الخلط بين المرحلي والنهائي(3)

الَمعلَمُ البارز في الخلط بين المرحلي والنهائي- في جهة من جهات الخلط-:

تحول الرخص المرحلية الى أحكام نهائية في نظر بعضهم؛ يبحثون عن أدلة يستدلون بها على أن هذه الرخصة هي الإسلام وهي حكمه،

فيُغْرِبون أحياناً، ويأتون بالشواذِّ الفكرية 

والعلمية.

ولا يتأبَّون من مخالفة السلف والخلف فيما يأتون به!

يمكنك أن ترى هذا بارزاً في الواقع؛

حيث تقع عينك على من يرى "الديموقراطية" بعجرها وبجرها مشروع الإسلام النهائيَّ والمثاليَّ!

غافلين عن كون الإسلام قد أتى بنظام هو أرقى من "المنتَج الغربي" المليء بالثغرات! 

نظامٍ جمع فيه حسنات المنتج الغربي الديموقراطي ونفى سيئاته! (يحتاج هذا إلى تفصيل)

قد أقبل ذلك قبولاً مرحلياً؛ لا بمعنى أنني أستعمله للوصول ثم ألقيه بعدها،

وإنما بمعنى:

أنني أدعو إليه باعتباره الوسيلة المتاحة لتأخذ الدعوة مساحة ما في التحرك وتحقيق أهدافها المشروعة .. 

وأتقبل- بطبيعة الحال نتائجها-،

حتى إذا تغير المجتمع وصار مهيأً لاستقبال الإسلام: 

استغنيت عنها بنظام شوريٍّ حرٍّ،

قد يتشابه مع النظام الديموقراطي في بعض الإجراءات ويخالفه في الجوهر؛

إذ تستمد الديموقراطية مشروعيتها من عقول الناس وتجعلها مصدر التشريع ..

بينما تستند نظم الإسلام إلى الشريعة لتستمد منها؛ 

مع المحافظة على الحريات ومواجهة الاستبداد

الحلقة السابقة هـــنا

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين