حكم المجسّمة

نص الاستشارة :

حكم التجسيم والمجسمة وهل السلفية من المجسمة

الاجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله

التجسيم يعني وصف الله تعالى بالجسمية، وهو يقتضي مشابهة المخلوقين، وفيه معارضة للآية الصريحة المحكمة: (ليس كمثله شيء)، ففيها تأكيد عدم المشابهة من وجه من الوجوه، والأجسام متحيّزة في الأماكن مفتقرة إليها، والله تعالى لا يحيط به شيء ولا يحدّه حدّ، ولا يحتاج إلى مكان ليتمكّن ولا يتغيّر بتغيّر الموجودات والمخلوقات؛ فالمكان موجود مخلوق والله تعالى لم يتغير بعد خلقه، فلا يمكن أن يكون جسما يحلّ فيمكان سبحانه وتعالى عن ذلك علوًّا ، كبيرا، ولا يمكن أن يكون جسما ليس في مكان، لأنّ من لوازم الجسمية الحلول والتمكّن في الأماكن.

ولا يلزم من عدم نفي الله تعالى للجسمية صريحا أن لا ننفيها، بل ننفي كلّ ما لا يليق بالله تعالى، بناء على ما دلّت عليه الآيات من كمال ذاته وصفاته سبحانه.

أما السلفية المعاصرون فليسوا مجسمة في الجملة، وعامة علمائهم اختاروا قولا من أقوال أهل السنة في التفويض وإن عبّروا عنه بألفاظ لم يعبّر بها أهل السنة، وبعض غلاتهم عندهم ما يشعر بالتجسيم بلوازم إطلاقاتهم التي ينفونها بصريح عباراتهم، والصريح مقدّم على الدلالة، فلا نتّهم هؤلاء الغلاة بالتجسيم، بل نقول إنهم أخطأوا في الألفاظ واختيارها، ولم يحسنوا تقدير لوازمها، غفر الله لهم.

والله أعلم وأحكم


التعليقات