كلمات في رثاء الشيخ عدنان السقا(13)

كتب الأستاذ عمير الجنباز الحموي:

لا إله إلَّا الله!، في ذمَّة الله تعالى المُربِّي الدَّاعية المِصقَع، وَالدرَّاكة المُرعرَع، الشَّيخ عدنان بن فهمي السَّقَّا رحمه الله رحمةً واسعة، وهو من علماء حمص وفضلائها ونبلائها، جعلَ التَّزكيَّة له جليسًا، وآدابها نديمًا وأنيسًا، ارتدى اللَّطافة وفَاق، وحَظِيَ على مكارم الشَّمائل والأخلاق، له كلامٌ كلآلىء الصُّدفِ في نيلِ عُلاها، وآدابٌ كالرَّوضِ الأُنفِ في حُسنِ سناها..

مُورق عيدان العلا رطبها...أبلج وجه العرفِ بسَّامُه

اتَّسمت أحاديثه بسلاسة الأسلوب وحسن العرض ونقاء مفرداته اللُّغوية والجماليَّة، فكان ذا إتقانٍ وتحقيق، وترقيقٍ وتدقيق، مغرمًا بصيد الشَّوارد، وقيد الأوابد، فاضلًا خيِّرًا، دائم البشر نيِّرًا، جيِّدَ الحافظة لا تملُّ مجالسته، ولا تعلُّ مؤانسته، يتجلَّى ذلك مآثره في ميادين الدَّعوة والتَّربية والتَّعليم، وله خطبٌ مشهودةٌ في الصَّدع بالحقِّ والانتصار للإسلام وكشف سبيل أعدائه، إلى جوانب أخرى في سعيه لأعمال البرِّ والخير والإغاثة، ولم يزل مهتمًّا بآلام أمَّته وبلاده وآمالها، يفيدُ كلَّ طالب، ويدعو النَّاس إلى الفضائل والرَّغائب، إلى أن آن ارتحاله، وحانَ انتقاله، غفرَ الله له وأعلى في المَدارج مُرتقاه، وجعلَ الجنَّة مثواه ومأواه، وجعل ما أصابه من الوباء رفعةً لدرجاته وتكفيرًا لسيئاته، وكتبه في عداد الشُّهداء السُّعداء، وعظَّم أجر أهله وذويه، وألهمهم الصَّبر والسّلوان، وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون..

وكتب:عمير الجنباز

#رثاء_العلماء #علماء_أعلام

وكتب أيضا:

ومِن محاسن ذكرِه، ومفاخر نشرِه، اجتمعتُ به رحمه الله تعالى مرَّة بالمسجد النَّبوي الشَّريف في اعتكاف العشر الأواخر من رمضان، فقابلني بسرورِه، وأفرغ عليَّ من حبورِه، واستضافني في سفرة فطورهِ وسحورِه، مع أصحابه وأحبابه طيلة ليالي الاعتكاف، ثمَّ أخذ يعرِّف مَن بحضرته بي، ويقول: هذا من أسرةٍ بذلت المُهج والأرواح لنصرة دينها، عمُّه البطل هشام رحمه الله الذَّي أذاق المجرمين الويلات، هشام بطل الأبطال، وفارس الشَّجاعة والتَّضحية والثَّبات، ثمَّ يذكر قصصه مع هشام لمَّا يزورهم في حمص أواخر السَّبعينات، وما يقدِّمه له ولإخوانه من الرِّفادة والولاء والتَّأييد، تغمَّدهم الله جميعًا بغفرانه، وأوردهم موارد إحسانه، وبلَّغهم في دار الكرامة المُنى، وأفرغ عليهم السُّرور والهنا..

لهفي على تلكم الآثار قاطبةً...وما حوته من الأوصافِ والشِّيمِ

عمير الجنباز الحموي

 وكتب الأستاذ محمد سعيد كريم:

﴿تَعرِفُ في وُجوهِهِم نَضرَةَ النَّعيمِ﴾

رحم الله العالم المربي الحكيم والمحب المهيب

الشيخ عدنان السقا الحمصي

حقيقة هي فاجعة كبيرة، فقد كان الشيخ رحمه الله وتقبله سيدا مع تواضع، قريبا من الشباب ومن قلوبهم، بعيد المدرك، يحمل هم أمته وبلده، وقف مع الحق حيث كان، وهاجر في سبيل الله، ولم يترك مهمته في الدعوة والتعليم والتربية والإرشاد

وبوفاته رحمه الله ترك ثغرا مهما وفراغا كبيرة عوضنا الله خيرا.

وكتب الأستاذ أحمد كسيبي:

منذ سنوات طويلة وإنا مشترك بالفيس بوك لم أعرف مواطنا سوريا توفاه الله ونال هذا الحب الجارف الصادق من ملايين السوريين حول العالم ....

ما هذا الحب والاحترام والتقدير لهذا العالم الجليل الشيخ عدنان السقا رحمه الله وتقبله وأكرم مثواه.

كل من عرفه أحبه واحترمه. لا أدري ولا أتخيل مدن سورية كافة بعد وفاة معظم مشايخها الصابرين المجاهدين والذين نالوا ما نالوا من إجرام عصابات الأسد الأب والابن على مدار ال خمسين سنة الماضية. سواء داخل سورية أو في بلاد الاغتراب. الحزن يملأ القلوب ولا نقول الا حسبنا الله ونعم الوكيل.

الحلقة السابقة هـــنا