حكم العلاقات العاطفية اذا كان نيتها زواج

نص الاستشارة :

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أنا في علاقة مع شاب منذ شهر مارس 2020 بنية الزواج من كلينا، اقتصرت علاقتنا على التلاقي في الشارع أو الجامعة و التحدث خارجا أو بالهاتف أو في مواقع التواصل الاجتماعي في جميع المواضيع العادية فقط وأحيانا يمسك يدي أو يلمس وجهي وقمنا بعدة صور ولكن محترمة، ولقد سألت شيخا إماما اخبرني أنه حسب النية إذا نيتكم بها خير فهي حلال اريد أن أسأل هل علاقتنا محرمة في هذه الحالة؟ هل الخلوة أي الجلوس أو الوقوف في مكان لوحدنا ولكن في مكان به حركة وناس حرام؟ هل التحدث في الهاتف او موقع التواصل الاجتماعي حرام؟ إذا ممكن بيانها من القرآن والسنة وكيف أقنعه بالحكم وكيفية التوبة من فضلكم جزاكم الله كل الخير

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله

نسأل الله أن يتقبل منك سعيك لمعرفة حكم الله تعالى في هذه المسألة ، وهذا دليل على حرصك على مرضاة الله تعالى، وهذا هو الباب الصحيح لاستقرار المرء في حياته الدنيا ولفوزه ونجاته في الآخرة.

أمّا هذه العلاقات فليست مما يجوز للمسلم، والواجب على المسلم أن يتجنب كل ما فيه شك وريب، وأن يجنب نفسه مواقع الزلل والخطأ، وأن يحرص على ألا يراه الله حيث نهاه.

وكثيرًا ما تفضي هذه العلاقات إلى ما حرّم الله تعالى، ويصيب الإنسان الندم حيث لا ينفع الندم، فحسنا أنك تشعرين بلزوم التوبة منها، ونسأل الله أن يثبتك عليها.

وأمّا الخلوة فالأصل فيها أنّ ما يمكن فيه فعل ما يريده الإنسان دون أن يطّلع عليه أحد فهو الخلوة، لكنّ في الآية ما يدلّ على كونها أيضًا متعلّقة بإمكان الكلام كما يريد الإنسان، ففي قوله تعالى: (ولكن لا تواعدوهنّ سرًّا إلا أن تقولوا قولا معروفًا) دلالة واضحة على أنّ القول معتبر في الخلوة كالفعل، فالمكان الذي يمكنكما فيه أن تقولا ما تريدان دون أن يسمعكما أحد أو دون أن يلتفت إليكما أحد هو في حكم الخلوة أيضًا، فخروجك معه إلى (مكان عام) بحيث لا يعترض على فعلكما أحد هو كالخلوة والجلوس في مكان خاص مغلق في كثير من البلاد، إذ قلّ النهي عن المنكر في كثير من البلاد، وصار ما يطلق عليه الحريّة الشخصية هو الغالب بين الناس وإن كانوا يسيئون لأنفسهم أو لمجتمعاتهم!

فلذلك ننصحك بعدم الخروج معه وعدم مواعدته إلا في مكان تخشيان فيه الناس كبيتك أو بيته أو في مكان عمله أو عملك إن كان يخشى الناس في هذا المكان.

ونذكرك أن من الحرام المتفق عليه أن يلمس المرء أجنبية عنه ليست بزوجة له ولا محرم، وهو أمر عظيم الإثم شديد الوزر، يغلب أن يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، والرجل لا يثق في المرأة التي تسمح له قبل أن يتزوجها أن يمدّ يده ويلمسها ويقبلها؛ فهي كما فعلت ذلك معه وهي لا تحلّ له فقد تفعل ذلك مع غيره وهي لا تحلّ له، ودعوى الحبّ قد تتجدد مع غيره فلا قيمة لها في عينه.

والله أعلم  


التعليقات