الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله

إذا كانت هذه الأعمال لأهداف تدعو إليها الحاجة كالأهداف التعليمية للأطفال أو التوضيحية التي يحتاجها بعض أصحاب التخصصات كرسم المجسمات لطلاب الطب ونحو ذلك من الأهداف التعليمية، فيمكن القول بجوازها قياسا على جواز عمل ألعاب الأطفال (المجسمات)، أو ما يسمى بـ (دمى الألعاب).

وكما يجب التنويه أيضا للقول بالجواز أن تخلو هذه الأعمال من المحاذير كأن يقصد بها مضاهاة خلق الله تعالى، أو لم يكن لها هدف مشروع أو حاجة ما، كذلك إن كانت تستخدم في ألعاب تدعو إلى العنف أو إلى ما ينافي الفضيلة أو ما يدعو في ثناياه إلى ما ينافي العقيدة الإسلامية، أو ما ثبت ضرره علميا، ونحو ذلك.

والدليل على جواز استعمال لعب الأطفال: ما روته السيدة عائشة أَنّهَا كَانَتْ تَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عِنْدَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَتْ: وَكَانَتْ تَأْتِينِي صَوَاحِبِي فَكُنّ يَنْقَمِعْنَ مِنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَتْ: فَكَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يُسَرّبُهُنّ إِلَيّ.

وقال في حديث جرير : كنت ألعب بالبنات في بيته وهي اللعب. واللفظ لمسلم.

قال القاضي عياض : فيه جواز اللعب بهن. قال: وهن مخصوصات من الصور المنهي عنها لهذا الحديث، ولما فيه من تدريب النساء في صغرهن لأمر أنفسهن وبيوتهن وأولادهن. قال: وقد أجاز العلماء بيعهن وشراءهن، وروي عن مالك كراهة شرائهن، وهذا محمول على كراهة الاكتساب بها، وتنزيه ذوي المروءات عن تولي بيع ذلك، لا كراهة اللعب. قال: ومذهب جمهور العلماء جواز اللعب بهن، وقالت طائفة: هو منسوخ بالنهي عن الصور هذا كلام القاضي. ا.هـ

وما سوى ذلك من الأغراض المشروعة والصور المستثناة فإنها على الحرمة بل ورد فيها الوعيد الشديد في عدة نصوص، وتتوجه إليها الأدلة التي ذكرت تحريم التصوير، وأنهم أشد الناس عذابا يوم القيامة. والله أعلم.