سماحة المفتي الشيخ أحمد اللدن رحمات الله تعالى عليه

موجز سيرته:

هو الشيخ أحمد سعيد اللدن.

▪ نشأته: ولد في خربة روحا (بلدة الإمام برهان الدين البقاعي رحمه الله) سنة ١٩٥٣م.

▪ طلبه للعلم: درس في بلدته، ثم انتقل إلى أزهر لبنان ببيروت حيث تتلمذ على عدد من العلماء (بينهم سماحة المفتي الشيخ خليل الميس فور عودته من مصر، ويعتبره أهم تلاميذه).

وأكمل دراسته الجامعية في أزهر مصر كلية أصول الدين حتى نال الدكتوراه في التفسير (التفسير عند الزيدية) بدرجة امتياز.

▪ عودته إلى لبنان: تسلّم النظارة والتدريس في أزهر البقاع سنة ١٩٨٨م. كما درّس في جامعات عدة في لبنان وأشرف على رسائل الماجستير والدكتوراه.

▪ علومه: حفظ القرآن الكريم، وتميز في العلوم العقلية واللغوية والفِرق والمذاهب، وهو من العلماء المشاركين في العلوم العقلية والنقلية، واسع الثقافة والاطلاع، ومن الشعراء والأدباء. لا يكاد يخوض غمار مجال علمي إلا أبهر أبناء الاختصاص.

▪ تواضعه: ورغم علو قدره في العلم، ورغم تَشَرُّف المناصب والمواقع به؛ من الخطابة إلى التدريس الجامعي فالقضاء ثم تولّيه إفتاء قضاء راشيا في البقاع... لم يتغير عن تواضعه في مخالطة الناس، وإفادة الطلاب، واستقبال كل زائر يقصده (في بيته المفتوح المضياف أو في مسجده بين المغرب والعشاء حين يراجع القرآن)، وقضاء حوائج الناس وتقديم العون للفقراء. كما كان لا يأنف أن يرجع إلى الصواب إذا ظهر له خطأه في موقف أو توجُّه.

▪ عُمق انتمائه إلى أمته: كان مناصراً لقضاياها الفردية (كالموقوفين الإسلاميين) والجماعية، المحلية والعالمية، وقد صدح بقول الحق ومواجهة المجرمين بالأسماء الصريحة في محطات أحجم عنها البعض أو تريث.

▪ يَأْلَف ويُؤْلف: كُتِب له القَبول في الأرض فما يكاد يعرفه أحد من المسلمين وغير المسلمين، صغيراً كان أو كبيراً إلا أحبه. ولا يحصى عدد الذين تربطه بهم علاقة خاصة ويظن أن له في نفسه الحظوة الكبرى.

▪ من العلماء الربانين، والصالحين المصلحين، المحافظين على الثوابت الشرعية، والفضلاء المملوئين عاطفة وإنسانية. وممن يَصدُق فيه قوله ﷺ: "يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ، وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ، وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ" رواه الحافظان البيهقي والعلائي الكَيْكلدي وصححه الإمام أحمد.

▪ مع الهيئة: وقد واكب انطلاقة هيئة علماء المسلمين في لبنان مسروراً مستبشراً بجهودها واجتماع العلماء والدعاة تحت رايتها، متفهماً دورها المهم التكاملي مع دار الفتوى، وكان ضيف الشرف في مؤتمر الهيئة الخامس.

▪ مع الجمعية: استضافَته جمعية الاتحاد الإسلامي إلى عدة محاضرات، وكان ممن يُقَدِّر جهدها، ويُثني على خطها العلمي والدعوي، وتربطه برئيسها علاقة الحب والأخوة. ويتابع مجلة "إشراقات" الفكرية والدعوية التي تصدرها الجمعية وقد كرّر إعجابه بإخراجها الفني ومضمونها.

▪ أسرته: تزوج من ابنة الشيخ توفيق شرقية حفظه الله، وكانت له زوجتُه أمُّ محمد نِعْم السند، وله منها ثلاثة أولاد وبنت.

▪ مَشرب في الوفاء: وعندما تولى الإفتاء روجع في ترك الإمامة للتفرغ، فكان يرى الوفاء لأهل بلدة تعلبايا الذين عاشرهم ما يزيد على عشرين سنة.

▪ مع الفن والجمال: كما أوتي موهبة الخط العربي منذ تتلمذه على د. محمد قاسم الشوم في دراسته الأولى في قريته، ثم على الشيخ عفيف عبد الفتاح طبارة في أزهر لبنان، ثم على كبار خطاطي مصر وعلى رأسهم سيد إبراهيم، حتى بلغ في ذلك قدراً لا يجارى. وقد خط بريشته ثلث القرآن الكريم بخط النسخ.

▪ مرضه ووفاته: عانى من الوعكات الصحية المتوالية نحسبه كان فيها صابراً، حتى وافته المنية عصر الاثنين ١٤ ربيع الآخر ١٤٣٩هـ الموافق له ١ ك٢ ٢٠١٨م.

رحمه الله تعالى وصبر أهله ومحبيه، وعوض المسلمين الخير.

جاء في الأثر عن سيدنا علي رضي الله عنه: "إِذَا مَاتَ الْعَالِمُ انْثَلَمَ فِي الإِسْلامَ ثُلْمَة، وَلا يَسُدُّهَا شَيْءٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".

نسأل الله أن يهيئ للمسلمين العلماء العاملين.