الأيام دوَل.. لم ينته العالم بنهاية أيّ منها!

مثل قديم، متكرّر عبر الزمان والمكان، وهو سائر مسار الحكمة! والناظر في تاريخ البشر، يرى أموراً كثيرة تصدّقه، فيتفاءل بعض الناس.. ويطمئنّ أناس آخرون.. وتهون المصائب على آخرين، يرون ماهم فيه من البلاء، هو نهاية العالم!

نماذج قديمة:

قامت دول كثيرة، وانقرضت بفعل عوامل شتّى:

منها ما أباده الله، بسبب ذنوب العباد! والناظر في القرآن الكريم، يجد أمثلة كثيرة، على شعوب عتت عن أمر ربّها، فغضب عليها، وأهلكها بوسائل مختلفة من الهلاك: بعضها بالغرق.. وبعضها بالصيحة.. وبعضها بالريح العقيم.. وبعضها حُمل إلى الأعلى، ونسف عاليه على سافله.. ومنها من حاول العدوان على بيت الله، فأهلكه الله بحجارة من سجّيل..!

ولن نتحدّث، هنا، عن الدول الكثيرة، التي قامت في بلادنا، مثل: الدولة البابلية.. والأشورية والفينيقة، وغيرها! أمّا الدولة الرومانية الإمبراطورية، التي هيمنت على مناطق واسعة في بلادنا، فما تزال آثارها شاهدة عليها! وكذلك الدول الفارسية، التي كانت كسروية، هي الأخرى، وسقطت في حروبها مع المسلمين، ودخل كثير من أهلها الإسلام!

نماذج حديثة:

القرن العشرون شهد تطوّرات كثيرة، مثل:

أمبراطوريات واسعة قويّة، خاضت حروباً هزمت فيها، فانحسرت ظلالها عن الدول التي كانت تحت هيمنتها! وأقرب مثال على ذلك: بريطانيا وفرنسا، اللتان تراجعتا عن مركز الصدارة العالمية، لتحلّ محلّهما دولتان هما: أمريكا وروسيا! ثمّ انهار حلف وارسو، الذي ضمّ دولاً كثيرة، لتبقى روسيا دولة عادية كبيرة، تملك سلاحاً نووياً!

وقبل سقوط الدولتين الإمبراطوريتين، كانت قد سقطت الدولة العثمانية (السلطنة)، بفعل عوامل شتى ومؤامرات مختلفة، وصارت تركيا دولة عادية ضعيفة، بعد الحرب العالمية الأولى.. ثمّ عادت بعد قرن من الزمان، لتنهض من جديد!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين