الأستاذ الداعية المربي عبد الرزاق ديار بكرلي وكلمات في رثائه(4)

أوردت في الحلقة الأولى ترجمة موجزة للأستاذ الراحل الحبيب عبد الرزاق ديار بكرلي، وبعض الكلمات والأشعار التي قيلت في رثائه، وتابعت في الحلقة الثانية إيراد بعض ما وقفت عليه من كلمات في فقيدنا الحبيب، ونشرت في  الحلقة الثالثة بعض الكلمات التي كتبها أبناؤه وبناته وأصهاره وأحفاده، والتي تعبر عن مدى صلته بهم وحنوِّه عليهم، وتعطي صورة جديدة لشخصيته المتميزة. وأستوفي في هذه الحلقة الرابعة قبل الأخيرة تتمة الكلمات التي سجلها أحفاده وأقرباؤه.

كتب شقيق المرحوم عبد الرزاق: الأستاذ محمد نهاد ديار بكرلي وهو يكبره بست سنوات: 

كنت الأكبر من بيننا وفي نظرنا الأعقل والمتزن والأعلم تتحرى وتسأل عن كافة الاقارب والأرحام فقدناك يا حبيب، ويا أديب، ويا بار، يا أخي عبد الرزاق. 

اللهمَّ رحمتك بعبدك اللهم تجاوز عن سيئاته وزد في حسناته وأدخله فسيح جنَّانك، واحشره مع عبادك الصالحين، وألهم أهله وبنيه بالصبر والسلوان، و إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

محمد نهاد دياربكرلي 

وكتب شقيق المرحوم عبد الرزاق: الأستاذ محمد ديار بكرلي وهو يصغره بعامين: 

يا صبوح الوجه، يا طيب القلب، يا صاحب الابتسامة والكلمة السديدة. 

كنت تسأل عن الأهل والأحباب وتتحرى أخبارهم وهمك إسعادهم.

فقدناك اليوم بعد أن كلمتني البارحة تطمئن عني وعن الأهل.

رحلت اليوم برحمة من الله إلى دار الخلد غفر الله لك وأحسن إليك.

وأراحك برحلة البرزخ، وثبَّتك على الصراط وأسكنك الفردوس الأعلى.

وإنا لله وإنا اليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

وكتب أيضا: 

أخي وحبيبي الغالي ومهجتي عبد الرزاق دياربكرلي أبو علاء

أكرمه الله وعفا عنه وتقبله من الشهداء. 

كان سندًا للجميع بقدر ما يستطيع، معطاء حنونا هينا لينا سهلا ودودا، مشرق الوجه، دائم البسمة، عطوفا لطيفا، عندما أمسك يده أشعر بدفء وحنان وسكينة. 

رحمك الله يا أخي وأسكنك دار الخلد مع الصِّدِّيقين والصَّالحين، وحسن أولئك رفقة وصحبة اللهم آمين.

وكتب حفيده عبد الرحمن بن محمد خير عويلة، ابن ابنته الكبرى بتول:

جدي العزيز: فراقك كان صعبا عليَّ جدًا ولا أصدق أني لن أراك مجدَّدًا وأستفيد من نصائحك الرائعة.

عوَّدتني على الرجولة وقوة الشخصية والاعتماد على النفس.

كنت تشجعني وتكافئني وتقول لي: هيا اذهب وتوضأ لنذهب للمسجد. كنت أنت أول من جعلني أحافظ على صلاة المسجد بل على تكبيرة الإحرام في المسجد.

في يوم من الأيام قبل حوالي 7 سنوات عندما انتهت صلاة العشاء أسرعتُ للذهاب إلى البيت دون أن أصلي الوتر، فأمسكت بيدي وقلت لي: لا تذهب دون أن تصلي الوتر، حينها لم أكن أقدر كم هي مهمه لكن بعد أن أخبرتني بفضل صلاة الوتر وأهميتها، فأنا منذ ذلك الوقت إلى الآن لم أتركها إلا أياما معدودة وبإذن الله إن أجرها عائد إليك.

سأهتم بدراستي ان شاء الله، وسأكون من المتفوِّقين، وسوف تفرح بي وأكمل مسيرتك ان شاء الله.

نوَّر الله قبرك يا جدي الحبيب وجمعنا بك في الجنة.

حفيدك: عبد الرحمن محمد خير عويلة. حادي عشر - مواليد 2000

وكتبت حفيدته الثالثة صباح بنت محمد خير عويلة، ابنة بنته الكبرى بتول: 

جدي الحبيب:

هو الذي يجمعنا بعد طعامٍ تناولناه سويًا ليقول لنا جملة ويسألنا عن إعرابها فكنا بكل حماس نتسابق من سيعرف الإجابة؟

هو الذي يصنع أجمل طبق "فول" نجده بعد أن نستيقظ قد صُنع بيديه الحنونتين.

في العيد كنا ننتظر بلهفة أن ينادي أسماءنا واحدا تلو الآخر لنأخذ عيديتنا التي راقبناها بين يديه. 

في المدرسة كنت لا أقلق حيال سؤال غريب باللغة العربية فقد كنت أثق بأن لدي جدا يجاوبني بكل حنية وبكل ما يعلم..

رحمك الله جدي عبد الرزاق دياربكرلي، وغفر لك، وأدخلك فسيح جناته. 

صباح محمد خير عويلة. 14سنة- الصف الثامن- تركيا بورصا

وكتبت حفيدته الرابعة ريحانة بنت محمد خير عويلة، ابنة بنته الكبرى بتول:

جدي الغالي.. ذهبت وذهبت معك الأفراح..

هناك الكثير لأحكيه عن جدي فإنه ليس مثل كل جد 

أتذكر كيف تناديني (كلمنجية).

أتذكر عندما نركب في السيارة وتجلسني بجانبك، وتحكي لي حكاياتك ومواقفك المضحكة التي أتذكرها إلى الآن.

كلما نأتي تكرمنا بفاكهة من يديك الجميلتين. 

أتذكر في الصباح الباكر تستيقظ باكراً كي تصنع من يديك الجميلتين (الفول) اللذيذ.. 

كنت كلّ ما تجتمع على الطعام تسألنا عن الإعراب للكلمات والجمل..

كان جدي يحرص على الصلاة في المسجد ويخبرنا عن فوائد وحسنات صلاة الجماعة.

كنت أقبّل يديه الجميلتين الناعمتين اللطيفتين 

كان يدعو لنا ولا ينسانا 

إنني أدعو لك يا جدي ولن أنساك ابداً

رحمكَ الله يا جدي وأدخلك جناته العليا

حفيدتك ريحانة محمد خير عويلة 22/ 1/ 2018 الصف الخامس- العمر 11سنة.

وكتبت كنَّته بانة بنت عبد القادر كعدان زوجة ابنه الأكبر محمد علاء:

طبت حيا وطبت ميتا 

رحمك الله يا عمِّي 

نعم الاب ونعم العم ونعم المربي.

لطالما شعرت بقربه حنان وعطف الأبوة 

لطالما طربت من سماع عبارات التودد لي والترحيب بي وبأولادنا 

كنت اشعر بالغبطة وبالسعادة البالغة حين سماع كلمته المعهودة لنا جميعا: 

( الله يرضى عليك وعلى جوزك وأولادك). 

كنت ولا زلت فخورة أنه عمي وأبو زوجي وجد أولادي. 

رحمك الله رحمة واسعة وأسكنك الفردوس الأعلى.

وكتب ابن أخيه الدكتور يوسف بن جمال ديار بكرلي، سبط الدكتور محمد علي الهاشمي: 

1- بكامل الرضا والتسليم بقضاء الله، انتقل الى رحمة الله صباح هذا اليوم عمي الحبيب وقدوتي عبد الرزاق على دياربكرلي.

إن العين لتدمع وان القلب ليحزن وإنا على فراقكم يا عمي لمحزونون.

كنتم مثال للحكمة والعقل الراشد، امتلكتم قلوب الخلائق برحابة صدركم ورجاحة عقلكم ورزانة اخلاقكم وابتسامتكم التي لا تفارق محياكم.. عانيتم من الغربة والتهجير القسري بكامل الرضا والتسليم بقضاء الله.

لك علي فضل لا انساه عمي الحبيب ... إلى رحمة الله سيدي وجناته العلى ... إلى من هو أرحم بك من الدنيا ومن فيها.

وكتب أيضا:

2- عمي الحبيب عبد الرزاق دياربكرلي ومن قبله جدي الكبير محمد علي الهاشمي.

كم أحزننا فراقكم وأبكانا رحيلكم عنا.

كنتم من خيرة العلماء ومن صفوة الأدباء.. بذلتم الغالي والنفيس في سبيل إحقاق الحق وبيانه للناس.

أرغمتكم الظروف على فراق أهلكم وبلادكم وعشتم دهراً في بلاد الغربة.. فما تنازلتم وما بدلتم.

جزاكم الله عن أمتنا خير الجزاء... أديتم الأمانة وبلغتم رسالة نبيكم الكريم.

نسأل الله العلي العظيم لكم الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.

صبرنا الله على فراقكم.. وجمعنا بكم في جنات النعيم.

سلامٌ عليكم ..

طاب محياكم ومماتكم..

 

الحلقة الثالثة هـــنا