صيام الأيام الستة بعد رمضان

نص الاستشارة :

انتهى شهر شوال وبقيت الأيام الستة في الذمة

يسألني أحد الأحبة : لم أتمكن من صيام الأيام الستة التي من شوال فهل أستطيع تداركها وصيامها وقد انتهي شهر شوال ؟

الاجابة

الحمد لله : نعم يمكن لمن فاته صيام الأيام الستة خلال شهر شوال ، يمكنه أن يصومها في أي وقت حتى ولو انتهي شهر شوال للأدلة الآتية

 

الدليل الأول : في صحيح الإرواء تحت حديث: 950 , وصَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 1007 : عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: (" صِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ , بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ , وَصِيَامُ سِتَّةِ أَيَّامٍ) (بَعْدَ الْفِطْرِ) (بِشَهْرَيْنِ , فَذَلِكَ صِيَامُ سَنَةٍ) ({مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} ") [1]

 

الدليل الثاني : وفي رواية: " جَعَلَ اللهُ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، الشَّهْرُ بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ، وَصِيَامُ سِتَّةِ أَيَّامٍ بَعْدَ الشَّهْرِ , تَمَامُ السَّنَةِ "

 

الدليل الثالث : في صحيح ابن ماجة , (جة) 1715: عَنْ ثَوْبَانَ، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ صَامَ سِتَّةَ أَيَّامٍ بَعْدَ الْفِطْرِ كَانَ تَمَامَ السَّنَةِ، مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا[2]"

 

ووجه الدلالة في هذه الأحاديث الثلاثة الصحيحة : أن المطلوب صيام شهر رمضان تحديدا وخصوصا متتاليا متتابعا ، أما الأيام الستة فقد طٌلبت بإطلاق دون قيد زمان شهر شوال ودون قيد التتابع أو التتالي وعليه فالمطلوب العدد بإطلاق ( شهر رمضان وستة أيام بعده ، والحسنة بعشر أمثالها كما في النص القرآني ( وعليه فلو أن الشهر ثلاثون يوما ، وتم صيام ستة أيام بعده متفرقة متتابعة متتالية أو غير ذلك ، فالنتيجة حاصل ضرب (36 في 10) فالنتيجة = 360 عدد أيام السنة .

 

الدليل الرابع : في صحيح مسلم : (م) 204 - (1164)عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ, ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ, كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ"[3] ووجه الدلالة في هذا الحديث الأخير أن اللفظ النبوي " من شوال " وليس " في شوال" فافترقا.

 

الدليل الخامس : هناك استنباط آخر دقيق في المسألة من نص حديث أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ -رضي الله عنه-: أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ سِتَّاً مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ".‏صحيح مسلم كتاب الصيام. باب استحباب صوم ستة أيام من شوال إِتباعاً لرمضان" وذلك كالآتي : نقول "مِنْ " تأتي في كتاب الله تعالى على نحو بضعة عشر معنى اتفق النحاة على أن المعنى الرئيسي لهذه المعاني لــ(من) الجارة - أي حرف جر- هو ابتداء الغاية ؛ 1-مكانية: مثل: قوله تعالى:"{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى}[4] [الإسراء: 1] ف" من " هنا تدل على ابتداء مكان رحلة الإسراء. 2-ابتداء الغاية زمانية{لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ}[5] [التوبة: 108] ف: " من " هنا لابتداء الزمان ،وفي الحديث الشريف قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) «مطرنا من الجمعة إلى الجمعة» ومن هذه الثانية دليل أهل العلم في حديث شوال ، إن " من " هنا لابتداء الزمان أي يصوم ستة أيام ابتداء من شوال .

 

3- أو مطلقة من المكان والزمان مثل: قوله تعالى: {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ}

 

4- ومن معاني "مِنْ" أيضا في اللغة التبعيض بأنْ تسدّ كلمة "بعض " مسدَّها، نحو: (حتى تُنْفِقوا مما تحبون) .وقرأ ابن مسعود "بَعْض ما تحبّون" وعلى هذا إذا اعتبرنا أن " مِنْ " في قوله صلوات الله وسلامه عليه " مِنْ شَوَّالٍ " تبعيضية فعليه تكون الأيام الستة بعض شهر شوال، وإذا اعتبرناها ابتدائية فيكون الصيام لهذه الأيام الستة في أي وقت من أشهر الإفطار ابتداء من شوال ، على اعتبار أنه أول أشهر الفطر ، ويكون النص على شوال في الحديث لأنه أول هذه الأشهر وللمعاني أخرى سقناها في بحث منشور بعنوان " إحدى وثلاثون حكمة ودَلالة في صيام ستة أيام في شوال أو بعد شوال"، ويشهد له الروايات الصحيحة التي سبقت فى هذا المبحث والتي جاء بها ذكر الأيام الستة دون قيد شوال : "مَنْ صَامَ سِتَّةَ أَيَّامٍ بَعْدَ الْفِطْرِ كَانَ تَمَامَ السَّنَةِ {مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أمثالها}[6] صحيح الجامع حديث رقم: 6328 [الألباني] قلت :وهذا الاستنباط الدقيق المفيد لكون صيام الأيام الستة يتحقق فضله وأجره ، وإن لم تقع في شوال – إن كان على صواب وهدي وفتح من الله تعالى - يكون باب رحمة من الله تعالى لعباده فلا نُحجِّر واسعا ، وتبقي حكمة النص على شوال ما سبق أن أشرنا إليه والله تعالى أعلى وأعلم وأحكم.

 

الدليل السادس : عبر الإجابة على السؤال الآتي : قد يقول البعض ولماذا نص الحديث على شوال رأسا ، وكيف نجمع بين الأحاديث التي جاءت بإطلاق : ستة أيام من فطره " كما مر أعلاه في أحاديث صحيحة ورواية مسلم فقط : من شوال ؟ نقول جمعا بين الأحاديث التي ورد فيها " شوال " لأنه أول أشهر الفطر بعد رمضان ، وأيضا إرشادا إلى أنه قد يكون أيسر علي البعض ، في أنه يفطر وجوبا أول أيام شوال ثم يصبح ثاني يوم صائما فما زال حديث عهد بالصيام فيسهل عليه الأمر .فلَا يَكَادُ يَشُقُّ عَلَيْهِ بَلْ تَضْعُفُ شَهْوَتُهُ عَنِ الْأَكْلِ وَتَقِلُّ حَاجَتُهُ إِلَى الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ نَهَارًا وَيَأْلَفُ تَنَاوَلَهُ فِي اللَّيْلِ ، فيأخذ نفسه بالأيسر ، وهذا لا ينفي أن من صامها بعد ذلك ولو في الأشهر التالية لشوال ، ولو متفرقة ، لا يستطيع عاقل لبيب أن ينفي أنها أيسر كذلك أو لا يستطيع أحد أن يقول إنه لو فرقها حتى ولو بعد شهر شوال يفوته هذا التيسير ، واليسر أمر نسبي ، ويختلف من شخص لآخر ، فمن صامها في شوال فله أجره على ذلك ،وقد يكون ثمت وجه آخر في حكمة النص علي شوال : وهو أنه زمن يستدعي الرغبة فيه إلى الطعام لوقوعه عقب الصوم فالصوم حينئذ أشق فثوابه أكثر ،وعلي كلا الأمرين ( اليسر والمشقة) فهما أيضا واقعان في صيام هذه الأيام الستة ، بعد شوال ، فمن تأخر حتى فات الشهر فإنه يشق عليه الأمر ليبدأ الصيام جديد ، وفي هذا لون آخر من ألوان الأجر لمن تدبر وتأمل وتفكر ففي صَحِيح الْجَامِع: 2160 , الصَّحِيحَة: 1116 "إنَّ لَكِ مِنَ الْأَجْرِ عَلَى قَدْرِ نَصَبِكِ وَنَفَقَتِكِ " [7]

 

الدليل السابع :أن الاتباع يصدق علي كل من الحالين ( من صامها في شوال ،ومن صامها بعد شوال )[8] كما في التنوير شرح الجامع الصغير (10/ 276) لاعتبار النية لأنها هي الجامع لتحقيق صيام الدهر . ثلاثون يومًا ثلاثمائة حسنة على التضعيف وستة أيام بستين يومًا فهي ثلاثمائة وستون حسنة عدد أيام السنة.

 

الدليل الثامن : "المسلمة التي عليها قضاء أيام من رمضان ، طالبها الشرع بالقضاء بإطلاق ، في أي وقت من العام دون شرط التتابع أو التوالي ودون شرط أن تكون ساعات يوم القضاء ومناخ يوم القضاء مثل ساعات ومناخ الأيام التي أفطرتها من رمضان ، وتلك نعمة . وبالتالي لا يقول محقق من طلبة العلم ممن يسبر غور الشريعة ، لا يمكن أن يطالبها بأن تقضي أيام القضاء أولا ثم تصوم الأيام الستة ، ولو قال بذلك أحد لكان الرد عليه بما في الصحيحين (م) 151 - (1146) , (خ) 1849 تقول أمنا عائشة رضي الله عنها (إِنْ كَانَتْ إِحْدَانَا لَتُفْطِرُ فِي زَمَانِ رَسُول اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلَّم -، فَمَا تَقْدِرُ عَلَى أَنْ تَقْضِيَهُ) (إِلَّا فِي شَعْبَانَ) (الشُّغْلُ بِرَسُولِ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلَّم -)[9] ولم تكن أمنا عائشة وسائر أمهاتنا - رضي الله عنهن - لتترك صيام هذه الأيام الستة ، وتتخلي عنها وتفوِّت أجر صيام الدهر الذي أشار إليه الحديث الصحيح،

 

الدليل التاسع :وأيضا ما كانت أمنا عائشة وسائر أمهات المؤمنين ،- رضي الله عنهن - ما كن ليصمن هذه الأيام الستة من شوال - وصيامها سنة ،مجتمعات متتاليات متتابعات ، وعذر تأجيلهن لقضاء أيام رمضان قائم ماثل وهو الشغل برسول الله صلوات الله وسلامه عليه كما مر في الصحيحين ، وعندهن وعليهن مثلهن غالبا - أي مثل هذه الأيام الستة في العدد وهي أيام الدورة الشهرية - فلئن تأخرن في قضاء فرض رمضان ،- والفرض مقدم على السنة - بالشغل برسول الله صلوات الله وسلامه عليه ، ولم يكن صلوات الله وسلامه عليه يصوم في شوال مثلما يصوم في شعبان ، فأخرن - رضي الله عنهن - قضاء رمضان – وهو فرض - إلى شعبان ، حيث يكثر صيامه صلوات الله وسلامه عليه في شعبان حتى يقول الصحابة رضي الله عنهم - لا يفطر كما في صحيح الجامع: 4628 , وصحيح الترغيب والترهيب: 1024 "عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: " لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَصُومُ مِنْ السَّنَةِ شَهْرًا تَامًّا إِلَّا شَعْبَانَ , يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ " وفي رواية: " مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَصُومُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ , إِلَّا شَعْبَانَ , وَرَمَضَانَ "ولكثرته صيامه صلوات الله وسلامه عليه في شعبان ، تتاح الفرصة لأمهاتنا بصيام ، ما عليهن - فرضا أو نفلا - . فتنبه لذلك فبفضل الله لم أر من تنبه لذلك فإن يكن صوابا فمن الله فله المنة ، والفضل ، وإلا فأنا مستغفر تائب,

 

الدليل العاشر: الحديث الصحيح عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:" صِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ , وَصِيَامُ سِتَّةِ أَيَّامٍ بَعْدَ الْفِطْرِ بِشَهْرَيْنِ , فَذَلِكَ صِيَامُ سَنَةٍ) قال تعالى {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} (جة) 1715 , صححه الألباني في الإرواء تحت حديث: 950 , وصَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 1007 فهل الْمُرَادُ بقوله "...بَعْدَ الْفِطْرِ .." الْبَعْدِيَّةُ الْمُطْلَقَةُ،( على الفور في شوال ، أو البعدية على التراخي بعد شوال) وَيَدُلُّ عَلَيْهِ حَدِيثُ ابْنِ مَاجَهْ وَغَيْرِهِ عَنْ ثَوْبَانَ مَرْفُوعًا: "مَنْ صَامَ سِتَّةَ أَيَّامٍ بَعْدَ الْفِطْرِ كَانَ تَمَامَ السَّنَةِ {مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أمثالها} صحيح الجامع حديث رقم: 6328 عن ثوبان[الألباني] صحيح الترغيب 997و صحيح الجامع الصغير وزيادته (2/ 1084) ولا يستطيع طالب علم أن يقطع بكون البعدية هنا فقط البعدية الفورية ، وإلا لكان تحكما في النص , فسنة الظهر البعدية مثلا تصليها بعد صلاة الظهر مباشرة ، ولو فاتك ذلك لإنشغال أو لأي سبب ، كما ثبت في الصحيح صلاها رسول الله صلوات الله وسلامه عليه بعد العصر ، ولم يخرجها هذا عن كونها بعدية. وإن تراخت حتى خرج وقت الظهر وصلي الناس العصر. ففي الصحيحة: 1696 " عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " إِنَّ لِلصَلَاةِ أَوَّلًا وَآخِرًا: وَإِنَّ أَوَّلَ وَقْتِ صَلَاةِ الظُّهْرِ حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ، وَآخِرَ وَقْتِهَا حِينَ يَدْخُلُ وَقْتُ الْعَصْرِ"ففي المسند للإمام أحمد – رحمه الله - (حم) 25546

 

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ؟ فَقَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ، فَشُغِلَ عَنْهُمَا حَتَّى صَلَّى الْعَصْرَ، فَلَمَّا فَرَغَ رَكَعَهُمَا فِي بَيْتِي، فَمَا تَرَكَهُمَا حَتَّى مَاتَ"

 

الدليل الحادي عشر : من العلماء الذين قالوا بكون صيام هذه الأيام يصح ولو بعد شوال الملا الهروي - حمه الله - من فحول علماء الأحناف ، قال الملا الهروي القاري فى مرقاة المفاتيح (..لَا يَخْفَى أَنَّ ثَوَابَ صَوْمِ الدَّهْرِ يَحْصُلُ بِانْضِمَامِ سِتٍّ إِلَى رَمَضَانَ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي شَوَّالٍ فَكَانَ وَجْهُ التَّخْصِيصِ الْمُبَادَرَةَ إِلَى تَحْصِيلِ هَذَا الْأَمْرِ، وَالْمُسَارَعَةَ إِلَى مَحْصُولِ هَذَا الْأَمْرِ، وَيَدُلُّ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى الَّذِي ذكَرْنَاهُ حَدِيثُ ابْنِ مَاجَهِ الَّذِي قَدَّمْنَاهُ" مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (4/ 1417) ودليل من ذهب إلى أن ثوَابَ صَوْمِ الدَّهْرِ يَحْصُلُ بِانْضِمَامِ سِتٍّ إِلَى رَمَضَانَ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي شَوَّالٍ ما أخرجه أَحْمد وَابْن مَاجَه وَالنَّسَائِيّ والدارمي وَالْبَزَّار من حَدِيث ثَوْبَان عَنهُ[صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] وَآله وَسلم أَنه قَالَ: "من صَامَ رَمَضَان وَسِتَّة أَيَّام بعد الْفطر كَانَ تَمام السّنة من جَاءَ بِالْحَسَنَة فَلهُ عشر أَمْثَالهَا "حيث قال "وَسِتَّة أَيَّام بعد الْفطر"

 

الدليل الثاني عشر: مبني الفتوي علي التيسير ، وهو نهج نبوي يتماشي مع سائر الهدي النبوي ، والدين الإسلامي الحنيف ، فوسط آيات الصيام جاء قوله تعالي : {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ } [البقرة: 185]. فالمهم إكمال العدة ( فرضا ونفلا) .وفي صحيح البخاري :وصحيح سنن النسائي (خ) 2339 , (س) 5034" (" إِنَّ هَذَا الدِّينَ يُسْرٌ ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا(وَيَسِّرُوا)(وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ , وَشَيْءٍ مِنْ الدُّلْجَةِ " وفي الصحيحين (خ) 3367 , (م) 77 - (2327): تقول أمنا عائشة رضي الله عنها (وَمَا خُيِّرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَمْرَيْنِ , إِلَّا أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا" هذا وبالله التوفيق وهو سبحانه وتعالي أعلى وأعلم وأحكم. ومنه وحده العصمة من الخطأ والزلل والخلل في القول والعمل فبه أعتصم وإليه ألوذ وبه أعوذ. وعلي المبعوث رحمة للعالمين صلوات الله وسلامه - كما وكيفا في مثلها سرمدا في سرمد بدوامه الأول بلا بداية والآخر بلا نهاية وإلى ما شاء الله تعالي .اللهم آمين.

 

-----------------------------

[1] صحيح الإرواء تحت حديث: 950 , وصَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 1007 :

[2] صحيح ابن ماجة , (جة) 1715

[3] صحيح مسلم : (م) 204 - (1164)

[4] [الإسراء: 1]

[5] [التوبة: 108]

[6] صحيح الجامع حديث رقم: 6328 [الألباني]

[7] صَحِيح الْجَامِع: 2160 , الصَّحِيحَة: 1116

[8] التنوير شرح الجامع الصغير (10/ 276)

[9] (م) 151 - (1146) , (خ) 1849


التعليقات