هل يريد ربنا بنا السوء؟

نص الاستشارة :

السلام عليكم كنت أتدرب في صيدلية بحكم دراستى وقد أعجبت بشخص هناك ووجدت منه الاهتمام فدعوت الله كثيرا إن كان خيرا لي فاجعله من نصيبى وإن كان شرا أن لا يعلّق قلبى به إذا لم يكن من نصيبى، حتى قالت لي أمي لاتذهبى إلى الصيدلية، واستمر دعائي وفي ليلة الجمعة صلّيت وقلت يارب لو كان نصيبى وخير لي فاجعله يتقدّم خطوه فجاء وتقدّم لأبى يوم السبت وكنت سعيدة جدا خاصة أنه جاء بعد صلاتى للاستخارة عليه ٤ مرات إلا أن أمى لم تقبله نهائيًا لأنه مطلّق ومعه بنت، حاولت مرارا وتكرارا معها لكنها لم تقتنع، وقالت لي إنني ما زلت صغيرة وهذا هوى ليس أكثر، ولا أفهم أمور الدنيا، فاضطررت إلى الموافقة على كلام أمي ولكن قلبى يرفض هذا القرار

يصعب علي أن أصدّق أن الموضوع انتهى بهذه الطريقة ولكن أين دعائى أين صلاة الاستخارة اليومية التى كنت أقوم بها لأننى فى حالة نفسية سيئه جدا منذ أكثر من أسبوع وعقلي ينفى أن الله قد أتى به إلي لكى يُرفض.

انصحونى ماذا أفعل أنا في حيرة ما بين التفكير فى أنّ ربى لن يريد بى السوء أبدا مهما كانت تصرفاتى ومابين منطق أمى

الاجابة

وعليكم السلام

لا يريد الله تعالى بعباده إلا الخير

وإذا تأملت فيما أنت فيه من الخير والنعم ستجدينها أضعاف أضعاف ما تعانين منه من الإشكالات والابتلاءات

فالله تعالى أكرمك بالصحة والمال والدراسة والجمال والخُلُق، وأكرمك بالوالدين والأهل والاصحاب والمعارف، وأنعم عليك بما فقده غيرك من سلامة الحواسّ وكمال الأعضاء من السمع والبصر؛ فاحمدي الله تعالى واعلمي أنه لا يريد بعباده إلا الخير ولا يرضى لهم إلا السعادة، ولكنّ الناس أنفسهم يظلمون

أما دعاؤك فهو مدّخر لك عند الله وسيأتيك هو أو غيره ممن يكتب الله لك الخير على يديه

ومن الخطأ أن تعلّقي قلبك بشخص تعرفت عليه في العمل، فكثير من الشباب يظهرون في هذه المواضع ما لا يتخلّقون به عادة في بيوتهم، ويتظاهرون بما لم يعطوه من القدرات ومن الأموال، فيصوّرون للفتاة قدرة عالية ومحبة خالصة وإخلاصا ووفاء سيمنع إشكالات الحياة مهما كانت في مستقبل أيامهم، وهذا غير صحيح ولا دقيق، وتتفاجأ الفتاة به بعد وقوعها في شباكهم.

فاعملي أن الله تعالى إن صرفه فلم يعد فهو لخير أراده بك، وإن عاد وأصرّ ووافقت أمك فهو لخير كذلك، فاستمري في حياتك دون التفات إليه، ودون أن تحملي على أمك، ودون أن تظني بربك سوءا.

واعلمي أن لك أجرا في الابتلاءات والاختبارات، وأنك تنالين بها ثوابا ودرجات في الآخرة، وخبرة ومعرفة بالناس والحياة في هذه الدنيا.

والله أعلم 


التعليقات