ترك الصلاة بحجة مرض ما

نص الاستشارة :

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته، أحسن الله إليكم، أما بعد، فإني طالب مغربي أستكمل دراستي في أوكرانيا، وأريد أن أستشيركم في أمر مهم، وهو أنه في السكن الجامعي الذي أقطن فيه، يسكن معي في الغرفة طالبان من المغرب أيضا، واحد يصلي، وغالبا ما نؤدي الصلاة جماعة نحن الاثنان، والآخر متهاون كثيرا في الصلاة، بحيث لا يصلي إلا عندما أبذل مجهودا كبيرا في نصحه ووعظه وإخافته من خطر ترك الصلاة، بأنها عمود الدين وأن تركها كفر، فيصلّي معنا تلك المرة، لكن بعد وقت قليل يتركها، ويتحجج بأنه مريض في بطنه ويفقد وضوءه سريعا، وأنه فيه وسواس من بقاء وضوءه وطهارة ثوبه بسبب مرضه في بطنه، وقد نصحته بتجديد وضوءه عند شكّه والتقليل من الوسواس، حتى فكرت في أن أنصحه بالتيمم فقط ليحافظ على صلاته، فهل هذا صحيح أم أن الوضوء واجب في حالته هذه، أرجو منكم إرشادي إلى الطريقة الصحيحة لنصحه، وما التصرف معه إذا أصر على ترك الصلاة، جزاكم الله خيرا.

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله بكم على نصيحتكم ومتابعتكم للأخ المقصر في صلاته، وننصحك بالاستمرار في نصحه كلما حان وقت مناسب لعل الله يكتب له الهداية على يديك، ويصبح من مقيمي الصلاة. والتنويع في النصح يعطي أثرا جيِّدا، خاصة بوسائل الترغيب مثل تذكيره بالأجر العظيم في الوضوء، وأجر صلاة الجماعة، وأن الصلاة تزيده قرباً من الله تعالى، وهي سبب رئيسي في انشراح الصدر وراحة البال. وأن النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، وأنه جعلت قرة عينه في الصلاة، إلى غير ذلك من الأحاديث والآثار التي ترغبه في الصلاة وتنمي حرصه عليها.

وننصح بالبعد عن الترهيب المبالغ فيه أو الذي هو قول لبعض العلماء دون بعض كالقول بكفر تارك الصلاة! 

وإن كان صديقك يشكو من بعض الأمراض التي تؤثّر على وضوئه فيمكنه الترخّص والجمع الصوري بين الصلاتين مثل أن يصلي الظهر قبل دخول وقت العصر وينتظر حتى دخول وقت العصر فيصليها في أول وقتها، فيكون صلى الصلاتين كل واحدة في وقتها بوضوء واحد . لكن لا يجوز لمثل حالته التيمم، لأنه يجد الماء ولا يتضرر باستعماله ضرراً يبيح له الترخُّص.

كما يجب عليه معالجة مرض الوسواس بمراكز تعديل السلوك المتخصصة أو بغير ذلك، وإلا فإن المرض سيتطور معه ويصعب علاجه حينئذ. والله أعلم.


التعليقات