شروط العمل المجحفة

نص الاستشارة :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أعمل في قسم الصيانة في شركة تقوم ببيع بتوريد وتركيب وإصلاح أجهزة طبية للمستشفيات. توجد لدي - بشكل رئيسي - طبيعتان للعمل في قسم الصيانة. الأولى: إصلاح وصيانة وتركيب الأجهزة... إلخ. الثانية: بيع قطع الغيار للمستشفيات ، وفي حال قمت بالبيع بمقدار معين - يعرف باسم "التارجت" أو الهدف - أحصل على مكافأة في نهاية السنة. توجد لدي عدة استفسارات عن عدة جوانب. أولا: بخصوص بيعي لقطع الغيار ، الراتب لا يكفي ولا يمكن تدريس الأولاد في المدارس ولا الجامعات ولا دفع إيجار البيت ولا تجديد الإقامات بدون مكافأة نهاية السنة ، لكن لأن الشركة تضع لنا دائما تارجت عالي جدا وصعب التحقيق ، نقوم - للأسف - بالكذب على الزبائن أحيانا. يعني ربما ذهبت لفحص جهاز واكتشفت أن القطعة أ متعطلة ، فأقول للمستشفى أن القطعة أ متعطلة وأنصحه أن يغير القطعة ب مع أنها تعمل حاليا ولا أعرف متى قد تتعطل ربما بعد يوم وربما بعد أعوام ، وأنا في الحقيقة أعرف في قرارة نفسي أنها ربما لا تتعطل قبل سنوات في تسعين بالمائة من الحالات! فهل مالي حرام وراتبي حرام؟ ثانيا: هل يجوز لصاحب العمل أصلا أن يطلب منا البيع بتارجت عال جدا ولا يمكن تحقيقه بالأحوال الطبيعية؟ ثالثا: في المناقصات الكبيرة ، تقوم الشركة برشوة بعض المسؤولين! لست أتحدث عن رشوة مالية مباشرة - مع أنني بصراحة لا أستبعد أنهم يفعلونها - ولكن مثلا يعطونهم تذاكر للسفر إلى دبي أو ألمانيا لحضور مؤتمر ، أو يرسلونهم في دورة تدريبية لدى أحد الشركات... إلخ ، ولعل بعض هذه السفريات مدفوع فيها بعض مصاريف الجيب وربما حجز الفندق أيضا! طبعا حجتهم بذلك أنهم إن لم يفعلوا هذا فلن يشتري الآحرون منهم وسيقوم غيرهم بدفع رشوة عموما... سؤالي: أنا لست في قسم المناقصات ولا المبيعات ولا علاقة لي لا من قريب ولا من بعيد ، هل مالي حرام؟ هذه الأسئلة خلاصة ما أود معرفة الإجابة عليه: 1. هل مالي حرام؟ 2. هل مال الشركة حرام؟ 3. هل يجوز لصاحب العمل وضع تارجت صعب المنال حتى يتعب الموظف ولا يحققه ولا يعطيه عمولة؟ 4. هل يجوز لصاحب العمل تكليف الموظف بأكثر من عمله وبدون مقابل؟ 5. هل شروط العمل المطاطة مثل "يحق لصاحب العمل أن يطلب من الموظف كل ما فيه مصلحة العمل" صالحة وجائزة؟ علما بأننا نعمل كمهندسين وبائعين وسكرتارية ومحصلين وأشياء أخرى. 6. هل يجوز لصاحب العمل أن يعد موظفيه بزيادة ويجعلهم يوقعون على أوراق بخصوص هذه الزيادة ثم يكتشف - سبحان الله - أن ليس لديه المال الكافي لهذه الزيادة؟ 7. هل يجوز لصاحب العمل أن يؤخر دفع مكافأة نهاية الخدمة بحجة أنه لم يحصل قيمة البيع الذي بعناه ، علما بأننا لسنا مسؤولين عن التحصيل؟ 8. هذا أهم سؤال: هل يجوز لي البقاء في الشركة؟ علما بأنني لست أجد عملا آخر - لا أفضل ولا أسوأ بل لا أجد مطلقا، وأنه إن تركتهم دون إيجاد عمل بديل فلن أستطيع دفع أقساط مدارس ولا جامعة ولا إيجار بيتي ولا أجدد إقاماتي وإقامات أهلي، وسيتوجب علينا مغادرة البلد نهائيا إلى المجهول حسب القوانين. نحن سوريون مقيمون في السعودية ولا نستطيع العيش في سوريا الآن. لدي جواز آخر لكن بقية أهلي الذين على كفالتي ليس لديهم ولا أستطيع استقدامهم، وأصلا هناك ليس لي لا بيت ولا عمل ولا شئ ولا حتى أتحدث لغتهم! آسف على الإطالة، وأرجو بألا تقولوا لي: كلّم صاحب العمل أن يفعل كذا أو لا يفعل كذا، فهذا لم يجد نفعا.

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جواب أسئلتك باختصار:

1- مالك ليس حراما إلا إن أخذت سرقت من القطعة التي بعتها، لكنّ ما تفعله من خداع الزبائن وغشّهم ليس حلالا أيضا، ولا يجوز لك أن تخدعهم مطلقا

2- مال الشركة مختلط فيه الحلال بالحرام، والظاهر أن الحلال يغلب الحرام، فليس حراما العمل معهم من حيث أصل المال.

3- يجوز له ذلك، وهذا من شروط العقد، فإذا وضع البيع بأي مبلغ شرطا للحصول على العلاوات أو على الرواتب الإضافية أو على نسبة من المبيعات فهذا من حقّه،  ولا يلزمه أن يضع المبالغ المقبولة فحسب.

4- لا يجوز تكليفه إلا بما ينصّ عليه العقد

5- الشروط المطاطة إن وافق عليها المتعاقدان فلا بأس بها ما لم توقعهما في نزاع وخلاف، فإن وافقا عليها وهما يعلمان الإشكالات التي فيها فلا تجوز، لأنّ الغرض من العقود تقليل المنازعات، فالتعاقد على ما يؤدي إلى المنازعة لا يجوز.

6- لا يجوز له أن يعدهم بما لا يقدر عليه عادة، ويجب عليهم أن يقدّروا إمكان ذلك قبل أن يصدّقوه

7- يجوز أن يؤخر دفع المكافأة حتى نهاية الخدمة بحسب العقود، وإن كانت عرفا تدفع في كل سنة

8- يجوز لك البقاء في الشركة ولا إثم عليك إن اتقيت إن شاء الله

وفقك الله ورزقك وبارك لك


التعليقات