كلمات في رثاء الشيخ عدنان السقا (12)

يا راحلون!!

في وداع الداعية الشيخ عدنان السقا - رحمه الله تعالى

شعر: يحيى بشير حاج يحيى

عضو رابطة أدباء الشام

يا راحلاً! إثرٓ أحبابٍ لنا سبقوا ..... - ......مِنّا عليك سلامٌٰ طيّبٌ عَبِقُ!

ما كنتٓ تخشى الردى، بل كنتٓ ترمُقُه - ولم يٓفُتْكٓ- هُديتٓ - الفوزُ والسبقُ!

هذي عيونُ دمشقٓ الحزنِ باكيةٌ .... - على رجال لها وٓفّوْا ، وقد صدَقوا!

تبارك اللهُ كم في شامنا عٓلٓمٍ ...!!! - لم يٓقو حجباً لهم ظُلمٌ ولا رَهَقُ!

تبكي عليهم حُشاشاتٌ مؤٓرّقٓةٌ!! - كما بكت حٓزٓناً في دوحها الوُرقُ ؟!

عدنانُ! هجرتُك الأولى غدتْ مثٓلاً - رمزاً لِمن صبروا، بالله قد وثِقوا!!!

شاقتكٓ حِمصٌ وقد حٓنّتْ لفتيتها! - وزادُهم في نٓواها الشوقُ والأرٓقُ !!؟

مهاجراً يبتغي مٓرضاةٓ خالقِه!!! - لايرتضي جٓورٓ مٓن جاروا ومٓن حٓنِقوا!

كنتٓ الٓملاذٓ لمن ناءت مواطِنُهم .... - وقد أضرّ بهم مِن بُعدها .... قٓلقُ !؟

وكان قلبُك واحاتٍ ...... تُظٓلّلُهم - وكان هٓمُّكٓ مِمّا نابٓهم ولٓقوُا !!!

جيلٌ تٓرٓبّى وفي الإسلام محضنُه - فكيف يرضى خُضوعاًللأُ لى فسقوا؟!

يا راحلون! وهذا القلبُ منزلُهم!! - مُستٓلهٓمُ ذِكرُهم ، منهاجُهم حٓقُّ!!

موتُ الكرام غدا فٓتقاً يؤرّ قُنا!؟ - لكنْ إخانا على درب الهدى ، الرتْقُ!!

فرايةُ السُّنّة الغٓرّاءِ ...... باقيةٌ! - وبدرُها في سماء الشام يأتٓلِقُ!!!

وكتب الدكتور عزام رجوب هذه الكلمات في رثاء الشيخ فضيلة الشيخ عدنان:

إن كنت تبحث عن الابتسامة فهي في محياه، وإن كنت تبحث عن الجود والكرم فهي من خصاله، وإن كنت تبحث عن التواضع فهي من عاداته.

ما عرفت الشيخ عدنان (رحمه الله) يوما إلا بهذه الصفات.

منذ أن عرفته زرع في نفسي الكثير من الخصال، تعلمت منه الحب الحقيقي فما من مجلس إلا ويفتتحه بكلمات حب الله التي هي مفتاح السعادة.

لم يبخل علينا يوما بتوجيهاته ونصائحه، وكنا بأمسِّ الحاجة إليه لأنه كان ذو بصيرة نافذة.

لم يعش سيدي الشيخ عدنان لنفسه بل سخر وقته وماله وعلمه لخدمة الناس.

لم أره يوما يوبخ أحدا ولم يؤنب مقصرا ولم يتوعد تاركا للصلاة، بل كان يحبب الناس لحضور مجالس العلم والجماعات.

سيدي الشيخ عدنان: لقد سبقتنا إلى رحمة الله ورضوانه نعاهدك ان نسير على خطى الحبيب المصطفى هذا الطريق الذي مشيت عليه، ولقاؤنا بإذن الله على الحوض مع النبي المصطفى وإن كان جسدك قد فارقنا فما تركته فينا راسخ في عقولنا وأفعالنا.

رحمك الله سيدي الشيخ عدنان، ونسأل الله ان يلهمنا جميعا الصبر، والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.

الدكتور عزام رجوب

وكتب الدكتور رأفت ميقاتي هذه الكلمات في رثاء الشيخ فضيلة الشيخ عدنان:

بسم الله الرحمن الرحيم

*" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا"*

* بمزيد من الرضا والتسليم بقضاء الله وقدره ننعى إلى الأمة الإسلامية جمعاء العالم الرباني المجاهد المربي الشيخ محمد عدنان فهمي السقا رحمه الله وأعلى مقامه*

* لقد فجعنا نبأ رحيله في زمن الوباء ، وآلمنا غياب طلعته النورانية في الليلة الظلماء*

* لقد كان الداعية المجلّي في حمص المروءة والشهامة ، ثم في أرض الحجاز المباركة ، حيث هَوَت إلى إمامته وخطبه ودروسه ودعائه أفئدة المسلمين من أنحاء العالم ، وحيث كان اللقاء الأول به منذ ثلاثةٍ وثلاثين عاما في جدّة بصحبة شيخنا الوالد رحمه الله وكم كان بينهما ذاك الوُدُّ العميق والمحبة في الله والأنس في المجالسة وتدارس أحوال المسلمين والتفكر والمسارعة في التمكين لأهل الحق والدّين.

* لقد خسر العالم الإسلامي اليوم جوهرة نادرة من أهل العلم والتزكية والخلق القرآني الرفيع والأدب النبوي الشريف ، والصدع بالحق في مواجهة الظالمين ، وتوحيد صفوف أهل العلم رغم البطش الشديد الذي تعرضوا له في زمن البأساء والضراء وحين البأس ، ونحسب أنه كان من الذين صدقوا وكان من المتقين.

* رحمك الله يا صاحب القلب الطيب ، والعينين الدامعتين ، والجبين الطاهر ، والوجنتين الخاشعتين ، واللسان الذاكر الشاكر ، والهامة البهية التي تذكر الغافلين بالله ، وتحفز الطائعين على المزيد من الإقبال على الله ، وتصفية الروح ، والمسارعة في الإخبات لله والتضرع لجلاله ، والانكسار على أعتابه وخدمة عباده ونصرة دينه.

* رحمكم الله يا شيخنا الحبيب ونحتسبكم عند الله من الشهداء بإذن الله.

*إننا إذ نتقدم إلى أسرة فقيدنا الكبير وإلى إخوانه من علماء العالم الإسلامي بأحر التعازي ، نسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يعلي مقامه وأن يفرغ على قلب أهله وأحبائه صبرا جميلا*

*وإنا لله وإنا إليه راجعون*

رئيس جمعية الإصلاح الإسلامية وجامعة طرابلس - لبنان

الأستاذ الدكتور رأفت محمد رشيد الميقاتي

الحلقة السابقة هـــنا