زواج الفتاة دون إذن وليها

نص الاستشارة :

السلام عليكم تعرفت ابنتي على شاب عن طريق النت وقد علق قلبها به بعدها جاءت لتقول أن هذا الشاب يريد خطبتها لكننا تحدثنا معها بأن هذه الطريقة في التعرف لا تجوز في السر وبدون علاقة شرعية كيف لهذا الشاب أن يؤتمن عليكي وقلنا لها بأن نؤجل الموضوع حتى تنهي دراستها هذه السنة وتقطع علاقتها به وبعدها يمكن أن ياتي ونرى بعد شهر اتصل الشاب بزوجي وقال انه يريد الفتاة فسأله زوجي عن وضعه فهو لايزال يدرس ولايعلم عملا يكفي نفقة بيته وفي حديثه الكثير من اللغط، المهم ان زوجي لم يرتح له ولم يرفضه قطعا بل قال له اكمل ماعليك وبعد ذلك اخطبها، لكن بعد اسبوعين خرجت ابنتي من البيت وأرسلت لي بأنها لن تعود لأننا لم نوافق عليه وقد صدمنا والله اعلم بحالنا ابنتنا ربيناها جيدا وتعرف الحلال والحرام، وقالت إنهما يمكن أن يتزوجا بدون وليّ وإن هنالك الكثير من الشيوخ من المذهب الحنفي وافقوا على تزويجهما، وبعد فترة أخبرتني بأنها تزوجت، وقلت لها هذا زواج باطل؛ فقاطعتها. ما حكم هذا الزواج بدون إذن وليّها وهل نكون آثمين إذا بقينا مقاطعينها؟ جزاكم الله عنا كل خير

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله

من آفات هذا الزمان هذا الانترنت ووسائل التواصل المتيسرة فيه التي تتعرّف فيها الفتيات على الشباب والشباب على الفتيات ويزيد تعلّقهم ببعضهم حتى يصل الأمر إلى مثل هذه الحالات

ومن أخطاء بعض الآباء أنّهم يتشدّدون في عقد الزواج على البنات ويشترطون شروطا تجعل البنات والشباب يتصرّفون مثل هذه التصرّفات، وقد بيّن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم هذا الأمر في قوله: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) فإذا كان الشابُّ مرضيّ الخلق والدين  فالواجب أن نزوّجه وألا نتشدد في الشروط والاحتياطات، فأكثر النساء بركة أيسرهنّ نكاحا.

ومن أركان الزواج على قول كثير من أهل العلم الوليّ، فلا ينعقد العقد دون وليّ، ولكن على قول بعض الفقهاء يصحّ عقد البالغة الراشدة دون وليّ، ومعنى الصحّة أنه لا يكون ما بينهما من قبيل الزنا الذي يأثم فاعله ويحدّ، والواجب أن يجدد العقد من قبل الوليّ احتياطا للفساد، وقد ذكرتم في السؤال أنّ عددا من المشايخ قالوا لهما بإمكان العقد، وقد عقدت عقدها على يد من يجيز مثل هذا العقد.

وبعد إتمام العقد وإجرائه على قول هؤلاء العلماء فلا نقول ببطلان عقد النكاح مطلقا، بل نقول يكفي هذه البنت خطأ عقوق والديها وغضب الله الذي يتنزّل بعقوق الوالدين، فعليها أن تتوب إلى الله تعالى وأن تحسن صحبة والديها في الدنيا بالمعروف وأن تعيد العقد على هذا الرجل فلعلّ الله يكتب لها فيه الخير.

والله أعلم


التعليقات