هل يلزمني التكفير عن يميني كل مرة؟

نص الاستشارة :

أنا مقصر بالصلاة وأحيانا تفوتني بعض الصلوات إما لكسل أو لأي سبب آخر، ولكني أحلف بالله أني لن أضيع صلاة بعد اليوم، ثم تفوتني الصلاة فأجدد اليمين والعزم على عدم ترك الصلاة وهكذا، فأنا لا أعرف كم مرة حلفت، وكم مرة خالفت، فماذا علي أن اعمل؟ واذا تركت صلاة هل سيكون اليمين نافذ أم انتهى عند أول مخالفة؟.

الاجابة

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه، وبعد:
يكفيك أن تكفر مرة واحدة عن عدة مرات من حنث يمينك إذا لم تكن كفرت عن ذلك سابقا. وإذا كنت كفرت وعدت للحنث في يمينك فيلزمك كفارة جديدة. 
كما يجب عليك قضاء ما تركته من الفروض، كما هو مقرر عند الأئمة الأربعة وجمهور العلماء، تقضي بعددها إذا كنت تعلم  عددها، وإن كنت لا تعلم كم تركت فتتحرى، وتصلي  قضاء حتى يغلب على  ظنك أنك قد قضيت ما فات.
وننصحك أخي الكريم أن تعاهد ربك دوما على الالتزام بالصلاة وأن تجاهد نفسك على ذلك، فهي عمود الدين، ومنزلتها في الدين عظيمة، فهي بعد الشهادتين، قال الله تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ)،.. وهي خير عون للعبد على أمور الدنيا والدين، تجمِّل المرء بمكارم الأخلاق، وتنهاه عن الفحشاء والمنكر، تحفظ العبد بإذن الله من الشرور ومهالك الردى، شبّهها النبي صلى الله عليه وسلم بالنهر الجاري، أخرج البخاري، عَنْ أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهَرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسًا مَا تَقُولُ ذَلِكَ يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ؟ قَالُوا: لَا يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ شَيْئًا، قَالَ: فَذَلِكَ مِثْلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا"..
أخي الحبيب: أبشر بعون الله تعالى وتوفيقه لك إن عزمت النية على المحافظة على الصلوات. واحذر من وساس الشيطان في تثبيطك عن الصلاة، والتقليل من شأنها، والتسويف في أدائها حتى يخرج وقتها، واقطع ذلك بالاستعاذة بالله منه دوماً، والمبادرة فوراً إلى أداء الفرض الذي أنت فيه، قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا). والحمد لله رب العالمين.


لجنة الفتوى – رابطة العلماء السوريين
11-6-1436هـ


التعليقات