كلمات في رثاء الأستاذ الداعية المربي الأديب محمد رشيد العويد(3)

كتب الأستاذ أحمد الجرابلسي:
وفاة الأستاذ المربي والأديب الإعلامي والمصلح الأسري: محمد رشيد العويد..
إنا لله وإنا إليه راجعون
*حدثني الراحل-رحمه الله- ذات يوم عن أسرته، والده من وجهاء الرقة من قبيلة طيء، وكان ممثلا عنها في المجلس النيابي(البرلمان) سنة ١٩٤٧م ورئيس غرفة الزراعة فيها، والدته من أسرة حلبية طيبة حيث نشأ ودرس المراحل كلها حتى تخرج في كلية الآداب قسم اللغة العربية، وزوجه من أسرة حموية معروفة.
*أعماله: عمل في الإعلام والصحافة وميادين التربية والأسرة والدعوة، وكان رئيس تحرير مجلة النور منذ تأسيسها١٩٨٣ وكنت كتبت له مقالات نشرها فيها وعهد إليّ بتحرير بعض أعدادها لما شغل ببعض شؤونه، وله مئات الأعمال الإذاعية والتلفازية، والجهود الإصلاحية بين الأسر والأزواج حيث كان اهتمامه.
*آثاره: ترك الأستاذ الفقيد رحمه الله أكثر من ثمانين كتابا ورسالة، وحدثني أن بعض الجامعات قررت منحه الدكتوراه على مؤلفاته.
*أخلاقه: كل من يعرف الأستاذ الفقيد يشهد له بالطيبة ودماثة الخلق، والتواضع الجم، أذكر مرة اتصل عليّ وقال بلطفه المعهود: تقدر تجي عندي الآن. فذهبت: قال عندي إصدارات جديدة أريد إهداءك منها، واستشارني في عنوان أحد كتبه، فأبديت وجهة نظري وأخذ بها، مع أنه تخرج في كلية اللغة العربية قبل مولدي، ولعله أراد تشجيعي أو هو من تواضعه المعروف.
يا أطيب الناس روحا ضمّه بدنٌ***أستودع الله ذاك الروح والبدنا.
لم ينقطع في تواصله ومراسلاته وفوائده حتى قبل وفاته بأيام، ولم أكن أتصل عليه، لعلمي بكثرة مشاغله، وما علمت باشتداد مرضه لأواسيه بكلمة، فكأنه أراد كتمان المصاب عن الأحباب، ليكون في عداد: وبشر الصابرين. وكتمان المصيبة من كنوز الجنة.
فوجئت الليلة بنعيه من قبل ولده ولا حول ولا قوة إلا بالله.
برتني صروف الدهر من كل جانب**كما ينبري دون اللحاء عسيب
تتابعن في الأحباب حتى أبدْنَهم**فلم يبق منهم في الديار قريب
ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، والعزاء لأهله وذويه ومحبيه، رحمك الله أبا البراء وأكرم نزلك ورفع في الجنان مقامك.

وكتب الأخ الدكتور رأفت محمد رشيد الميقاتي:
“إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب "
بمزيد من الرضا والتسليمِ بقضاء الله وقدره ننعى إلى أهل حلب الشهباء وكويت الخير والعالم الإسلامي فقيدنا الكبير الأستاذ الدكتور محمد رشيد العويّد رحمه الله تعالى.
رحمك الله يا حبيبنا أبا البراء
رحمك الله أيها المصلح الأسري الكبير، يا أستاذ الإرشاد الأسري في جامعة طرابلس لبنان.
رحمك الله يا غرّة في جبين الإعلام الإسلامي الراقي والفريد، يا من ارتبط اسمك الطيب الزكي باسم مجلة النور فأنرت بيوت المسلمين بنصائحك وإرشاداتك.
رحمك الله يا رمز الطهارة والمروءة وسماحة النفس.
رحمك الله أيها الصابر المحتسب رغم كل الآلام التي ألمّت بكم.
نحتسبك عند الله مبطونا شهيدا بإذن الله، فاهنأ برياض الجنة بعد كفاحك الطويل، والتحق بأحبابك الربانيين من الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
عزاؤنا فيما تركت من ثروة علمية مصورة للأجيال من بعدك في زمن الغفلة وأمواج الفتن والبلاء، وفيما تركت من ذرية طيبة تحمل مشعل الخير من بعدك.
جزاك الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وأنزلك منازل الشهداء،
وأفرغ الله على قلوب أهلك وأحبابك صبرا جميلا.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
رئيس جامعة طرابلس لبنان
الأستاذ الدكتور
رأفت محمد رشيد الميقاتي
٣جمادى الآخرة ١٤٤٢ه الموافق ١٦ يناير ٢٠٢١م.

وكتب الأخ الشاعر الأديب الأستاذ علي الرشيد:
تغمد الله أستاذنا المربي الفاضل والمستشار الأسري والكاتب والإعلامي محمد رشيد العويد بواسع رحمته ورفع مقامه في عليين.. كان رحمه الله أليفا ودودا محبوبا من أصحاب القلوب السليمة والصافية وهو مرب بحاله قبل مقاله، وكان له دور بارز في إصلاح القلوب والبيوت.
عمل في الصحافة الكويتية منذ السبعينات من القرن الماضي.. مديراً لتحرير عدد من المجلات الأسبوعية والشهرية.. وكانت له برامج إذاعية وتلفزيونية وصدرت له عدة كتب نافعة في في الجوانب الاجتماعية والأسرية والتربوية.
عملتُ معه عن بعد.. والتقيته في الكويت مرتين فكان نعم المعلم والقدوة والصديق والزميل.
آنسه الله وعوض الأمة خيرا.
إنا لله وإنا إليه راجعون.

وكتب الأخ العالم الأستاذ محمد خير يوسف:
وفاة الأستاذ والكاتب التربوي المبدع محمد رشيد العويد. تخرج من جامعة حلب، وجامعة عين شمس. أقام في الكويت أربعين عامًا، ورأس تحرير العديد من المجلات التربوية الإسلامية، منها مجلة النور، واعتنى بالأسرة وحلِّ مشكلاتها، وكتب في شؤون المرأة عامِّها وخاصِّها، وأعدَّ برامج، وحضر مؤتمرات وندوات، وله أكثر من (60) مؤلفًا، بين كتاب ورسالة. وكان ذا أسلوب مشوّق ساحر. استفاد منه جيل من الشباب والأسر. أشدت بكتبه، وشجعت على قراءتها. رحمه الله.


الحلقة السابقة هـــنا