طول عدة الوفاة عن عدة المطلقة

نص الاستشارة :

ما الحكمة من زيادة عدة المتوفى عنها زوجها عن عدة المطلقة؟

الاجابة

مدة العدة أمرٌ تعبُّدي، وحال المسلم مع الأحكام الشرعيَّة أن يقول: سمعنا وأطعنا، وينضبط ويلتزم بالأحكام وإن لم يعرف الحكمة، وهذا الجانب ظاهرٌ في المقدَّرات الشرعية عموما، كعدد ركعات الصلاة، ونسب الزكاة من المال والحيوان وغيرهما، ومقادير الكفارات. ثم إن الحكمة وإن خفيت على المسلم لكنه يعلم بيقين تحققها؛ لأن الآمر سبحانه وتعالى حكيم، فلا يأمر عبثا حاشاه سبحانه. وإن تلمَّسنا الحكمة في طول عدة المتوفى عنها زوجها حيث حدده الشرع بأربعة أشهر وعشر، فنقول وبالله التوفيق: توجد حكم عدة، منها:

1- مدة الوفاء للزوج في الوفاة أطول؛ لأن الفراق أعظم، ولم يكن باختياره.

2- المحافظة على الأنساب، والتأكد من خلو الرحم، وهذه المدة التي يتحرك بها الجنين تحركا بينا، أما في الطلاق فجعل ما يدل على براءة الرحم دلالته ظنية؛ لأن المطلق يعرف طهر مطلقته وعدمه قبل الطلاق، ومن إتيانه لها وعدمه، بخلاف الميت، وزيدت على العشرة أيام احتياطا، للتحقق من تحرك الجنين؛ ولاختلاف حركة الأجنة قوّة وضعفاً.

3- إن ما يحصل من الحزن العميق والكآبة عظيم، يزيد عن ثلاثة أشهر، فبراءة الرحم قد تعرف في هذه المدّة، وأما براءة النفس من الأسى والحزن والكآبة فيحتاج إلى مدّة أكثر.

4- إن مما يسيء أهل الزوج تعجّل أرملته بالزّواج، ويؤدي إلى الانتقاص منها وأنها متهافتة على الزّواج، وليس عندها وفاء للزوج، وغير حزينة عليه.

5- إن المتوفى عنها زوجها إذا أتت بولد لا يمكن نفي نسبه للميت، وأما المطلقة فإنها إذا أتت بولد يمكن لطليقها تكذيبها ونفيه باللّعان، ولذلك احتيط بزيادة عدة المتوفّى عنها زوجها. والله أعلم

_________

رابطة العلماء السوريين

لجنة الفتوى – فرع اسطنبول

16/ 1/ 2023م

 


التعليقات