كلمات في رثاء الشيخ عدنان السقا (9)

قصيدة رثاء في وداع العالم الرباني الشيخ محمد عدنان السقا رحمه الله

بقلم الأستاذ الدكتور رأفت محمد رشيد الميقاتي

رئيس جامعة طرابلس لبنان

من شمسِ وجهكَ تشرقُ الآمالُ=وعلى جبينك.. تُقرأُ الأحوالُ

يا درة العلماء يا عدناننا=الله أعلم ...أنكم أبدالُ

يا ذاكرَ الرحمنِ كنتَ وليّه=فتلازمَ الإمدادُ والإجلالُ

يا أيها السقّا عشقتَ محمدًا=فتبارتِ الأقوالُ والأفعالُ

ومضيتَ بالإخلاصِ تنشر دينهُ=فأحبك الأطفالُ والأشبالُ

من عطرِ ودّك طُيبتْ أنفاسهم=فتباركَ الأعقابُ والأجيالُ

وحملتَ قرآنًا تُرتّلُ آيهُ=فبكتْ قلوبٌ.. ذابتِ الأقفالُ

وخطبتَ دهرًا في الجموع بوحيهِ=شهدتْ لك الأرواحُ والإقبالُ

سارعتَ بالخيراتِ تفرجُ كربةً=وتغيثُ نفسًا.. شانَها الإقلالُ

يا ناصرَ المظلومِ يا مقدامَنَا=ذلّت لك الهاماتُ والأهوالُ

حمصُ الأبيةُ أنت روح فؤادها=شهدتْ بذا العلماءُ والأبطالُ

فإذا عزمتَ فأنت سيفٌ قاطعٌ=كُسرَت بك الأصفادُ والأغلالُ

لم ترضَ أن يعلو الأسافلُ إنما=أنكرتَ بغيًا شاده الأنذالُ

يا أيها المحبوبُ طبتَ سريرةً=فسَمَتْ بصدقِ فؤادك الأعمالُ

إني أحب الصالحين أُجلّهم=ندُرَتْ لكم يا سيدي الأمثالُ

اليومَ تبكيك الحجازُ وشامُنا=عربٌ وتركٌ.. أيها المفضالُ

ورحلتَ في زمن الكوارث بغتة=وا شوقَ قلبي ..إنها الآجالُ

جاورتَ أنصارَ الرسول بتربهم=فاهنأ بنورٍ .. إنه الإهلالُ

وكتبت آلاء مصطفى العلي إحدى الأخوات من حماة:

رثائية الشيخ عدنان السقا رحمه الله

شِعري بيومِ وداعِكُم تنهیدُ=والقلبُ يذرفُ دمعَهُ ويجودُ

كلُّ المجالسِ بعدَ بُعدِكَ سيِّدي=تشكو تغصُّ بآهِهَا وتزيدُ

هذي سماءُ العلمِ تبكي صقرَها=والأرضُ جلَّ مُصابُها فتمیدُ

ياقبرُ أكرمْ من أتاكَ مكرَّمًا=مَنْ زادُهُ التَّسبيحُ والتّحميدُ

الحزنُ في كلِّ المآقي قابعٌ=يبكيكَ شيخي تابعٌ ومُريدُ

يا مَن رويتَ عن النبيِّ حديثَهُ=فَبِكَ المجالسُ زانَها التّرديدُ

ثَكلى بلادُ الشّامِ بعدَكَ سيِّدي=تبكي تواري دمعَها وتعيدُ

قد كان مُفتِيًّا وشيخًا عالمًا=ومُحدِّثًا بالحقِّ ليسَ يحيدُ

حمصٌ تئنُّ وأرضُ شامٍ تشتكي=فقدَا عظيمًا لم تسَعْهُ حدودُ

يا رمسُ فلتهنأْ بضمِّ رُفاتهِ=فهوَ الجليلُ العالمُ المحمودُ

يامن جمعتَ من المعارفِ جلها=فلأنتَ شيخٌ جامعٌ وفريدُ

نجمٌ إذا ما الليلُ أسدلَ سِترَه=علّامةٌ بلْ منهلٌ مورودُ

يامَن ببابكَ كمْ أتى متحيِّرٌ=فالرّأيُ منكمْ صائبٌ وسديدُ

يا أيها ( السقا ) رحيلُك موجعٌ=أنتَ الفقيدُ وسعدُنا المفقودُ

إنَّا يتامى بعدَكم يا سيِّدي=آهاتُ شوقٍ في الفؤادِ شهودُ

نبكي عليكَ...وكلُّ دمعٍ قد هَمَى=مهما تجدّدَ في العيونِ زهيدُ

 

أبيات نظمها الأستاذ أنس محمد علي الصابوني في رثاء شيخه ومربيه #عدنان_السقا يقول فيها: 

أَيَا دَمْعةً سَالَتْ مِنَ الْعَينِ دَفْقَةً=عَلىٰ وَجْنَةِ الخَدَّينِ قَدْ أَفْرَزَتْ شِقّا

أصَابَكِ حُزْنٌ أَمْ عَظِيمُ مُصِيبَةٍ=بِفَقْدِ حَبِيبِ الْقَلْبِ كُنّا بِهِ نَرْقَىٰ

لَقَدْ أَصْبَحَ الْقَلْبُ الْكَلِيمُ بِفَقْدِكُمْ = حَزِيْنَاً وَفِي دُنْيَاهُ يَا شَيْخَنَا يَشْقَىٰ

أَيَا وَارِثَ الْعَدْنَانِ عِلْمَاً مَنَحْتَنَا =فَكُنْتَ لَنَا نَبْعَاً وَكُنْتَ لَنَا سَقَّا 

سَلامٌ مِنَ الرَّحْمٰنِ بَلِّغْ سَلامَنَا=إِلَىٰ الْمُصْطَفَىٰ الْمُخْتَارِ وَالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ

روح وريحان وجنة نعيم.. نزلا من غفور رحيم يا شيخي عدنان.. في جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين..

ورثاه الأستاذ رياض طليمات: 

جلل مصابك يا عيونُ ففيضي=بالدمع مدرارا عليّ وجودي

ودعي الرقاد لأهله وتسهدي=إذ ليس راحلنا كأي فقيدِ

علمٌ.. له فوق الأنام مكارم=عذب الحديث يسوقه كورودِ

سهلٌ.. وديدنه المحبة والصفا=إن تلقه صار الزمان كعيدِ

قد كان من مشكاة أحمد ناهلا=منها يفيض بمحكم ورشيدِ

سقّا القلوب وشيخُها وحبيبها=عند الإله، إلى جنان الغيد.. 

يا رب فارحم شيخنا يوم الجزا=وامنن عليه بجنة وخلود

وارزقه شربة كوثرٍ وإقامةً=مع خير صديق بها وشهيدِ

رياض طليمات / اسطنبول ٩-١-٢٠٢١

العالم المربي فضيلة الشيخ محمد عدنان السقا في ذمة الله ورحمته، عزاؤنا لأهل الشيخ وذويه ولأنفسنا وللأمة الإسلامية جمعاء.

رحم الله شيخنا الفاضل وغفر له وجمعنا به في جنات النعيم، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

وكتب الأستاذ يحيى زكريا الرحال

يـا شيخنا العدنانِ عُذراً ما أتت=كَلِماتُنا بِالمدحِ من قبل الرحيل

يـا شيخنا العدنانِ آنَ لِمثلِكُم=أن يستريحَ وقد مشى الدربَ الطويل

يا سيدي حِرنا وقد حكمَ القضاءُ=بأن تكونَ اليومَ في الأُخرى نَزيل

نَبكيكَ أم نبكي على تَقصيرنا=في شُكرِكُم يا سيدي الشُكرَ الجزيل

أَحسنتَ كم أحسنتَ في أحيائِنا=أدباً وعِلماً نافعاً يشفي العليل

بَذلَ العلومَ تَـكـرُماً ومـحـبةً=مرَّ الزمانِ ولم يَكُن أبداً بخيل

الحلقة السابقة هــنا