الدراسة في الخارج

نص الاستشارة :

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته... الزمن دائما في تطور، و نحن كمسلمين مأمورين أن نلتزم بما أمر الله به و ننتهي عن ما نهانا عنه. و امرنا الله ايضا ان نعد لنا نحن كمسلمين كل القوة ضد الكفار، فيكون للمسلمين مصانع غذائية و مصانع حربية و أجهزة و تكنولوجيا خاصة بنا. و لا يتم ذلك الا من خلال العلم العقلي كالهندسة مثلا و لا يتم الا بالدراسة بالخارج. و هناك عدة فتاوي تحرم السفر إلى بلاد الغرب. طيب اذا كانت نية الشخص افادة المسلمين و لا تحصل هذه الافادة الا بالسفر، فهل يجوز السفر ؟ مع العلم ان بلدي لا تؤمن عمل الا بالواسطة كما حال الدول العربية، و حالنا كحال باقي دول العربية، حيث الفقر المدقع، فأملي الوحيد هو المنحة الجامعية الي فرنسا. بدأت اسال نفسي، لنأخذ بالأسباب، درست طوال عمري و وصلت إلى المرحلة الجامعية بفضل الله متفوقا بدراستي الهندسة، فأصبحت تائها، بعدم السفر إلى هذه البلاد، و بالتالي الجلوس بدون عمل، حيث ان اختصاصي لا يحصل فيه احد على عمل الا اذا لديك واسطة و الواسطة لا تجوز، و اصلا انا ليس لدي اي واسطة.و بالتالي لم أجد مالا لتأسيس عائلة في المستقبل و لا منفعة للأمة الإسلامية. و اتضايق دائما من ان كل ما نملكه نحن المسلمون من صنع الغرب و اصبح جزء لا يتجزأ من حياتنا، حتى في لباسنا، فهو من الغرب. اين القوة الذي امرنا الله بها لكي نواجه بها الكفار؟؟

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله

ما تفضلت به صحيح، أمرنا بالأخذ بأسباب القوة المادية والمعنوية، وأمرنا بطلب العلم، وكانت هذه العلوم التي تنفع المسلمين في أقطار الأرض من فروض الكفايات التي يلزم على جماعة المسلمين أن يفعلوها، فإن فعلها من تتحقق بهم الكفاية سقط الإثم عن الجميع، وإن لم يفعلها من يقوم بهم الكفاية أثم المسلمون جميعا.

وقيامك بهذا الواجب عن المسلمين فيه ثواب كبير إن شاء الله تعالى

ولكنّ الحرص على الدين أولويّة في حياة المسلم، وقيامك بهذه الأولوية مما يجب عليك، فالواجب أن تحافظ على دينك وأن تبتعد عن السفر إلى البلاد التي يغلب على ظنك أن يضيع فيها دينك غالبا، وإن استطعت أن توازن بين الأمرين فتذهب وتحافظ على دينك فافعل، واجعل نيّتك حاضرة في ذهنك مدّة دراستك فبها يكتب الله لك الأجر، ويتحقق لك الثواب الجزيل إن شاء الله تعالى.

فاختر من التخصصات ما تحتاجه الأمة، وما يمكنك به نفعها، وما يمكنك العمل به بعد عودتك، واعزم على نفع أمتك أثناء إقامتك في تلك البلاد، واعزم على سرعة العودة عند انقضاء الدراسة النافعة للأمة

وفقك الله لما يحبه ويرضاه ويسر أمرك

والحمد لله رب العالمين


التعليقات