قضاء السنن الرواتب

نص الاستشارة :

السلام عليكم من فضلك أريد أن أسألك أنا أصلي سنة وفريضة الصلاة طبعا السنة قبل كل صلاة، ولكن أحيانا أذهب لشراء أو أقضي حاجات البيت أو غيرها فأتأخر عن السنة، ولكن أصليها.

مثلا أنا مريضة اليوم وخرج وقت السنة وانتهى اليوم ففي الغد أقوم بصلاة سنة هذا اليوم واليوم الذي قبله الذي لم أصلِّ فيه السنة.

فمن هذا المنبر سؤالي هل السنة يصح قضاؤها؟ إذا لم أصليها اليوم هل أصليها غدا أم لا ؟ وجزاك الله خيرا.

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله

بارك الله في حرصك واجتهادك على سنن الصلاة، والتقرب إلى الله بنوافل العبادات من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ومما يحسن بالمؤمن أن يعتني به ويعود نفسه على الالتزام بها، والسنن الرواتب تأتي مكملة للفرائض في النقص الذي يحصل في أدائها أو الخلل الذي قد يعتريها. وهذه المسألة مما اختلف الفقهاء فيها على أقوال؛ فعند الحنفية والمالكية على المشهور، والحنابلة في قول: أن السنن - عدا سنة الفجر - لا تقضى بعد الوقت.

ويرى الشافعية أن النوافل غير المؤقتة كصلاة الكسوفين والاستسقاء وتحية المسجد لا مدخل للقضاء فيها، وأما النوافل المؤقتة كالعيد والضحى، والرواتب التابعة للفرائض، ففي قضائها عندهم أقوال: أظهرها: أنها تقضى، والثاني: لا، والثالث: ما استقل كالعيد والضحى قضي، وما كان تبعا كالرواتب فلا.

وعلى القول بأنها تقضى، فالمشهور من أقوال الفقهاء: أنها تقضى أبدا، والثاني: تقضى صلاة النهار ما لم تغرب شمسه، وفائت الليل ما لم يطلع فجره فيقضي ركعتي الفجر ما دام النهار باقيا، والثالث: يقضي كل تابع ما لم يصل فريضة مستقبلة، فيقضي الوتر ما لم يصل الصبح، ويقضي سنة الصبح ما لم يصل الظهر، والباقي على هذا المثال.

فإن كنت حريصة على الأجر، وفاتك بعض هذه السنن لعذر ما فيمكنك قضاؤها ولا حرج في ذلك.

وقد جعل النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم السنن مقدّرة رحمة بهذه الأمّة، ولئلاّ يُشغل بها الإنسان في يومه ونهاره عن فرائض الطاعات وأصول العبادات الواجبة، فإن كانت السنن لا تلهيك عن زوج ولا ولد ولا بيت ولا أهل ولا صلة رحم ولا بر والدين ولا عن طلب علم فلا بأس بفعلها.

والله أعلم.


التعليقات