تمويل مشاريع صغيرة بشرط ربويّ

نص الاستشارة :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نحن مجموعة شباب ،في بلدنا الدولة طرحت مبادرة لتشجيع الشباب على انشاء مشروعات صناعية بقروض فيها شرط ربويّ بنسبة زيادة ضئيلة جدا، وهو فرصة كبيرة لنا

ارجو من شيخنا الفاضل أن يمعن النظر في أحوالنا وهي كالآتي:

  • ان هذا العقد يعتبر عقد اذعان فالدولة هي التي تملي شروطها الغير قابلة للنقاش، وان ليس لنا سبيل آخر لأن هذا هو المتاح في بلدنا.
  • ان نسبة الزيادة ضئيلة جدا تكاد لا تذكر نظرا لأن مشاريع التصنيع أرباحها السنوية تجاوز ال ٥٠% من رأس المال.
  • - وأننا ليس لدينا أي نية للتاخير وان التأخير غير متصور لأن الاحتمال الاكبر هو تسديد كامل المبلغ بعد مرور ٣ سنوات.
  • - وجود العديد من المزايا مثل:- * تشغيل الشباب وتوفير فرص عمل، ودعم الاقتصاد الكلي في هذا البلد المسلم، وأن ننفع انفسنا، وأن نكون يداٌ عليا وليس يداٌ سفلى. * الضآلة الشديدة لقيمة الزيادة (٥%) والتى تكاد تجعل هذة المبادرة دعما محضا من دون اي فائدة مباشرة لمقدم هذة المبادرة. * نحن اصحاب رسالة ونسعى لأن نقدم شيئا مفيدا وان ينفع الله بنا الأمة، وهذا هو كلُ همنا، كان لدينا حلم انشاء مشروع،  دار لتحفيظ القرآن وتدريس العلوم الشرعية، ودار لرعاية الأيتام، ومشفى صحي للعلاج، ولكن لطالما وقفت امامنا العقبات المادية وتكاليف الإنشاء، ووجدنا في هذة المبادرة حل لمشاكلنا الشخصية وتحقيقا لرسالتنا. فقلنا لأنفسنا لا أقل من أن نسأل.

الاجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله

وفقكم الله في مساعيكم وشكر لكم حرصكم على خدمة أمتكم ورسالتكم ودعوتكم

لكنّ تلك الخدمة الواجبة المفروضة لا يجوز أن تعمل بمال حرام، ولا بطريق حرام، فإنّ الله تعالى طيّبٌ لا يقبل إلا طيّبا، (ولا تيمّموا الخبيث منه تنفقون)، فالنفقة ينبغي أن تكون من طيّب، والمال الطيّب هو الذي يبارك الله فيه للإنسان.

ولا فرق بين كثير الربا وقليله

ولا فرق بين كونه من جهة رسمية أو شخصية

ولا فرق بين كونه مقبولا مرضيا به أو غير مقبول

ولا فرق بين كونه يحقق مصلحة أم لا، فمثل هذه المصلحة موهومة لا أثر لها في أحكام الشرع

وأمّا عدّه عقد إذعان فليس صحيحا إذ لا أحد يجبرك على الدخول فيه، بل هو اختيارك رغبة في كسب ماديّ سريع غير معتمد على البناء الماليّ التراكميّ الشخصيّ

وأمّا رغبتكم في السداد ونيّتكم أن تؤدّوا في الموعد فهي نيّة لا أثر لها في أصل العقد، وأصل العقد ربويّ، فلا يبيحه نيتكم ورغبتكم في السداد في وقته.

 

وفقكم الله وأعانكم على فعل الحلال 

والحمد لله رب العالمين


التعليقات