أهل البيت في الحديث النبوي (15) المعنى الراجح لأهل البيت

رابعًا: الردود والاعتراضات على القائلين بأن أهل البيت هم خصوص الذريَّة والأزواج

قال ابن القيم: ((أما تنصيصه صلى الله عليه وآله وسلم على الأزواج والذريَّة فلا يدل على اختصاص الآل بهم، بل هو حجة على عدم الاختصاص بهم، لما روى أبو داود من حديث نعيم المجمر عن أبي هريرة رضي الله عنه في الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «اللهم صل على محمد النبي الأمي، وأزواجه أمهات المؤمنين، وذريته، وأهل بيته، كما صليتَ على إبراهيم»([1]). فجمع بين الأزواج والذرية والأهل، وإنما نص عليهم بتعيينهم ليبين أنهم حقيقيون بالدخول في الآل وأنهم ليسوا بخارجين منه، بل هم أحق مَن دخل فيه. وهذا كنظائره من عطف الخاص على العام وعكسه تنبيهًا على شرفه وتخصيصًا له بالذكر من بين النوع لأنه من أحق أفراد النوع بالدخول فيه)).([2])

وإذا كانوا قد أضافوا الذريَّة إلى الأزواج بدلالة حديث الكساء والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فإن عليهم وبنفس استدلالهم إضافةَ ماصرحت به الأحاديث الكثيرة الصحيحة من دخول غيرهم في مسمى أهل البيت، كما سنبين في المطلب الآتي.

المطلب الرابع

بيان المعنى الراجح لأهل البيت

بناء على كل ما سبق من مناقشات واستدلالات من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ودلالات اللغة والعرف، نستطيع أن نحدِّد المراد بأهل البيت بما يشمل أصحاب الكساء الأربعة (علي وفاطمة وابناهما الحسن والحسين رضي الله عهنما) وأزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبعض أقاربه من المؤمنين، وبيان ذلك كما يأتي:

أولًا: أصحاب الكساء:

وهؤلاء وإن لم يرد لهم ذِكرٌ في ظاهر القرآن الكريم فإن الصحيح الصريح من السنة النبوية يدل على الجزم بذلك، ومن ذلك أحاديث كثيرة وبعضها في الصحيح كما بينّا سابقًا، ومن أصحها حديث عائشة وسعد بن أبي وقاص وأم سلمة وواثلة بن الأسقع رضي الله عنهم.

ثانيًا: أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم:

بيَّنا في بداية هذا البحث حين الكلام على التعريف اللغوي أن إطلاق كلمة (أهل) على الزوجة في اللغة أمر جائز ليس بمستنكر، وهذا متفق عليه بين الجميع.

وقد جعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أم سلمة وغيرها من أزواجه من أهله.

ولكن هل هذا من قبيل الحقيقة أو المجاز الذي يحتاج إلى قرينة تدل عليه؟

ثم على القول بصحة إطلاق وصف الأهل على الزوجة فهل يصح أن تسمى أهل بيت الرجل على الحقيقة أو المجاز؟ ثم على القول بصحة ذلك هل تدخل أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم في آية التطهير أم أن أهل البيت هنا مصطلح خاص وضَّحه حديث الكساء؟

وبصرف النظر عن وجود إطلاقات عديدة للفظ الأهل ولفظ أهل البيت، فإن الذي يهمنا هنا هو تحديد المراد في خصوص آية التطهير، وليس صحة إطلاق مصطلح أهل البيت على الزوجات أو عدم صحته.

وبناء على ما ورد من بيان معنى الأهل في كتب اللغة فإن الذي ما ينبغي أن يُشَكَّ فيه أن مصطلح أهل البيت يشمل الزوجة، وأنه يصح أن يقال عنها إنها من أهل البيت، ومن أوضح الأدلة على ذلك ما اتُّفق عليه من أن زوج إبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم تدخل في قول الله تعالى على لسان الملائكة: ﴿رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾ [هود:73]، ولا يهمّ بعد ذلك أن نقول: إن ذلك من قبيل الحقيقة اللغوية أو المجاز اللغوي، لأنه من المعروف أن الاستخدام الشرعي والعرفي قد يخصص أو يوسّع -بشروط- الوضع اللغوي الحقيقي والمجازي، وهذا واقع ومشهور في مصطلحات ومواضع كثيرة كالصلاة والصيام والزكاة وغير ذلك.

فيرجع الخلاف الحقيقي في دخول أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أهل البيت وعدمه إلى تفسير المراد بالآية حسب ما ذهب إليه كل فريق وما استدل به لدعم دعواه، لا إلى الوضع اللغوي في الأساس.

فذهب أصحاب القول الثالث الذين يقصرون أهل البيت على أصحاب الكساء إلى منع شموله للأزواج، واستدلوا لذلك بعدم جوازه في اللغة إلا على سبيل المجاز المحتاج إلى قرينة، وقالوا: إن القرائن دلت على خلافه، ومن أوضحها بالإضافة إلى كل ما سبق أن سؤال أم سلمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن كانت من أهل البيت، يدل على عدم صحة إطلاق هذه الكلمة على الزوجات، وإلا فما معنى سؤالها واستشكالها ذلك، مع كونها من أهل اللغة؟! ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يدخلها في أهل البيت، لا حقيقة ولا مجازًا. وجعْلُها من أهله صلى الله عليه وآله وسلم إنما هو على سبيل المجاز. قالوا: ودخول الزوجة في الأهل على سبيل المجاز لا خلاف فيه، ولكن هنالك فرق بين الأهل وبين أهل البيت وبين الأزواج، وقد روى واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «أول مَن يلحقني من أهلي أنتِ يا فاطمة، وأول مَن يلحقني من أزواجي زينب».([3]) فهذا التفصيل يدل على وجود فرق بين التعبيرين، وذلك ظاهر.

ودل عليه أيضًا قول زيد بن أرقم رضي الله عنه حيث استنكر أن تكون الزوجة من أهل بيت الرجل، واستدل على ذلك بأن الزوجة تكون عند الرجل فترة، فإذا فارقها رجعتْ إلى أهلها وقومها، فكيف تكون من أهل بيته؟!

وهذا معناه أن دلالة كلمة أهل البيت على الزوجة إنما تكون مع القرينة لا بدونها.([4])

ولو افترضنا جدلًا أن الزوجة من أهل بيت الرجل حقيقة، فإن إخراجَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لهن، ومنعَهن من الدخول تحت الكساء يدل على أن للنبي صلى الله عليه وآله وسلم اصطلاحًا جديدًا لا بد من الوقوف عنده، والالتزام به.

ولأجل ذلك حصر (أهل البيت) في خمسة، فلم يشمل العباس ولا أبناءه رضي الله عهنما مع أن العباس رضي الله عنه أقرب نسبًا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم من علي رضي الله عنه، ونسبة علي رضي الله عنه ونسبة أبناء العباس رضي الله عهنما إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم واحدة أيضًا.([5])

ويدل على ذلك أيضًا أنّ الآيات التي تخاطب أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانت تصرح بما يدل على أن الخطاب متوجه إليهن فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ..﴾ [الأحزاب:28] وقال: ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ..﴾ [الأحزاب:30،32] وإنما عَدَل سبحانه إلى طريقة أخرى في الخطاب فقال تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب:33] ليكون ذلك قرينة على أنّ المخاطب به غير المخاطب بما سبق.([6])

وفيما يتعلق بالخطاب المتعلق بزوجة إبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم وجَعْلِها من أهل البيت، فإنا نقول: إن زوجة إبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم ليست كأزواج محمد صلى الله عليه وآله وسلم، لأنها أم رسول الله إسحق صلى الله عليه وآله وسلم من جهة، ومن جهة أخرى كانت ابنة عمه فاجتمع فيها ما لم يجتمع في أزواج محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فصح إطلاق أهل البيت عليها دونهن.

أو يقال: إن البيت المقصود في آية زوجة إبراهيم هو بيت السكنى أو النسب. والبيت المقصود في آية التطهير هنا هو بيت النبوة والرسالة، وذلك لقرينة توجه خطاب الملائكة إلى زوجة إبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم نفسه.

ومجرد دخول زوجة إبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم في بعض موارد أهل البيت، بسبب وجود قرينة دلت على توسيع المفهوم هنا لا يعني أن اللفظ موضوع له، أو أنه يراد منه نفس هذا المعنى في كل الموارد التي استعمل فيها، بحيث لابد أن يتبادر ذلك إلى الذهن بمجرد سماع هذه الكلمة، ومن دون أية قرينة.([7])

وقد ورد أن أم سلمة سألتْ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: يا رسول الله أنا من أهل البيت؟ فقال: «إنّ لكِ عند الله خيرًا». قالت: فوددت أنّه قال: نعم، فكان أحبّ إليّ ممّا تطلع الشمس وتغرب.([8])

فمجرد سؤال أم سلمة عن موقعها من أهل البيت يدل على وجود شبهة على الأقل في احتمال دخولها فيهم، ويشير إلى أن كلمة أهل البيت ليست كافية للدلالة على دخولها في مدلول آية التطهير، وإلا لم يكن لسؤالها مورد، إذ لا شك حينئذ في كونها منهم. وتصريح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفعله يدل على أنها ليست منهم، وإنما هي من أزواجه صلى الله عليه وآله وسلم فقط، وليست من أهل بيته.([9])

والذي تبين لنا حين الكلام على التعريف اللغوي للأهل أن إطلاق الأهل وأهل البيت على الزوجة مما يصح في اللغة من دون تفريق أو حرج في ذلك، بل ربما كان اعتبارها من أهل البيت أوضح من كونها من الأهل باعتبار دلالة البيت على السكن الذي يشمل الزوجة في الغالب، وأن صرفه إلى خصوص زوج أو نسب أو سبب آخر مما يحتاج إلى قرينة واضحة تحدده وتمنع غيره.

وأما في القرآن الكريم فقد أطلق لفظ (الأهل)، ولفظ (أهل البيت) معًا على الزوجة، كما ذكرنا في زوجتي إبراهيم وموسى عليهما السلام.

وقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلاَ أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمًا^﴾ [الأحزاب:53]

وهذه الآية الكريمة تصرح أن بيوت نساء النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم هي بيوت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم نفسه، فيصح أن يقال: إن كُلًّا منهن إنما هي من بيت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.

والآن هل تدخل أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أهل البيت المشار إليهم في آية التطهير؟

والجواب: نعم، ذلك ما يدل عليه ظاهر القرآن الكريم وصريحه كما بينّا سابقًا، ونضيف إلى ذلك هنا الأحاديث التي تبين أن الأزواج هم أهل بيته أو من أهله أو من آله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن ذلك:

عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما تزوج أم سلمة أقام عندها ثلاثًا، وقال: «إنه ليس بكِ على أهلكِ هوان، إن شئتِ سبَّعتُ لك، وإن سبعت لك سبعت لنسائي».([10])

وعن عائشة رضي الله عنها: أن فاطمة عليها السلام أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من النبي صلى الله عليه وآله وسلم مما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم تطلب صدقة النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر. فقال أبو بكر: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا نورث، ما تركنا فهو صدقةٌ، إنما يأكل آل محمد من هذا المال -يعني مال الله- ليس لهم أن يزيدوا على المأكل».([12])

وعن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم عثمان إلى أبي بكر، يسألنه ثمنهن مما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فكنت أنا أردهن، فقلت لهن: ألا تتقين الله؟ ألم تعلمن أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: «لا نورث، ما تركنا صدقة -يريد بذلك نفسه- إنما يأكل آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم في هذا المال»؟ فانتهى أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى ما أخبرتُهن. ([13])

فقد اختصم في ميراث النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة وأزواجه صلى الله عليه وآله وسلم وعلي والعباس من جهة، والخليفة من جهة، فتذاكروا هذا الحديث، فرضوا جميعًا. وفيه دليل على أنهم جميعًا يرون أن الأزواج والعباس من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اللهم ارزق آل محمد قوتًا».([14])

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «ما أصبح لآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلا صاع ولا أمسى». وإنهم لتسعة أبيات. ([15])

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: إن كنا آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم لَنمكث شهرًا ما نستوقد بنار، إنْ هو إلا التمر والماء. ([16])

وعنها رضي الله عنها قالت: ما شبع آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم منذ قدم المدينة من طعام البُرّ ثلاث ليال تباعًا حتى قبض. ([17])

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ما شبع آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم من طعام ثلاثة أيام حتى قبض. ([18])

وفي هذه الأحاديث يدعو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ربه تعالى أن يجعل رزق آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم كفافًا، فاستجاب الله تعالى دعاء رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، كما ذكر أبو هريرة وأنس وعائشة رضي الله عهنما، ومصرحين بأن الأزواج من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

وعن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن رجل([19]) من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يقول: «اللهم صل على محمد، وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد. وبارك على محمد، وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد».([20])

وعن أبي حميد الساعدي أنهم قالوا: يا رسول الله، كيف نصلي عليك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «قولوا: اللهم صل على محمد، وأزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم. وبارك على محمد، وأزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد».([21])

وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: سألنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلنا: يا رسول الله، كيف الصلاة عليكم أهل البيت، فإن الله قد علَّمنا كيف نسلم عليكم؟ قال: «قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد». ([23])

وقال الحاكم بعد أن خرج هذا الحديث: وقد روى هذا الحديث بإسناده وألفاظه حرفًا بعد حرف الإمام محمد بن إسماعيل البخاري عن موسى بن إسماعيل في الجامع الصحيح، وإنما خرَّجتُه ليعلم المستفيد أن أهل البيت والآل جميعًا هم. ([24])

وفي هذه الأحاديث ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصلاة عليه، وذكر في بعضها الصلاة على آله فقط، وفي بعضها ذكر صلى الله عليه وآله وسلم أزواجه وذريته، وفي بعضها ذكر صلى الله عليه وآله وسلم أهل بيته وأزواجه وذريته. وهذا يدل على أن أزواجه من أهل بيته. وكأن هذا تفسير للمجمل المراد بالآل، وأن منهم أزواجه وذريته. ([25])

وأوضح وأصرح منه ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَن سَرَّه أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت، فليقل: اللهمَّ صلِّ على محمد النبي وأزواجه أمَّهات المؤمنين وذريته وأهل بيته، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد».([26]) حيث أفرد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذكر الأزواج والذرية في عداد أهل البيت، ثم عمّم ليدخل غيرهم.([27])

وردَّ الذين يمنعون دخول الأزواج في أهل البيت الاستدلال بالصلاة على الأزواج من جهتين:

الأولى: الثبوت، فهي مشكوك كثيرًا في ثبوتها. [مع أنها في البخاري ومسلم ؟!]

والثانية: على فرض صحتها، لا يلزم منها كونهن من أهل البيت، لأنه ثبتت الصلاة على المؤمنين، في قوله تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ﴾ [التوبة:103] وفي قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلاَئِكَتُهُ﴾ [الأحزاب:43] ولم يصبحوا بذلك من أهل البيت.([28])

ويجاب عن الأولى: بأن التشكيك في صحة حديث إذا خالف أهواء المرء وآراءه أمر مخالف لقواعد العقل والنقل، إذ لقبول وردّ الحديث قواعد محكمة بيّنها العلماء وضبطوها، بل أنشئ لذلك علم خاص يسمى علم مصطلح الحديث. وكتابا البخاري ومسلم تلقتهما الأمة بالقبول، وحكم جماهير العلماء بصحة كل ما فيها من أصول الأحاديث. فدعوى تضعيف أحاديث الصلاة على الأزواج مع أنها واردة في الصحيحين أمر باطل، ولا يحتاج إلى كثير تعليق.

ويجاب عن الثانية: بأنّ الجمع بين الأزواج والذرية والأهل لينصَّ عليهم بتعيينهم، ليبين أنهم حقيقون بالدخول في الآل، وأنهم ليسوا بخارجين منه، بل هم أحقُّ مَن دخل فيه. وهذا من باب عطف الخاص على العام، وعكسه، تنبيهًا على شرفه وتخصيصًا له بالذكر من بين النوع، لأنه من أحق أفراد النوع بالدخول فيه.([29])

وقد دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم حُجَر نسائه كلهن، لما بنى بزينب بنت جحش، وهو يقول: «السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله». وهن يقلن: وعليك السلام ورحمة الله، كيف وجدت أهلك؟ بارك الله لك.([30])

وفي رواية: «سلام عليكم، كيف أنتم يا أهل البيت»؟.([31])

وقد سئلت عائشة عما نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن ينتبذ فيه؟ قالت: نهانا في ذلك أهل البيت، أن ننتبذ في الدُّبَّاء والْمُزَفَّت. ([32])

وهو ردٌّ على الذين يقولون: إن نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكنَّ يرين أنهن من أهل البيت.

وحين قال أهل الإفك ما قالوا في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليًّا وأسامة بن زيد، حين استلبث الوحي، يستأمرهما في فراق أهله. فأما أسامة فقال: أَهْلُكَ، ولا نعلم إلا خيرًا. وقالت بريرة: إنْ رأيت عليها أمرًا أغمصه أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها، فتأتي الداجن فتأكله. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَن يعذرنا من رجل بلغني أذاه في أهل بيتي، فوالله ما علمت من أهلي إلا خيرًا. ولقد ذكروا رجلًا ما علمت عليه إلا خيرًا». ([33])

وفي رواية قال صلى الله عليه وآله وسلم: «يا معشر المسلمين، مَن يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي، والله ما علمت على أهلي إلا خيرًا». ([34])

وفي رواية قال صلى الله عليه وآله وسلم: «أما بعد، أشيروا علي في أناس أبنوا أهلي. وايم الله، ما علمتُ على أهلي من سوء قط. وأبنوهم بمَن؟! والله ما علمتُ عليه من سوء قط، ولا دخل بيتي قط إلا وأنا حاضر، ولا غبتُ في سفر إلا غاب معي». ([35])

وفيه التعبير بـ: أهلي، و: أهل بيتي، عن عائشة. وهو دليل على أن الأهل وأهل البيت اسمان لمسمى واحد.

وهو ردٌّ على الذين يميزون بين الأهل وأهل البيت.

ومثله أيضًا: ما ورد عن عائشة قالت اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلم يغادر منهن امرأة. فجاءت فاطمة تمشي، كأن مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فقال: «مرحبًا بابنتي». فأجلسها عن يمينه أو عن شماله. ثم إنه أسرَّ إليها حديثًا، فبكت فاطمة. ثم إنه سارّها، فضحكتْ أيضًا. فقلتُ لها: ما يبكيكِ؟ فقالت: ما كنتُ لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فقلتُ: ما رأيتُ كاليوم فرحًا أقربَ من حُزن. فقلتُ لها حين بكتْ: أَخَصَّكِ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحديثه دوننا، ثم تبكين؟ وسألتُها عما قال. فقالت: ما كنتُ لأفشي سِرَّ رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم. حتى إذا قُبِض سألتها. فقالت: إنه كان حدثني: «أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل عام مرة، وإنه عارضه به في العام مرتين، ولا أراني إلا قد حضر أجلي. وإنكِ أول أهلي لحوقًا بي. ونعم السلف أنا لك». فبكيتُ لذلك. ثم إنه سارّني، فقال: «ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة». فضحكتُ لذلك. ([36])

وفي رواية: «وإنكِ أول أهل بيتي لحاقًا بي». ([37])

فقد سمَّى فاطمة رضي الله عنها في رواية: أهلي، ولم يقل أهل بيتي، ولو كان أهل البيت مصطلحًا خاصًا في درجة ومرتبة أعلى لما نزل بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عنه، وواضح أن قوله صلى الله عليه وآله وسلم هذا في آخر أيام حياته صلى الله عليه وآله وسلم.

ومثله أيضًا ما ورد عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لفاطمة: «ائتيني بزوجك وابنيك». فجاءت بهم، فألقى عليهم كساء فدكيًّا ثم وضع يده عليهم، ثم قال: «اللهم إن هؤلاء آل محمد، فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد إنك حميد مجيد».

قالت أم سلمة: فرفعتُ الكساء لأدخل معهم، فجذبه من يدي، وقال: «إنكِ على خير».([38])

وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أطلق وصف الآل على أصحاب الكساء أهل البيت الذين يراد حصر اللقب بهم.

وعن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا قدم من سفر تُلُقِّيَ بصبيان أهل بيته. قال: وإنه قدم من سفر، فسُبِق بي إليه، فحملني بين يديه، ثم جيء بأحد ابنيْ فاطمة، فأردفه خلفه. قال: فأدخلنا المدينة، ثلاثة على دابة. ([40])

ونلاحظ في هذه الروايات أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أطلق وصف الآل والأهل وأهل البيت على أهل الكساء وغيرهم، فسمَّى بعض أهل الكساء أهل بيته وأهله وآله، وسمى غيرهم أهل بيته وأهله وآله.

وفي هذا دليل على أن أهل البيت والأهل والآل أسماء لمسمى واحد.

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه: أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحكي قصة بدء نزول الوحي، وفيه قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «فجئتُ أهلي، فقلتُ: زَمِّلُوني، زَمِّلُوني». الحديث. ([41])

وهو صلى الله عليه وآله وسلم يقصد بأهله: أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، كما ورد في رواية أخرى لنفس الحديث.([42])

قال البيهقي: ((وأشار أبو عبد الله الحَليمي إلى أن اسم أهل البيت للأزواج تحقيق، واسم الآل لهن تشبيه بالنسب، وخصوصًا أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنَّ اتِّصالهن به غير مرتفع، وهنَّ محرمات على غيره في حياته وبعد وفاته، فالسبب الذي لهن به قائم مقام النسب)).

ثم علَّق البيهقي: ((وفي نص النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الأمر بالصلاة على أزواجه يغنيه عن غيره)).([44])

والروايات التي توسع أهل البيت ليشمل غير أهل الكساء كثيرة جدًا، وفي هذه الروايات من الصحيح الشيء الكثير، وقد يكون في بعضها ضعف قليل محتمل أو شديد لا تقبل معه، ولكنها تتعاضد جميعها للجزم بنفي حصر أهل البيت في هؤلاء الخمسة فقط.

وبما ذكرنا من دلالة القرآن والسنة، نعلم أن الصواب شمول الآية الكريمة لأزواج النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، ولعليّ وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عهنما كلّهم. أما الزوجات فلكونهنَّ المرادات في سياق هذه الآيات كما قدمنا، ولكونهنَّ الساكنات في بيوته صلى الله عليه وآله وسلم النازلات في منازله. وأما دخول علي وفاطمة والحسن والحسين فلكونهم قرابته وأهل بيته في النسب، ويؤيد ذلك الأحاديث المصرحة بذلك.

فمَن جعل الآية خاصة بأحد الفريقين فقد أعمل بعض ما يجب إعماله، وأهمل ما لا يجوز إهماله. فمَن قال: إن نساء النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لسن داخلات في الآية، يردّ عليه صريح سياق القرآن، ومَن قال: إن أهل البيت في هذه الآية مختص بزوجاته صلى الله عليه وآله وسلم يردّ عليه صريح الحديث.([45])

كل هذه الأدلة تجعلنا نجزم بدخول الأزواج في أهل البيت، وأنهنَّ من أهل بيت رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم.

وقد نصَّ على دخول أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أهل البيت المشمولين بالآية، جماعة من المحققين منهم: ابن كثير والنسفي والرازي والألوسي وابن عادل الدمشقي وأبو حيان الأندلسي وابن عاشور في تفاسيرهم، وغيرهم.([46]).

انظر الحلقة الرابعة عشرة هنا

([1]) أبو داود: كتاب الصلاة، باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد التشهد:1/323، رقم:982، بسند ضعيف، فيه: حِبّان بن يسار: ضعيف. تهذيب الكمال:5/347، تهذيب التهذيب:2/153، قال في تقريب التهذيب:1/182: صدوق اختلط، وذكره ابن حبان في الثقات:6/239. وفيه: محمد بن علي الهاشمي: مجهول، تهذيب التهذيب:9/318، تهذيب الكمال:26/163، إلا أن يكون الباقر ابن علي بن الحسين.

([2]) جلاء الأفهام:223

([3]) تاريخ ابن عساكر:17/73، بسند ضعيف، فيه: روح بن صلاح بن سيابة، وفيه خلاف، ضعَّفه ابن عدي والدارقطني، ووثقه الحاكم. لسان الميزان:2/465، وذكره ابن حبان في الثقات:8/244. وفيه مجاهيل.

([4]) أهل البيت في آية التطهير:141، 163

([5]) المرجع السابق:60

([6]) أهل البيت:20

([7]) أهل البيت في آية التطهير:106، و:182

([8]) شرح مشكل الآثار:2/244

([9]) أهل البيت في آية التطهير:164

([10]) مسلم: كتاب النكاح، باب قدر ما تستحقه البكر والثيب من إقامة الزوج عندها عقب الزفاف:2/1083، رقم:1460.

سبّع لها: أقام عندها سبعة أيام. غريب الحديث:3/336، شرح مسلم للنووي:3/43

([12]) البخاري: كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومنقبة فاطمة عليها السلام بنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم:3/1360، رقم:3508

([13]) البخاري: كتاب المغازي، باب حديث بني النضير ومخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إليهم في دية الرجلين وما أرادوا من الغدر برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:4/1479، رقم:3809، مسلم: كتاب الجهاد والسير، باب قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لا نورث، ما تركنا فهو صدقة:3/1379، رقم:1758. قال ابن حجر في فتح الباري:6/202: ((الذي توارد عليه أهل الحديث في القديم والحديث: «لا نورث» بالنون. و«صدقة» بالرفع. وأن الكلام جملتان. و«ما تركنا» في موضع الرفع بالابتداء، و«صدقة» خبره. ويؤيده وروده في بعض طرق الصحيح «ما تركنا فهو صدقة»)).

([14]) البخاري ومسلم، سبق تخريجه.

([15]) البخاري، سبق تخريجه.

([16]) مسلم: كتاب الزهد والرقائق:4/2280، رقم:2972

([17]) البخاري ومسلم، سبق تخريجه.

([18]) البخاري: كتاب الأطعمة:5/2055، رقم:5059

([19]) تدريب الراوي:1/217: إذا صح الإسناد إلى رجل من التابعين فقال: حدثني رجل من الصحابة، ولم يسمه، فالحديث صحيح. تديب الراوي:2/127: والصحابة كلهم عدول. ولذلك فجهالة اسم الصحابي لا تضر، بعد التأكد من صحبته.

([20]) أحمد:5/374، رقم:23221، قال: ثنا عبد الرزاق [تقريب التهذيب:1/599: عبد الرزاق بن همام أبو بكر الصنعاني، ثقة حافظ مصنف شهير، عَمِيَ في آخر عمره فتغير. مات سنة 211 هـ] ثنا معمر [تقريب التهذيب:2/202: معمر بن راشد أبو عروة البصري، ثقة ثبت فاضل، إلا أنّ في روايته عن ثابت والأعمش وهشام بن عروة شيئًا، وكذا فيما حدَّث به بالبصرة. مات سنة 154هـ] عن ابن طاوس [عبد الله بن طاوس اليماني، ثقة فاضل. مات سنة 132هـ] عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم [تقريب التهذيب:2/367: أبو بكر اسمه وكنيته واحد، وقيل إنه يكنى أبا محمد، ثقة عابد، توفي سنة 125هـ، وقيل غير ذلك] عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم. فالسند صحيح.

([21]) البخاري ومسلم، سبق تخريجه، ص65.

([23]) البخاري ومسلم، سبق تخريجه، ص65.

([24]) الحاكم:3/160، رقم:4710

([25]) التمهيد:17/302، جلاء الأفهام:210، نيل الأوطار:2/327

([26]) أبو داود: كتاب الصلاة، باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد التشهد:1/323، رقم:982. سبق تخريجه، ص107.

([27]) السنن الكبرى للبيهقي:2/151، نيل الأوطار:2/328

([28]) أهل البيت أئمة الهدى:36، أهل البيت في آية التطهير:180

([29]) جلاء الأفهام:224

([30]) البخاري، سبق تخريجه.

([31]) مسلم، سبق تخريجه..

([32]) البخاري: كتاب الأشربة، باب ترخيص النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الأوعية والظروف بعد النهي:5/2124، رقم: 5273، مسلم: كتاب الأشربة، باب النهي عن الانتباذ في المزفت:3/1578، رقم: 1995.

(الدباء: القرع. والمزفت: ما طلي بالزفت. يصنع منها جِرار وأوعية. ومعنى النهي عن الانتباذ في هذه الأوعية بخصوصها لأنه يسرع فيها الإسكار، فربما شرب منها مَن لا يشعر بذلك. ثم ثبتت الرخصة في الانتباذ في كل وعاء. مع النهي عن شرب كل مسكر). فتح الباري:134

([33]) البخاري ومسلم، سبق تخريجه.

([34]) البخاري: كتاب الشهادات، باب تعديل النساء بعضهن بعضًا:2/942، رقم:2518، و: كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب قول الله تعالى: ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ﴾] الشورى:38[:6/2682، رقم:6935

([35]) مسلم: كتاب التوبة، باب في حديث الإفك وقبول توبة القاذف،4/2129، رقم:2770

قوله: «أبنوا أهلي» بتخفيف الباء أي: اتهموهم وذكروهم بالسوء. وبتشديد الباء: ذكر الشيء وتتبعه، والتخفيف بمعناه. فتح الباري:1/74، و:8/470

([36]) مسلم: كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم:4/1904، رقم:2450

([37]) البخاري: كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام:3/1326، رقم:3426

قوله: سارها، بتشديد الراء، وأصله ساررها أي: تكلم معها سرًّا. عمدة القاري شرح صحيح البخاري:22/413

([38]) أحمد وأبو يعلى والطبراني، سبق تخريجه.

([40]) مسلم: كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل عبد الله بن جعفر رضي الله عنه:4/1885، رقم:2428

([41]) البخاري: كتاب بدء الخلق، باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه:3/1182، رقم:3066، و: كتاب التفسير، باب تفسير سورة المدثر:4/1876، رقم:4642.

قوله: «زملوني» أي: لفوني في ثيابي. فتح الباري:1/128

([42]) البخاري: كتاب بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:1/4، رقم:3، مسلم: كتاب الإيمان، باب بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:1/139، رقم:160

([44]) شعب الإيمان:3/86، السنن الكبرى للبيهقي:2/150

([45]) القرطبي:14/183، البيضاوي:1/373، البحر المحيط:7/224، ابن كثير:6/410، الألوسي:22/12، التحرير:22/15

([46]) الرازي:25/181، النسفي:3/243، البحر المحيط:7/224، ابن كثير:6/410، اللباب:15/549، الألوسي:22/12، التحرير:22/17

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين