الوهم مرض نفسي، يبتلى به أكثر البشر!

من عشرات السنين، نقل عن العالم المشهور، الكسيس كاريل، أنه قال: الإنسان مجموعة من الأشباح، تسير في وسطها حقيقة مجهولة !

أكثر الناس، عبر الزمان والمكان، يعيشون حالة من الوهم، وربّما حالات مجتمعة متراكمة ! وبعضهم قد يعلم، أو يظنّ، أنه متوهّم، أويعيش في وهم، ويصرّ على ذلك!

وقد وردت نماذج في القرآن الكريم، منها:

(وتجعلون رزقكم أنكم تكذّبون).

وأذا كان التكذيب حجّة عرضية مؤقتة، فلا تسمّى مرضا نفسيًّا ! أمّا إذا كان سلوكاً دائماً موغلاً في النفس، فهو مرض نفسي ! والمبتلون بهذا المرض كثر، في القديم والحديث !

وبعضهم يتوهّم أنه مريض، وقد كتب أحد الكتاب الفرنسيين، مسرحية أسماها: مريض الوهم.. تتحدث عن حالة رجل مبتلى بالوهم بأنه مريض !

وتروى طرفة عن شخص ما، كان يتوهّم بأنه حبّة قمح، ويهرب من كلّ دجاجة يراها، خوفا من أن تأكله ! فذهب إلى طبيب نفسي، فأقنعه بأنه إنسان، لاحبّة قمح ! ثمّ عاد إلى الطبيب - وكان مايزال يهرب من الدجاج- وقال له: أنا اقتنعت منك بأني إنسان، فأقنع الدجاجة بذلك، كيلا تأكلني !

وبعض الناس يتوهّمون بأنهم عباقرة، ويعاملون غيرهم، على هذا الأساس !

وبعضهم في منصب مرموق، يتوهّم بالسيادة، ويهذي بها، ويجعلها شرطاً للتعامل معه، بينما يكون قد أباح بلاده، لمن هبّ ودبّ من الدول، لحماية حكمه من السقوط !

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين