تسمية المولود بأسماء أعجمية

نص الاستشارة :

هل يجوز التسمية في بلادنا بلغتنا (باللغة البنغالية)؟ لأن الناس في بلادنا يخطئون في نطق اللغة العربية أثناء النطق. مثلا أبد الرجَّك (عبد الرزاق) يَكُب (يعقوب) رَهِم (رحيم) فَتِمَ (فاطمة).

وهل يأثم المنادي الذي يخطئ في نطق الأسماء التالية إذا كان خطأ المنادي عمدا؟ مثلا أإشَ (عائشة) رَهِم (رحيم) فَتِمَ (فاطمة) يَكُب (يعقوب) نُرُ الألَم (نور العالم). وما هي نصيحتكم.

الاجابة

 تجوز تسمية المولود بأي لغة من اللغات، ما لم يتضمن الاسم معنى منهيا عنه في الشرع، كأن يكون فيه تعبيد لغير الله (كعبد النبي)، أو أن يكون مختصا بالله سبحانه (كالخالق، والرحمن، والرحيم)، أو فيه تعظيم (كملك الملوك، ونحو ذلك من المعاني)، أو فيه معنى من المعاني المكروهة (كحرب، وعقاب، ونحو ذلك)، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلَّم غيَّر أسماء عدد من الصحابة إلى أسماء جميلة حسنة، وأمرهم بذلك.

ومن حقوق المولود على والديه أن يحسنا تسميته؛ فإن له من اسمه نصيباً، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم، وأسماء آبائكم، فأحسنوا أسماءكم» [رواه أحمد وأبو داود والدارمي].

أما عن الإثم فيمن يغير الاسم إلى لغة أخرى، فإن كان من الأسماء العادية (كفاطمة وعائشة) فلا إثم عليه، وإن كان يستطيع نطق الاسم بطريقته الصحيحة فهذا هو الأولى، لئلا يقع في الخطأ اللغوي، فالأسماء تُنقل كما هي في لغاتها الأصل. بالإضافة إلى أن النطق بالكلمات العربية الفصيحة فيه نشر للغة العربية التي هي لغة القرآن، ولغة أهل الجنة، لئلا تضعف اللغة العربية في الأجيال اللاحقة ولا يعرف أصل هذه الأسماء.

أما الأسماء التي فيها التعبيد لاسم من أسماء الله الحسنى، (كعبد الرزَّاق، وعبد الكريم، وعبد الرحمن) فلا يجوز نطقها إلا بشكلها الصحيح، ويجب التقيد بنطق الأسماء الحسنى كما وردت في القرآن الكريم والسنة، بالإضافة إلى أنه يخشى أن يكون ثمة تغيير في النطق أو الشكل يؤدي إلى تغيير المعنى. ومن لا يستطيع نطقها بالشكل الصحيح فيعلَّم، وإن لم يتمكن من ذلك فلا حرج عليه، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها. والله أعلم.


التعليقات