حكم إضراب المعتقلين في سجون مصر

نص الاستشارة :

ما حكم إضراب المتقلين في سجون مصر عن الطعام ؟

الاجابة

كتبت مقالة قديمة قبل ثمانية أعوام أجيز فيها الإضراب عن الطعام للأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، وقلت: إذا بلغ به الحد إلى الموت، وكان لذلك أثر كبير لصالح قضيته العادلة، ولا يجد أمامه من وسيلة سوى هذا فلا جناح عليه، بل هو عند الله شهيد بإذن الله.

أما معارضو الانقلاب الذين يقبعون في أقبية سجون الانقلاب الدموي الذي يدير البلاد نيابة عن الصهيوأمريكية، فلا أرى لهم هذا الرأي الآن، ولا يجوز لهم– والفتوى تتغير بتغير أبعادها الأربعة -  الإضرابُ عن الطعام؛ لأنه لا أثر فيه ولا قيمة له.

بل إن القائمين على المعتقلات والسجون لا يأبهون لهذه التصرفات، فنحن لسنا في دولة تحترم الإنسان ولا حقوقه، بل في وضع أسوأ من الاحتلال الصهيوني، للأسف الشديد.

وقد عرّف ابن عاشور الوسيلة في مقاصده: 148. بقوله: «هي الأحكام التي شرعت؛ لأن بها تحصيلَ أحكامٍ أخرى، فهي غير مقصودة لذاتها بل لتحصيل غيرها على الوجه المطلوب الأكمل".

فالأمر هنا – باعتبار الإضراب وسيلة - يدور مع الغايات والأهداف، والإضراب وسيلة، وللوسائل حكم المقاصد، وهو في مصر الآن لا يحقق هدفه بل ربما ضر صاحبه دون تحقيق أي نتيجة تذكر.

وقد قال ابن القيم في "الإعلام: 3/ 135": "لما كانت المقاصد لا يتوصل إليها إلا بأسباب وطرق تُفضي إليها كانت طرقها وأسبابها تابعة لها معتبرة بها، فوسائل المحرمات والمعاصي في كراهتها والمنع منها بحسب إفضائها إلى غاياتها وارتباطاتها بها، ووسائل الطاعات والقربات في محبتها والإذن فيها بحسب إفضائها إلى غايتها، فوسيلة المقصود تابعة للمقصود، وكلاهما مقصود، لكنه مقصود قصد الغايات، وهي مقصودة قصد الوسائل".

ولهذا فإنني أناشد جميع المعتقلين بألا يضربوا عن الطعام، ومن كان منهم مضربا فليرجع عن إضرابه، ولنركز على نشاطنا في الشارع وصمودنا أمام جرائم الانقلاب الغاشم. والله أعلم وهو المستعان.


التعليقات