الاجابة

يمكن إعادة ذلك لعدة أسباب منها:

أولاً: الهزيمة النفسية:

١- تحقيق الغلبة النفسية: من أهداف النهضة العلمية الغربية، والحضارة المادية المذهلة تحقيق الغلبة النفسية على العالم عامة والإسلامي خاصة، وإذا تحققت الغلبة النفسية تتحقق الهيمنة والسيطرة الفكرية والسياسية والاجتماعية، ثم يحصر الدين في المساجد كما حصرت العلمانية الغربية النصرانية في الكنيسة.

٢- المتابعة والتقليد: قال العلامة ابن خلدون: "المغلوب مولع أبدا بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيّه ونحلته وسائر أحواله وعوائده".

ثانياً: الانبهار بكل مستحدث جميل أخَّاذ:

١- الاحتلال للعالم الاسلامي: الاحتكاك المباشر في أثناء الاحتلال الغربي والذي كانت الهيمنة الفكرية من غاياته، حيث عمل على اصطحاب العلماء في أثناء احتلاله في كل مجالات العلوم، وكذلك بعض الآلات الصناعية المستحدثة، كل هذا لإحداث الإعجاب والانبهار بتقدمهم الصناعي والتقني المادي ونهضتهم في شتى المجالات.

٢- البعثات العلمية للغرب: كان لها أكبر الأثر في إضعاف ثقة الشباب في ثقافته وتعاليمه، وذلك بعد انبهاره بالتقدم العمراني التي ذاق حلاوته الظاهرة، ولم يتمكن من فهمه على وجهه الحقيقي، ومعرفة مآلاته على الحياة الفكريَّة والروحيَّة.

٣- الانفتاح العالمي المعاصر: نقل ثقافة الغرب عبر الوسائل الإعلامية الحديثة إلى العالم الإسلامي؛ هذا الغزو الثقافي الهائل كان له آثار تغريبية سيئة جدا على جماهير الشعوب المسلمة، حتى بدت مظاهر الحياة الغربية مألوفة في بلاد المسلمين وكأنها جزء أصيل من حياتهم وثقافتهم.

والخلاصة: أن مصطلح "الحضارة الغربية" المزعوم خال من الجوانب الروحية والأخلاقية ولذلك هو يحكم على نفسه بالفناء العاجل أو الآجل والدليل هو انهيار الحضارات الكبرى عبر التاريخ بسبب إهمالها للجوانب الروحية والأخلاقية. والله أعلم

_________

رابطة العلماء السوريين

لجنة الفتوى – فرع اسطنبول

16/ 1/ 2023م