حكم الاعتداء على حقوق النشر

نص الاستشارة :

طبيب سكر قام بتأليف كتاب مفيد يهم كل مرضى السكر داء العصر وهم بالملايين في مصر والوطن العربي. لكن الطبيب يبيعه بسعر مغالى فيه لا يقدر على شرائه الفقراء الذين عليهم أيضاً عبء تكلفة الشحن لأنّ الطبيب رفض أن تقوم دار نشر بتوزيعه حتى لا تنتقص عمولة التوزيع من ربحه. هل إذا اشتريت نسخة من هذا الكتاب وصوّرتها ثم قمت بنشرها مجانًا على الانترنت لمرضى السكر لإفادتهم يكون ذلك العمل حلالا أم حراما؟

الاجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله

حقوق المؤلف محفوظة، وهي من الحقوق التي كفلتها الشريعة الإسلامية لأنه جهده وتعبه ومن حقه ألا يبيعه إلا بثمن يرضيه، وكذلك من حق الدار الناشرة التي دفعت رأس مال للطباعة أن تشترط ألا يباع إلا بثمن معين يناسب مصاريفها وحساب أرباحها.

وجواز ذلك مقيد بما إذا لم يكن فيه إضرار بأحد، ولم تكن في الأثمان مغالاة تمنع الناس من الانتفاع، فإنّ هذا من نوع الاحتكار الذي لا يقبل به الله تعالى، ويأثم فاعله شرعا.

وإذا لحق الإثم المؤلف لاحتكاره الكتاب أو لزيادته في ثمنه أو لمنعه البيع أو الطباعة إلا بثمن معين أو غير ذلك من الأسباب فلا إثم عليك إن شاء الله.

وقد أجاز بعض المعاصرين أن يطبع الإنسان مثل هذا الكتاب لنفسه أو لمن يعرفهم شخصيا من طلاب العلم الفقراء بحيث لا يؤثر عادة على مبيعات الناشر له ، فإنّ الإضرار بالغير لا يجوز، ومعلوم أنّك إذا وزّعته مجانا ستضرّ بالناشر أو المؤلف لأنّه لن يبيع الكتاب بعد أن يصبح موجودا على النت إلا نادرا، وقد طبعه واجتهد في تأليفه وصرف وقتا ومالا؛ لينفع به الناس وينتفع به هو أيضًا.

فلا يجوز مثل هذا الفعل لما فيه من الاعتداء على حقوق الآخرين، ولما فيه من الأذى للناس، ولعدم تكليفك شرعًا بإيصال هذا العلم للناس.

وإذا كنت حريصا على نشر العلم فاشتر نسخا ووزعها مجانا لوجه الله تعالى، أو ألّف كتابا واستفد مما كتبه هذا الطبيب وانشره واجعله من مصادرك ومراجعك.

نسأل الله أن يشفي مرضى المسلمين وأن يوفقنا وإياكم لنشر العلم بما لا اعتداء فيه على حق أحد من الناس.

اللهم آمين 


التعليقات