يضيع عمري في أعمال المنزل

نص الاستشارة :

السلام عليكم شيخي انا امراة متزوجة عمري ٣٦سنة، أحس الحياة تضييع وقت، ما إلي خلق للطبخ وشغل البيت، بحس انه نحن لازم ما نضيع وقت بهالشغلات ونتفرغ للعبادة، ما عم احسن ركز بشي، واما باي شغلة بكون بالي بالعبادة، وضايعة بين الاتنين لانه زوجي اله متطلبات وبيت حماي كمان لاني عندهم وابني، لا عم اعرف نام ولا عم اعرف نظم وقتي، بتمنى تساعدني لاعرف كيف الله بيرضى علي وكيف بدي اتعامل مع الحياة وتكون برضا رب العالمين.

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

العبادة لها مفهوم أوسع مما ذكرتِ، فلا تقتصر على الصيام والذكر والصلاة والصدقة، بل هي تشمل الحياة كلها إذا حسنت النية. فكل هذه الأعمال التي ذكرتها لك فيها أجر إن أحسنت النية، بأن تكون نيتك القيام بحقوق أسرتك ورعايتها، والأكل من الحلال الطيب الذي يحفظ عليكم أجسامكم وصحتكم، فإن الحفاظ على صحة الإنسان من المسؤوليات الشرعية، فلا يستطيع أن يؤدي واجباته الدينية وحالته الصحية متدهورة.

ولك في آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، وهذه وصية النبي صلى الله عليه وسلم: فيما رواه سيدنا عَلِيٌّ، أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ، شَكَتْ مَا تَلْقَى مِنْ أَثَرِ الرَّحَا، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيٌ، فَانْطَلَقَتْ فَلَمْ تَجِدْهُ، فَوَجَدَتْ عَائِشَةَ فَأَخْبَرَتْهَا، فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ بِمَجِيءِ فَاطِمَةَ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْتُ لِأَقُومَ، فَقَالَ: «عَلَى مَكَانِكُمَا». فَقَعَدَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي، وَقَالَ: «أَلاَ أُعَلِّمُكُمَا خَيْرًا مِمَّا سَأَلْتُمَانِي، إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا تُكَبِّرَا أَرْبَعًا وَثَلاَثِينَ، وَتُسَبِّحَا ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَتَحْمَدَا ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ» [أخرجه البخاري ومسلم].

ولبيان المفهوم الواسع للعبادة التي يؤجر عليها المرء نورد ما رواه كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ أنه قَالَ: مَرَّ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَى أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيَّ جَلْدَةَ وَنَشَاطَةَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ كَانَ هَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَارًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَبَوَيْنِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ يَعُفُّهَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى رِيَاءً وَمُفَاخَرَةً فَهُوَ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ». [رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الثَّلَاثَةِ] قال الهيثمي: رجال الكبير رجال الصحيح.

وأخيرا ننبه الى أنه ليس عليك خدمة أهل زوجك الا من باب البر لزوجك و بالتالي فليس لزوجك أن يكلفك من هذا ما لا تطيقين ، والله أعلم.


التعليقات