كيف أصحّح كذبتي؟

نص الاستشارة :

كذبت كذبة على اصدقائي بأني سافرت إلى مكان ما وأنا لم أسافر وهذه الكذبة كانت من أربع سنين مضوا وأصدقائي أتوا يسألوني الآن بعد أربع سنين عن هذه الكذبة التي مضت ويقولوا لي إنّهم شاكين فيّ أني أنا كنت أكذب عليهم ويريدوين مني إثباتا أني لم أكن أكذب أو توضيحا مني، فماذا أفعل في مثل هذا الموقف وكيف أجيب عليهم؟ مع العلم أنها كذبة لا تضر أحدا وأني كذبت من غير سبب وبجهل وتهرّب وقد تبت إلى الله ورجعت إلى الله ولن أكذب مرة أخرى فهل يجب أن اقول الحقيقة أم لا؟ وكيف أرجع ثقة من حولي فيّ؟

الاجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله

عاقبة الكذب وخيمة، وقد حذّر منها النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في قوله: (وما يزال الرجل يكذب ويتحرّى الكذب حتّى يكتب عند الله كذّابًا)، والكذاب مهان في نفسه مهانٌ بين الناس، ويبدو أنّك أدركت سوء عاقبة الكذب ونتيجته.

ومن توفيق الله تعالى لك أن وفقك للتوبة من الكذب والرغبة في البعد عنه، وأنّك تريد أن تترك الكذب، فاحمد الله تعالى على نعمة الهداية، واشكره على توفيقك إليها.

أمّا التوبة من الكذب فتكون بالاستغفار والندم والعزم على عدم العودة، ولمّا كان ما قلته لا يضرّ أحدًا فلا حقوق للناس بسبب تلك الكذبة، فلا يترتّب عليك شيء من الحقوق لغيرك، ولا يلزمك أن تخبر أحدًا أنّك كذبت، ولا أن تخبرهم بالصواب، وفي المعاريض مندوحة، فعرّض بما لا يكون كذبا، كأن تقول عن ذلك الأمر عينه كلامًا ليس فيه كذب.

وعليك بالتوبة والاستغفار، ولا تكشف ستر الله عنك، واحرص على عدم الكذب مرّة أخرى مهما كانت الأسباب، واعلم أنّ هذا ما ينجيك في الآخرة، ومن علامة صدق التوبة أن يصير قول الحقّ غاية لك وهدفًا وإن كان على نفسك

وفقك الله وأعاننا وإيّاك على شرور أنفسنا.

والله أعلم. 


التعليقات