حكم زواج المسلمة من درزي

نص الاستشارة :

ما هو حكم زواج المسلمة من درزي موحد (ناطق للشهادتين)، ويؤمن بالله وبالرسول، يقرأ القرآن، مطلوب منهم نفس عبادتنا لكن لديهم معتقدات خاصة بهم.

الاجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله

موجب الإيمان والكفر ليس النطق بكلمة التوحيد وحدها، وإنما اعتقاد موجبها من صفات الله تعالى وما يجب له وما يستحيل عليه تعالى، والتزام المعلوم من الدين بالضرورة، والإيمان بالنبوات، وبرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، والإيمان باليوم الآخر، والإيمان بالجنة والنار والحساب والميزان، والإيمان بالملائكة والجنّ وعالم الغيب، والإيمان بالكتب المنزّلة على رسل الله عليهم صلوات الله وسلامه.

ولا يتمّ الإيمان إلا بالإيمان بالفرائض من الدين وفعلها مع الاستطاعة وعدم العذر.

والدروز كما هو معلوم لا يؤمنون بشيء من ذلك، بل إنّهم يجرّدون الإله عن صفاته بحجّة التوحيد، فيزعمون أنّ الصفات تكون زائدة على الذات، ويزعمون أنّ تعدّد الصفات يعني تعدّد الموصوف! ولذلك فإنّهم يبطلونها بزعم التوحيد، وينفون بذلك كلام الله تعالى في كتابه، فيكون كفرهم بالله وكتابه ونبيّه صلّى الله عليه وآله وسلّم وسائر شرائع الإسلام.

وذلك لأنّه لاتكليف عندهم قبل الأربعين وبعدها اختياريّ، فلا تكليف في الحقيقة مطلقًا.

وهذا ما يفقدهم معنى الإسلام جملة.

وهم كذلك باطنيون في معتقداتهم فلا يصرّحون بها ولا ينشرونها ولا يكتبون عنها ولا يدعون الناس إليها، والباطنيون مع عدائهم للإسلام وأهله وكيدهم له لا يؤمن مكرهم بالمسلمين ولا يسلّم لهم، فلا يجوز للمرأة أن تسلّم نفسها لباطنيّ وإن ادّعى الإسلام كالشيعة والدروز والنصيرية، ولا يجوز لوليّها أن يزوّجها لمثله. وقد نصّ العلماء على عدم قبول توبة الباطنية حتى يفضحوا مذاهبهم، ويعلنوا محاربتهم لأهلها.

ومن تزوّجت بواحد من هؤلاء فنكاحها باطل، ويجب عليها أن تفارقه شرعا.

والله أعلم

 


التعليقات