التوبة من جريمة الشذوذ

نص الاستشارة :

أنا شاب عمري 20 سنة أعاني من مرض الشذوذ الجنسيّ، أحاول علاج المرض ولا أستطيع، أتوب وأعود، لا يهمني الناس بقدر ما يهمني الدين، أحس بضعف نفسي فأرجع إليه كلّما تعرضت لموقف بسيط، فكيف أتوب؟ وكيف تقبل توبتي؟ وكيف أمتنع من هذا الفعل مع شدة ضعفي؟

الاجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله

الشذوذ الجنسي مرضٌ خطير أوصلتنا إليه (الحضارة الغربية) الماديّة التي لا تقيم للإنسان وزنا؛ بل تستخدم الرجل والمرأة كأدوات في سبيلها المادّيّ، وتجتهد أن تستثمرهم ليعودوا عليها بالربح الماديّ المحض، دون مراعاة لإنسانية الإنسان؛ حتّى صار المرء مشغولا بتوافه اللذات الفانية التي لا تبقى معه؛ بل يبقى معه منها وحشة المعصية وقبح الجناية وسفاهة الرأي والخوف من انكشاف الفعلة؛ ويدخل بسبب فاحشته في العزلة القلبية عن إنسانيته الكامنة بين وجدانه، والرغبة في الترقّي إلى مرتبة الكمّل من الرجال، والحرص على الظهور بمظاهر الذكورية التامّة في كلّ موطنٍ، ولا يملك إلا التستّر بفعلته عن العائلة والأهل والزوجة والولد!

ولا شكّ أنّ لوسائل الإعلام الخبيثة دورا كبيرا في إيقاظ الشهوات غير المنضبطة بالعقل ولا بالشرع في نفوس الناس، وكثيرٌ منها من أولى أولويّاته إثارة الأفكار المنحرفة وبثّها وترويجها بين الناس؛ فابتعد عنها بقدر استطاعتك وقاطعها بقدر وسعك.

 

وأنت -يا بنيّ- على خير كبير إذ تتوب فاحمد الله تعالى على ذلك، وأنت على خير إذ تسأل عن التوبة، وتحرص عليها، ففي نفسك من دوافع الخير ونوازع الصلاح ما يدفعك إلى هذا التفكير السليم والحمد لله رب العالمين.

ولا تيأس من رحمة الله تعالى ولا تقنط من أن تصيبك رحماته فيكتب لك عند تحقق حرصك واجتهادك التوبة الكاملة إن شاء الله تعالى، ومن تمام التوبة:

1- أن تبتعد عن مكان المعصية وأهلها، فلا تبقى في المكان الذي فيه العصاة، ولا تتردّد عليه، ولا تتصل بهم، ولا تكلّمهم ولا تدخل مجموعاتهم ولا صفحاتهم على الانترنت ولا تشارك في محافلهم ولا حفلاتهم

2- أن تكثر من إشغال نفسك بالطاعات من طلب العلم وبرّ الوالدين وصلة الأرحام وبناء جسمك والرياضة عموما

3- عليك بالصوم فإنّه لك وجاء يكسر الشهوة ويضعف الرغبة ويحققك بالإخلاص ومراقبة الله تعالى، ولا تستعجل ثمرته؛ بل عليك أن تصوم أياما طويلة قبل أن يتحقق فيك فوائد الصوم وثمراته، فهو جُنّة ووقاية لك من المعصية إن شاء الله تعالى

4- إن كنت تملك الإمكانيات المادية والمعنوية اللازمة فلا بأس أن تطلب من والدتك أن تبحث لك عن زوجة تناسبك وتتقي الله تعالى معك وينقذك الله بها من هذه المعصية

والله أعلم 


التعليقات