تمييز الأحاديث الصحيحة من الضعيفة والموضوعة

نص الاستشارة :

السلام عليكم هناك أحاديث كثيرة اشتهرت بين الناس ظنوها صحيحة، فكيف نميز الأحاديث الصحيحة من الأحاديث الموضوعة والضعيفة؟ وشكرا لكم.

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

علم مصطلح الحديث، وعلم الرجال والجرح والتعديل مما امتازت به هذه الأمة عن غيرها من الأمم، فلا تجد هذا العلم عند أمة من الأمم إلا عند المسلمين فقط، وهو مفخرة ومنقبة عظيمة في جبين التاريخ، وسبب هذا هو الحرص الشديد من جهابذة العلماء والنقاد من المحدثين وغَيرتُهم  الشديدة على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن يدخله خطأ أو تحريف أو كذب، فميزانهم في علمهم هو ميزان الذهب، فوضعوا ضوابط ومعايير عالية لدقة الضبط، واتصال السند، وسلامة النص من الشذوذ والعلة الخفية، إلى غير ذلك من الشروط والضوابط التي يعسر فهمها على غير المختص.

وقد ظن بعض الناس جهلاً منهم أن الحديث الضعيف والموضوع شيء واحد، والأمر ليس كذلك فالحديث الموضوع هو المختلق والمكذوب على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يطلق عليه حديث إلا تجوُّزاً. أما الضعيف فهو ما فقد شروط الصحَّة أو بعضها، وقد يكون ضعفه شديداً وهو ما يعرف بالمناكير أو الواهيات، وقد يكون ضعفه يسيراً ويتقوَّى بغيره إذا ورد من طرق عدَّة، وقد يرتقي إلى درجة الحسن لغيره.

والأحاديث الضعيفة قد جوز بعض العلماء العمل بها في فضائل الأعمال بشروط، منها: أن يندرج تحت أصل معمول به، وأن لا يعتقد ثبوته عند العمل به وإنما يعتقد الاحتياط، وأن لا يشتد ضعفه.

أما فيما يخص التفريق بين الصحيح والضعيف والموضوع وكذلك بيان بعض الأقوال التي اشتهرت على الألسنة أنها أحاديث وليست بأحاديث، فقد ألَّف عدد من العلماء كتبا مفردة في هذا، من أشهرها:

كتاب العلل المتناهية، لابن الجوزي.

والمنار المنيف في الصحيح والضعيف، لابن القيم.

واللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، للسيوطي

وكشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس، للعجلوني

أما ما يرومه البعض من دراسة الأسانيد والرجوع إلى كتب العلل، والجرح والتعديل والنظر في حال الرواة للخلوص إلى حكم فيما يخص حديثاً ما، فهذا أمر شائك وصعب، ولا بد فيه من مختص بهذا الفن. نعم فإن الوسائل التقنية والبرامج الحاسوبية قد سهَّلت كثيرا مما كان صعباً في الأزمنة الماضية، لكن لا بد من مختص لسبر الأغوار والوقوف على الحقائق ومن ثم الخروج بالنتائج. وإن لم يتيسر الرجوع الى أهل الاختصاص فقد كثرت المواقع والبرامج المتخصصة والموثوقة على الشبكة الالكترونية وهذه يمكن أن تعطيك درجة الحديث ومن رواه وأي معلومات أخرى عنه ، و لذلك نقول ينبغي لمن وصله شيء مما يتداوله الناس أن يرجع الى هذه المصادر الموثوقة ويتأكد من صحة الحديث قبل نقله و تداوله، والله أعلم.


التعليقات