وسواس قهري في العبادات

نص الاستشارة :

شيخي أنا مريضة وسواس قهري. مشكلتي هي أنني أصبحت أتعمد تغيير النية في الصلاة ونية قطعها ونية الخروج من الجماعة ونية تغيير أو قطع نية الصيام، لكن هذه النية لا أعمل بها، مثلا لو نويت قطع الصلاة عمدا لا أخرج منها، ولو نويت تغييرنية الصلاة لا أعمل بتلك النية، وأصلي صلاة واحدة: هي التي نويتها أولا، وتغيير النية يكون عندي قبل الدخول يعني قبل التكبيرة وبعد الدخول في الصلاة.

أيضا أتعمّد في نفسي سبّ الله لكن لا أنطق بشيء هل يمكن لهذه النيّة المتعمّدة أن تسقط عني لأني مريضة وسواس قهري أم لا، فقد أفسدت عليّ حياتي وعباداتي.

فمشكلتي في التعمّد لو قال لي أحد إنّ التعمد في النية لا يضر وأنّه من الوسواس لارتحت كثيرا، أرجوووك ساعدني و قل لي هل صلواتي وصيامي صحيحين حتى لو تعمدت فأنا أبكي وأكتب

الاجابة

قد أرشدك سيد الخلق الرؤوف بالمؤمنين إلى جواب سؤالك حين قال: إنّ الله تجاوز لأمتي عمّا حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلّم

فما لم يعمل الإنسان فلا اثر لنيته وتفكيره، وإن تعمّد إيراده على خاطره، ولا ينبني عليه فساد الأعمال، بل الأعمال صلاحها وإجزاؤها بأحوالها الظاهرة، فلا يفسد عملٌ لنيّة الخروج منه أو تركه، ولا يبطل ذلك الصلاة ولا الصيام ولا سائر الأعمال.

فلا حرج عليك من حيث الأعمال

ولكن التفكير في إبطال الأعمال أو في نية السوء لا ينبغي، فيجب أن يغيّر الإنسان تفكيره، ولا شيء يقهره! فالوسواس القهريّ ليس أقوى من عقل الإنسان وإرادته، بل ثقته بالله تعالى ومعرفته بقدرته على الخير أقوى من كلّ وساوسه التي قد تخطر له.

والله أعلم.


التعليقات