كلمات في رثاء الشيخ عدنان السقا (6)

كتب الشيخ الدكتور أحمد إدريس الطعان: 

في زيارة لشيخنا الكريم الشيخ عدنان السقا رحمه الله قبل سنة تقريبا

مع عمي الشيخ عبد الرحمن بكور رحمه الله الذي توفي قبل شهر ونيف

ومع الأصدقاء الكرام الشيخ ياسر أبو كشة وعماد العلوات وخليف الإبراهيم.

لقد كانت زيارة رائعة

فالشيخ عدنان رحمه الله يعطيك من حاله قبل مقاله فهو إن تكلم بكى وأبكى وإن سكت ملأ قلوب الحاضرين هيبة وجلالا إنه يستمد حاله من حبه الشديد لله عز وجل ولنبيه صلى الله عليه وسلم.

لا يعرفه أحد أو يجلس معه إلا أحبه وتعلق به وتأثر به كلماته بسيطة جدا مألوفة جدا ولكنها تنفذ إلى أعماق الفؤاد فلا تدع حتى تطميه بالمحبة لله عز وجل أو الخوف منه سبحانه وتعالى.

عرفت الشيخ رحمه الله منذ خمسة عشر عاما في معهد الفتح وجالسته مرات عديدة واستمعت إلى مواعظه وكلماته الطيبة المؤثرة وكان الطلاب الأجانب من مختلف البلدان يحدثوني عن حبهم له وتأثرهم الشديد به فقد كان رحمه الله أبرز ما يبرع فيه هو أسلوبه الجميل والجذاب والمشوق في الدعوة إلى الله عز وجل.

لقد كان رحمه داعية في حاله وداعية في مقاله محبوبا مهيبا وهبه الله عز وجل جمال الصورة وجمال الروح، وعذوبة الكلمة وبهاء الطلعة.

لقد كان رحيله خسارة كبيرة للأمة الإسلامية ولأهل العلم وللثورة السورية ولكل الأحرار في العالم.

ولا نقول إلا ما يرضي ربنا

إنا لله وإنا إليه راجعون.

اللهم اخلفنا بمصيبتنا هذه خيرا منها.

أحمد إدريس الطعان

 وكتب الأخ الدكتور الشيخ إبراهيم الديبو:

الشيخ عدنان السقا...

لا وصف يمكن أن تضيفه فوق النور الذي يشع من وجهه.. ولا عبارات ثناء يمكن أن توفيه حقه ...فكلماته تشع ضياء لتصل إلى القلب...وصدق مشاعره تنساب في نظراته وعبراته...لو أردت أن أضرب مثلا بالمحبين لتراءى لي شيخا محبا ...ولو استقرأت أحوال المحبوبين لكان المقدم فيهم..... جالسته مرات عديدة ... لكنني لا أمل من الاستماع لمواعظه وطيب كلماته التي يغمرها صدق الحب لله ولرسوله وأسلوب الداعية المتمرس بفتح القلوب وجذب النفوس...

رحمك الله شيخنا المحب المحبوب...رحمك الله فارسا من فرسان الدعوة وسياسة القلوب...رحمك الله وأعلى منزلتك في الجنان...اللهم اجمعنا به في جنان الخلد مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا...

وكتب الأستاذ تميم اليونس:

الشيخ د. محمد عدنان السقا رحمه الله وأسكنه فسيح جناته 

في حياتي كلها حضرت له درسا واحدا أغناني عن عشرات الدروس انجذب قلبي له انجذابا شديدا ما عهدته من نفسي لغيره.. رأيت في مجلسه كيف تلتهب المشاعر ويعلو النحيب ويذكو الوجدان وتسمو الروح..

عالم رباني مؤثر بحاله قبل قاله.. محب صادق قريب الدمعة لطيف المعشر.. توفي اليوم بفايروس كورونا.. 

اللهم اجمعنا به في مستقر رحمتك 

تميم

وكتب الشيخ بدر الدين عبده الخطيب

رحم الله أستاذنا المربي 

الشيخ محمد عدنان السقا

كان يأتي من حمص للشام مرة في الأسبوع ليكرمنا بدرس ينعش القلوب والعقول والأرواح، كنت أتشرف بالقراءة بين يديه لكتاب رسالة المسترشدين للمحاسبي

مما حفظته منه في تلك الدروس: 

أحبابنا ما أجمل الدنيا بكم *** لا تقبح الدنيا وفيها أنتم 

وأكرمنا الله به في المجلس الأسبوعي في اسطنبول يرشد ويوجه بمنطق الشريعة و ذوق أهل الحقيقة، تتدفق الكلمات من فمه عذبة سلسلة إلى القلوب فتستقر في شغافه. 

**** لم يمالئ الظلم وأهله بل وقف مع الحق وأهله 

من أخصر وأصدق وأجمل ما وصفه به صهره أستاذنا 

الدكتور عادل إبراهيم أبوشعر

قائلاً: 

إن تحدَّث مع الكبار آنسهم وأثنى عليهم، لا يرى نفسه على شيء. وإن تحدَّث مع الشباب بعث فيهم همَّة الشباب والفتوة والنشاط. وإن تحدث مع الصغار لاعبهم ومازحهم مع فيض من التربية والحنان. وهو في بيته كحال النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم يعمل في مهنة أهله. وهو في دروسه ذلك العالم الجليل، وهو على المنبر فارس المنابر. رزقه الله القبول في الأرض إلا من أهل الضلال والإفساد.

رحمه الله وجعله في عليين وجمعنا معه في الفردوس الأعلى مع النبين والصديقين والشهداء والصالحين.

وكتب الشيخ مطيع البطين: 

كلّنا اليوم حمصيّون في وداع السّقا 

لقد كان الشيخ عدنان السّقا رحمه الله تعالى سقّاءً اسماً ومعنى، كانت سقايته لأهل حمص علماً عزّ نظيره، وموعظةً ترتوي بزلالها الأرواح، وهو رحمه الله تعالى مع سقايته لأهل حمص غدا نهراً زاد نداه وعمّ حتّى أصاب بفيض كرمه دمشق والحجاز واسطنبول، وكان للعالم الإسلامي كلّه نفعاً ورِيّا. 

هو آيةٌ في الحسن، لا يزيد على بهائها إلا جمال روحه الذي يسري عذباً سلسبيلاً آسراً لقلوب سامعيه وناظريه.

مُصابنا فيك اليوم يا شيخنا كبير، وعزاؤنا أنّك كنتَ المثال للعالِم العامل في زمن عزّ فيه المثال.

رحم الله العلامة الداعية الشّيخ محمد عدنان السّقا المهاجر فراراً بدينه، المنحاز إلى أمّته ودينه في وجه الظلمة، وأعلى مقامه، وجزاه عن أمّتنا خير الجزاء.

الحلقة الخامسة هـــنا