صلة الرحم القاطعة

نص الاستشارة :

السلام عليكم

سافرت مع اهلي الى بلاد الغرب عندما كنت صغيرة جدا. كبرت في بلاد الغرب ( الان في الجامعه) عندما التزمت بالصلاة وتعاليم الدين ادركت ان صلة الرحم مهمه جدا. اقاربي من طرف ابي قاطعين للرحم اي انهم لا يتواصلون معنا بل يكرهون ذلك يتواصلون فقط عند الحاجه المادية ولا يهمهم امرنا ابدا، بل يسيؤون الينا بكلام غير صحيح.

حاولت ان اتواصل معهم مره عند زيارتي للبلد وكان استقبالهم ليس جميلا تركوني وكاني غريبه. بالحقيقة لا توجد علاقه تجمعنا ولا تواصل ابدا، ولا يوجد لدي حتى ارقام الجوال، ولا شيء يصلني بهم. هل يجب علي أن اصلهم؟ أعمامي وعماتي وأولادهم؟ شكرا جزيلا واتمنى الرد

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله، صلة الرحم واجبة، ولها بركات كثيرة ملموسة في حياة الإنسان، قال صلى الله عليه وسلم: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» [أخرجه البخاري ومسلم].

وكون الرحم قاطعة فعليهم إثم قطيعتهم، ولا شك أن وصل الرحم القاطعة ثقيل على النفس وصعب، لذا فإن الأجر حينئذ سيكون أجزل وأكثر..

ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: (أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ؟ فَقَالَ: لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ، وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنْ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ) [أخرجه مسلم]

قال الإمام النووي في شرح مسلم: المَل: الرماد الحار. ويجهلون أي يسيئون. ومعناه كأنما تطعمهم الرماد الحار، وهو تشبيه لما يلحقهم من الألم بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم، ولا شيء على هذا المحسن بل ينالهم الإثم العظيم في قطيعته، وإدخالهم الأذى عليه. وقيل: معناه أنك بالإحسان إليهم تخزيهم وتحقرهم في أنفسهم لكثرة إحسانك وقبيح فعلهم.


التعليقات