتزوجت يوم مات الأمير فلان ! وعدّد أحداثاً، تدلّ على الشؤم، فضُرب به المثل في شؤمه، فيقال: فلان أشأم من طويس !

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين